عاد آذار مليئاً بالحياة

نبيل مرتضى

عاد آذارُ مليئاً بالحياة يحمل الخيرَ لكلِّ الكائناتْ

عاد يحكي قصَّة المجدِ الذي ملأَ المشرقَ في كلِّ الجهاتْ

جاءَ فيه بطلٌ علَّمَنا كيف نحيا أبدَ الدَّهر أباةْ

قال: «يا قومي هيّا استيقظوا ما لكم دوماً بنَومٍ وسُباتْ

كم أتى مشرقَنا من فاتحٍ زرعَ الفتنةَ في كلّ الفئاتْ

كم حَسِبْناهُ محباً مخلصاً ساعياً للخير من خيرِ السعاةْ

زرعَ الأحقادَ فينا فغدا شرقُنا بين شَتات وشَتاتْ

قسَّمَ المشرقَ بل فتَّتَهُ بينَ أشرارٍ وتُجّار طغاةْ

ففلسطين وَلَكَم من منشدٍ منْ أناشيد الأماني المُشرقاتْ

يطلبُ العونَ ويمضي قدماً يَدّعِي تضحيةً حتى المماتْ

كلهم ناموا فلسطينَ وقد وضعوكِ في قطارِ التّسوياتْ

وفلسطينُ لنا يا سادتي خلِّصُوها من أيادٍ آثماتْ

ولنا الأهوازُ والقدسُ لنا ولنا أيضاً لواءُ المَكْرُماتْ

ولنا قبرصُ في البحرِ غَدَتْ نجمةَ المشرق بينَ النيِّراتْ

فتعالوا نصنعُ النصرَ معاً يا حماة النصرِ إن النصرَ آتْ

إن فيكم قوةً لو فعلتْ لَقضتْ حتماً على كل الطُّغاةْ

إن فيكم قوةً لو فعلتْ لَخرجْنا من محيطِ الظُّلماتْ

إن فيكم قوةً لو فعلتْ لانتهينا من فسادِ الصفقاتْ»

يا فتى آذار هل عُدتَ لنا داعياً أبناءَ سوريا الأباةْ

قائلاً: «يا قومُ قوموا انتفضوا وارجعوا مجداً مضيءَ الصفحاتْ

ما لكم عما جرى في غفلة أم تخافون عتاةً وغزاةْ؟

أوَ أحياءً أنادي في الحمى أم أنادي عظاماً ورفاةْ؟

نحن قومٌ خُلِقَ المجدُ لنا نحن حقاً أبناءُ الحياةْ

نهبونا روَّضُوا حكامَنا سرقوا الخيرات حتّى البصماتْ