بوتين لميركل وكاميرون وهولاند ورينتسي: الانتخابات السورية لن تُعرقل عملية السلام

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الانتخابات البرلمانية في سورية المقررة في نيسان المقبل، لن تُعرقل عملية السلام في البلاد.

وأوضح الكرملين أنّ بوتين بحث خلال لقاءات هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، مسائل الأزمة السورية في سياق تطبيق البيان الروسي – الأميركي المشترك حول وقف الأعمال العدائية في سورية بدءاً من 27 شباط الماضي.

وحسب بيان الكرملين، فقد ثمّن الزعماء عالياً الاتفاقات الروسية – الأميركية حول سورية، والتي حظيت بتأييد مجلس الأمن الدولي.

وجاء في البيان: «أشار الزعماء بارتياح إلى الالتزام بنظام وقف إطلاق النار بشكل عام، وإلى أنّه باتَ يأتي بأولى النتائج الإيجابية. وعلى رأيها، خلق مقدّمات لإطلاق عملية سياسية في سورية عبر إقامة حوار سوري – سوري برعاية الأمم المتحدة».

وأضاف البيان، أنّ الزعماء الخمسة أيّدوا خارطة الطريق للتسوية التي أقرّها مجلس الأمن الدولي في القرار رقم 2254.

وكما ورد في البيان، فإنّ الزعماء أعربوا عن استعدادهم لتكثيف الجهود المشتركة لحل القضايا الإنسانية الأكثر حدّة، مع التشديد على ضرورة الالتزام الصارم بشروط الهدنة بين جميع أطراف الأزمة السورية، والطابع المُلحّ لمواصلة محاربة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، والجماعات الإرهابية الأخرى بلا هوادة.

ووصف الكرملين تبادل الآراء خلال المكالمة بأنّه حمل طابعاً براغماتياً وعملياً.

كما اتفق زعماء الدول الخمس على تقديم الدعم النشط لجهود مجموعة دعم سورية والمبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا، من أجل وضع حدّ لإراقة الدماء والعنف المستمر في سورية منذ سنوات.

وكرّر الكرملين، تأكيد «الجانب الروسي أنّ قرار السلطات السورية إجراء انتخابات برلمانية في نيسان المقبل يتمّ وفق أحكام الدستور السوري، ولا يُعرقل الخطوات الرامية إلى بناء عملية السلام».

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ وقف الاعمال القتالية في سورية يحمل طابعاً دائماً، ولا يوجد أي جدول زمني أو شروط مسبقة له.

لافروف، وعلى هامش اجتماع «رباعية النورماندي» في باريس، أكّد أنّ الهدنة الحالية في سورية هي خطوةٌ أولى لوقف إطلاق نار دائم. وقال إنّ وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتحريك العملية السياسية الشاملة لجميع الأطراف السوريين يجب أن تجري بالتوازي.

موقف لافروف يأتي قُبيل بحث رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، اليوم، وقف إطلاق النار في سورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر عبر الهاتف.

المتحدثة باسم كاميرون أشارت إلى أنّ القادة الثلاثة سيبلغون بوتين رغبتهم بصمود وقف النار في سوريا تمهيداً لانتقال سياسي حقيقي، وفق المتحدّثة باسم رئاسة الحكومة البريطانية.

ميدانياً، ولليوم الثالث على التوالي، استهدف مسلّحو جيش الفتح من مدينة بنش في ريف إدلب الشمالي الأحياء السكنية في بلدة الفوعة المحاصرة بالرشاشات الثقيلة، ما أدّى إلى استشهاد عدد من المدنيين في خرق لهدنة وقف إطلاق النار.

مصادر ميدانيةٌ أكّدت أنّ مسلحي جيش الفتح عملوا خلال الأيام الثلاثة الماضية على رفع سواتر ترابية وحفر خنادق قتالية في منطقة الصواغية المواجهة للجان الدفاع الشعبي في الفوعة.

وفي بلدة دركوش بريف إدلب، أفادت مراسلة الميادين في سورية باقتحام متظاهرين مقرّ دار القضاء التابع لجبهة النصرة، ما أدّى إلى هروب عناصر الجبهة. وكان عناصر الجبهة أطلقوا النار على المتظاهرين لتفريقهم من دون جدوى. وتطالب التظاهرات بخروج جبهة النصرة من البلدة، وهي التظاهرة الأولى التي تخرج ضد النصرة في محافظة إدلب منذ إعلان الهدنة.

وفي ريف الحسكة، تمكّنت «قوات سورية الديمقراطية» من السيطرة على خمسة وثلاثين كيلومتراً من الأراضي التي كان «داعش» يسيطر عليها جنوب الشدادي.

وفي محيط بلدة مركدا بريف الحسكة الجنوبي، أسفرت اشتباكاتٌ بين «قوات سورية الديمقراطية» وتنظيم «داعش» عن وقوع قتلى وجرحى.

أمّا في ريف الرقة الشمالي، فسيطرت «قوات سورية الديمقراطية» على قرية بير هباء جنوبي بلدة سلوك عقب اشتباكات عنيفة مع «داعش».

وفي الشأن السوري أيضاً، أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، استناداً إلى مصدر عسكري، بأنّ القوات الجوية السورية وجّهت ضربتين إلى مواقع مسلّحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في مدينة حرستا شرقي دمشق.

وأوضح المصدر، أنّ الضربتين الجويتين أصابتا مواقع مسلحي كتيبة «الرحمن»، التي أعلنت سابقاً رفضها الالتزام بنظام وقف إطلاق النار وبايعت تنظيم «جبهة النصرة»، مشيراً إلى أنّ العملية أدّت إلى «تدمير مواقع حشد الإرهابيين».

وذكر المصدر أنّ المسلحين قاموا، في حرستا، بالتحضير لهجوم على مواقع الجيش السوري، كما شاركوا في قصف الأحياء السكنية بدمشق في اليوم الأول من وقف إطلاق النار.

إلى ذلك، كشف محمد العمري، المسؤول الإعلامي في وزارة المصالحة السورية، أنّ الوزارة تتواصل مع عدد من المسلحين في إطار إتمام عمليات مصالحة، في داريا والغوطة بريف دمشق.

وقال العمري:» هناك تواصل مع الوزارة من قِبل الأهالي في داريا والغوطة ومع بعض المسلحين، ولكن لا نريد الخوض كثيراً في التفاصيل ا ن أمام ا علام حتى نصل أو نضمن الوصول للحظة ا نجاز، وتلافياً للعوائق».

وأضاف أنّ هذا المشهد، الذي نتحدّث عنه في ريف دمشق، ينطبق على مدن أخرى، ومناطق عديدة بدرعا وأرياف حماة وحمص وإدلب وحلب والقنيطرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى