اللقاء المسيحي للحريري: لا أحد يُملي علينا دروساً في الميثاقية
ناشد اللقاء المسيحي الرئيس سعد الحريري «الثبات في جوهر الميثاق والصيغة لإنقاذ لبنان»، مشدّداًً على «أنّ جوهر وثيقة الوفاق الوطني هو أن لا شرعية لأي سلطة تناقض التساوي الكامل والحقيقي بين المسيحيين والمسلمين»، متمنياً: «لو سمع من الرئيس الحريري مقاربته لما رفعته بكركي في مذكرتها الوطنية من مطالب ميثاقية».
وأكد اللقاء في بيان تلاه النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، بعد اجتماعه الاستثنائي أمس، «أنه يربأ بأن يكون نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري المؤتمن على نهجه قد أطلق كلاماً يُفهم منه أنّ المناصفة بخطر وبالتالي الميثاق، في حال لم يقدم المسيحيون على التوافق على استحقاق دستوري يخصّهم والوطن أجمع، وأنّ العدّ قد توقف بفعل المناصفة تلك التي نصّت عليها وثيقة الوفاق الوطني»، مشدّداً على أنّ المسيحيين «ليسوا مهووسين بالعدد، بل هم مؤمنون بالتعدّد الحضاري الخلاق».
وأضاف البيان: «ليس لأحد أن يُملي على المسيحيين دروساً أو أمثولات بموضوع وثيقة الوفاق الوطني وظروفها ومبادئها وسائر مندرجاتها، ذلك أنهم يدركون كلّ ذلك، وقد رفضوا الممارسات التي اختزلت الوثيقة وانقلبت عليها وصادرت حقوق المسيحيين فيها لأهداف سلطوية».
وأشار الفرزلي إلى أنّ اللقاء توقف «بمرارة شديدة عند قول الرئيس الحريري إنّ اقتراح انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب اللبناني، هو من باب جعل رئاسة الجمهورية رهينة الاقتراع الطائفي والمحميات المذهبية»، وأنه «مغامرة بصيغة المشاركة الوطنية وقواعد المناصفة»، معتبراً: «أنّ في هذا الكلام موقفاً خطيراً، يربأ بأن يكون مقصوداً، لأنه انقلاب أيضاً على جوهر وثيقة الوفاق الوطني، ذلك أنه يترك رئاسة الجمهورية اللبنانية نهباً للصفقات الخارجية والتسويات الفوقية وإفرازات أروقة السفارات».
وأعتبر بيان اللقاء المسيحي «أنّ كلام الحريري في هذا السياق يُبقي التعطيل قائماً على مستوى الآليات اللبنانية الذاتية والحرة لانتخاب رئيس، ويوحي بتهديد المسيحيين بالقول المبطن لهم: لقد وافقنا في اتفاق الطائف على إبقاء رئاسة الجمهورية لكم، شرط أن نحدّد لكم نحن من يكون الرئيس، وهو المنطق نفسه الذي تصرّف به البعض ولا يزال، حيال قانون الانتخاب».
وتوقف اللقاء بألم وغضب شديدين، عند المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، داعياً السلطة الفلسطينية إلى ملاحقة دولة «إسرائيل» لدى المحكمة الجنائية الدولية». كما وجه صرخة مناشدة إلى جميع أبناء الدول العربية، والمجتمع الدولي لوقف حروب الإبادة وجرائم التهجير القسري والتطهير العرقي والتمييز التي ترتكب في العراق».
الحريري
وقد ردّ الرئيس الحريري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، على بيان اللقاء المسيحي معتبراً أنّ «أصحاب البيان المذكور بذلوا جهداً كبيراً لإجراء قراءة مغلوطة لكلمة الرئيس الحريري، تعمّدت تحريف مقاصده النبيلة وإغراقه بتحليلات لمحاسبة نوايا غير موجودة أصلاً، والعودة بالحوار السياسي في البلاد إلى مجالات جديدة من التعقيد التي لا وظيفة لها، سوى إبقاء الوضع على ما هو عليه ورفض التقدم نحو إيجاد المخرج الممكن للشغور المستمرّ في موقع الرئاسة الأولى».
وأكد البيان «رفض الدخول في سجالات تبني مقاصدها على الانتقال بالحوار السياسي إلى عناوين خلافية مركبة، تغطي على المشكلات والمخاطر الحقيقية التي تواجه البلاد»، مشدّداً على أنّ «خطة الطريق التي أعلنها الرئيس سعد الحريري، واضحة بما فيه الكفاية، وهي لا تحتاج لأي جهد استثنائي في تحليل النصوص والنوايا، ويدعو الجميع إلى أن يتقوا الله في وطنهم ووحدته وسلامة العيش المشترك بين أبنائه».