الدور المصري يجب أن يستند إلى المطالب الفلسطينية وأي وساطة تؤيد شروط المقاومة مرحّب بها الحرب البرية هي معركة المقاومة وستحوّل غزة جحيماً لجنود الاحتلال

الدور المصري يجب أن يستند إلى المطالب الفلسطينية، والمبادرة المصرية مرفوضة والمقاومة مستعدة لكل الاحتمالات، والأطراف العربية لا تملك ضمانات حقيقية لإلزام الاحتلال، والتجربة أثبتت أن مصر لم تفلح في الضغط عليه. ولذلك فإن المقاومة ترحّب بأي وساطة شرط عدم قفزها عن شروط المقاومة. ولذا فأيّ دولة تؤيد شروط المقاومة مرحّب بدورها، وفصائل المقاومة بلورت موقفها ووضعت رؤيتها وشروطها للتهدئة وتقدمت بها إلى الوسطاء، وهي تستهدف رفع الحصار بشكل كامل عن غزة وفتح جميع المعابر وإن المقاومة قررت عدم تقديم تهدئة مجانية للاحتلال.

أما قرار نتنياهو الشروع في العملية البرية ضد غزة فهو محاولة لترميم صورة حكومته المهزوزة ورفع معنويات «الإسرائيليين».

غير أن المعركة البرية هي معركة المقاومة التي ستحوّل غزة جحيماً لجنود الاحتلال الذي يغامر بهم نتنياهو من أجل الحفاظ على كرسيه، لكن الهجوم البري سيبقى محدوداً لأن اجتياح غزة يدخل «إسرائيل» في مستنقع، فالجيش «الإسرائيلي» يبدو عاجزاً عن خوض معركة برية في غزة والوحشية «الإسرائيلية» التي ارتسمت بها الهجمة «الإسرائيلية» على غزة إنما هي الوجه الآخر لمحاولة إنقاذ سمعة الجيش «الإسرائيلي» الذي عجز عن تحقيق أهدافه بسحق المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006.

على أن الموقف العربي والفلسطيني يجب أن يدعم المقاومة ومناهضة العدو الصهيوني بلا تحفظ والإصرار على وقف التطبيع وإغلاق السفارات «الإسرائيلية» وإعلان بطلان المعاهدات مع العدو الصهيوني ومنها معاهدة كامب ديفيد.

والجرائم «الإسرائيلية» بقتل النساء والأطفال لم نشاهد مثيلاً لها في عصرنا وهي تكشف مجدداً طبيعة هذا العدو القائمة على الإرهاب وارتكاب المجازر.

إلى ذلك، فإن الدور القطري ـ السعودي في تجنيد الشبان في أوروبا وإرسالهم إلى سورية والعراق أصبح واضحاً ومكشوفاً، إذ يقوم القطريون والسعوديون بتمويل دعم المساجد في بلدان أوروبا لتحريض المواطنين من أصول عربية وإسلامية للقتال تحت لافتة الجهاد في بلدان الشرق الأوسط.

أما ظاهرة الجهاد الأوروبي سببها الأزمة الاقتصادية والبطالة التي تعيشها بلدان اللجوء الأمر الذي يدفع هؤلاء للتوجه نحو القتال مدفوع الأجر في سورية والعراق. على أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مباشرة عن هذه الظاهرة لوقوفها وراء تصنيع القاعدة.