الطالباني… رجل الملفات المعقدة
عاد الرئيس جلال الطالباني إلى العراق لإطفاء الحرائق التي اشتعلت في غيابه مند أكثر من عام ونصف، منها الحرب مع «داعش» وأزمة الرئاسة ورئاسة الحكومة، إضافة الى أزمة حزبه وتذيله إلى أسفل المقاعد في الانتخابات، وعلى رغم أن علامات المرض لاتزال بادية عليه إلا أنه سيغير الكثير من المعادلات، سواء في ما يتعلق بالخلافات داخل حزبه – الاتحاد الوطني الكردستاني – أو على مستوى الخلافات بين حزبه والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني أوالأزمة الأمنية.
ويرى بعض المراقبين أن القدوم المفاجئ لطالباني إلى العراق، يحمل طابعاً رمزياً فقط، بأن وضعه الصحي قد تحسّن، إلى حد ما، إلا أن مراقبين آخرين يرون أن هذه العودة، محاولة أخيرة لإعادة ترتيب بيت الاتحاد الكردستاني، ولو بالإشارة، وتسمية من يخلفه في رئاسة الجمهورية والحزب.
مردود إيجابي
وستكون لعودة طالباني إلى بلاده مردودات إيجابية كبيرة على مختلف الصعد وسيقلل من حالة التوتر بين بغداد وأربيل، ونتوقع أنه سيعمل على لملمة الملفات المختلفة التي أثارت المشاكل خلال فترة غيابه، وسيعمل بحسّ وطني كبير على ايجاد الحلول والمخارج القانونية والدستورية لها، وخصوصاً ما يتعلق بموضوعي المناطق المتنازع عليها وما تم تداوله عن تقرير المصير.
ويمر العراق بظروف حرجة في الملف السياسي والأمني، وسيكون للرئيس العراقي دور كبير في حل الصراعات، وبخاصة أنه يحظى بالقبول بين غالبية رؤساء الكتل السياسية، وبالتالي فإنه قادرعلى تفكيك معظم العقد وبخاصة منصب رئيس الوزراء الذي مازال حجر العثرة ليس كمنصب بذاته بل بالشخصية التي ستشغله، فضلاً عن تعزيز دوره لإنهاء الجدل بين أعضاء حزبه نفسه لخلافته.
وحدة العراق
وتأتي العودة في هذا التوقيت، في صورة الاستجابة لـطلب رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي، بترشيح شخصية تؤمن بوحدة العراق، ورفض ترشيح أي شخصية ذات ميل إنفصالي، وبرأي الأخير أن هذا هو الضامن لوحدة البلاد في ظل رغبات مسعود البارزاني الانفصالية الذي صدر النفط بقرارات شخصية واتفاقات خارجة عن إطرة الدستورية.
وبينما يدور تنافس حول قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، وتسمية رئيس للجمهورية يخلف الطالباني، قطباه الرئيسان برهم صالح وهيرو خان زوجة الطالباني، يرجح أن يقول الطالباني كلمته الأخيرة، ويعطي القرار الأخير بترشيح هيرو خان لرئاسة الجمهورية، وهو مقترح كان مطروحاً في وقت سابق، فيما يتولى برهم صالح إعادة ترتيب الحزب، أو يقنع برهم صالح بالترشيح لرئاسة الجمهورية، وترك أمور الحزب، هو ما اشترطته هيرو لترشيح صالح للرئاسة.