قوات النخبة الأميركية تستعد لمهامها التي «ستبدأ» في العراق؟
كشفت مصادر مطلعة عن استعداد قوات النخبة الأميركية التي على وشك بدء مهامها في العراق ضد جماعة «داعش» الإرهابية.
ونقلت «سي أن أن» عن تلك المصادر قولها إن «القوات أمضت الأسابيع السبعة الماضية في تدريبات أساسية كإقامة وحدات سكنية آمنة وتأسيس شبكات معلوماتية والتنسيق مع القوات العراقية وقوات البيشمركة، وذلك في الاستراتيجية ذاتها التي استخدمتها القوات الخاصة بالسابق في العراق وأفغانستان».
ورفض مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية تقديم تفاصيل إضافية عن هذه المهمة، حيث قال الكولونيل كريس غارفر للصحافيين: «عندما نكون مستعدين للإعلان عن هذه المهمة سنعلمكم بذلك»، لافتاً الى أنه «ليس لدي أي تعليق على العمليات أو المناطق التي ستتم فيها هذه العمليات في الوقت الحالي».
ميدانياً، انطلقت صباح أمس عملية للقوات العراقية المشتركة بمحافظة صلاح الدين واستطاعت القوات العراقية المشتركة كسر دفاعات المسلحين والسيطرة على الجزيرة الرابطة بين مكيشفة وخط اللاين وتحرير عدد من القرى غرب مدينة سامراء.
ومع ساعات الصباح الأولى انطلقت العملية من ثلاثة محاور لتحرير جزيرة غرب سامراء والمناطق المجاورة لها بصلاح الدين من سيطرة جماعة «داعش» الإرهابية.
العمليات العسكرية استُهلّت بقصف صاروخي ومدفعي وجوي على خطوط دفاع «داعش» تلاها تقدم للقوات البرية من محور غرب سامراء باتجاه بحيرة الثرثار ومن منطقة مكيشيفة وقاعدة سبايكر باتجاه مناطق غرب صلاح الدين.
وما إن بدات العملية حتى استطاعت القوات المهاجمة من كسر دفاعات المسلحين والسيطرة على الجزيرة الرابطة بين منطقة مكيشفة وخط اللاين بالاضافة الى تحرير قريتين في المنطقة ذاتها غرب جزيرة سامراء.
وتحت غزارة نيران المدفعية والصواريخ تمكنت القوات المشتركة أيضاً من تحرير قرية السلام ضمن قاطع عمليات صلاح الدين غرب مدينة سامراء، وتقدمت في محاور غرب ناحية الصينية وسبايكر وجزيرة تكريت بالإضافة الى محور مكيشفة.
العمليات على الأرض قابلتها إسناد من الجو حيث نفذ الطيران العراقي عشرات الطلعات الجوية على مختلف محاور العمليات، استطاع خلالها تدمير مقرات المسلحين في جزيرة سامراء وقضى على أكثر من خمسين مسلحاً وجرح العديد من منهم، فضلاً عن تمكنه من تدمير العشرات من آليات ومنصات الصواريخ التي كان المسلحون يستخدمونها.
وفي محاولة يائسة لإيقاف تقدم القوات العراقية السريع قامت «داعش» باحتجاز عشرات العوائل، بما فيها من نساء وأطفال داخل قرية جوزة الملاصقة لجزيرة سامراء وذلك لاستعمالهم كدروع بشرية.
ونظراً الى اهمية العملية العسكرية التي تعتبر من أهم العمليات التي خاضتها القوات العراقية ضد جماعة «داعش» الإرهابية فقد شاركت فيها قوات الجيش العراقي، وجهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية بالإضافة الى فصائل الحشد الشعبي كافة.
وبالسيطرة على جزيرة سامراء والمناطق المحيطة بها تكون القوات العراقية قد تمكنت من قطع خطوط امداد المسلحين الرئيسية بين الرمادي والموصل وصولاً الى ناظم الثرثار وضرب الخاصرة الرخوة للمسلحين تمهيداً لعملية تحرير الموصل.
وفي السياق، حذرت سفارة الولايات المتحدة في بغداد مواطنيها وطلبت منهم الاستعداد لمغادرة البلاد في حال وقوع بما وصفته بالكارثة إذا انهار أكبر سد لتوليد الكهرباء قرب مدينة الموصل.
وأفاد موقع «بي بي سي» أن السفارة وصفت في رسالتها حدوث هذا «بالخطير وغير المسبوق».
وكانت أعمال الصيانة في السد قد توقفت عام 2014 بعد أن سيطر مسلحو جماعة «داعش» على المدينة.
ويحاول المسؤولون العراقيون التقليل من خطورة الموقف، لكن واشنطن حثت مواطنيها على وضع خطط طوارئ لمواجهة الموقف.
وحذرت الرسالة الأمنية الأميركية من أن انهيار السد يمكن أن يؤدي إلى موت مليون ونصف المليون شخص ممن يعيشون على ضفاف نهر دجلة، كما ستغمر المياه مدينة الموصل، أكبر مدن شمال العراق، بارتفاع 21 متراً خلال ساعات من انهيار السد.
ويقول مسؤولون إن سكان الموصل وتكريت سيضطرون إلى التحرك لمسافة 6 كيلومترات بعيداً عن النهر للوصول إلى مناطق آمنة.
وقد تغمر المياه مدناً أخرى على امتداد نهر دجلة مثل سامراء وبغداد بمستويات كبيرة ولكنها أقل وذلك خلال ما بين 24 و72 ساعة.
وأفادت الرسالة الأمنية «ليس لدينا معلومات محددة تشير إلى متى يمكن أن يحدث التصدع لكن توخياً لمزيد من الحرص نريد أن نؤكد على أن الإجلاء السريع هو أفضل وسيلة تكفل النجاة لمئات الألوف من الأشخاص».
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأحد الماضي إن إجراءات احترازية تتخذ لكنه وصف احتمالات انهيار السد بأنها ضئيلة للغاية.