اجتماع «رباعية نورماندي» في باريس يؤكّد على ضرورة احترام اتفاق مينسك
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ختام محادثات وزراء خارجية «رباعية النورماندي» في باريس، أنّ موقف أوكرانيا حال دون توصّل الرباعية إلى اتّفاق حول الانتخابات في منطقة دونباس.
وتمحور لقاء الرباعية حول إجراء الانتخابات المحلية في منطقة دونباس وضمان الأمن في المنطقة، وفي ختام المباحثات أعلن وزير الخارجية الروسي عن عدم إحراز تقدّم في تنظيم الانتخابات بسبب الموقف الذي شغلته كييف.
وأوضح لافروف أنّ موسكو كانت مستعدة لتأييد مقترح حول إجراء الانتخابات في شهر حزيران القادم، وقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت ضرورة إجراء الانتخابات في النصف الأول من عام 2016، لكنه أصرّ على إجرائها وفق القوانين الأوكرانية والمعايير الدولية.
وأشار الوزير الروسي إلى عدم الاتفاق على موعد الانتخابات، لأنّ كييف عارضت إجراءها في حزيران، وأصرّ وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكين على أنّ تنظيم الانتخابات في دونباس يحتاج أولاً إلى ضمان الأمن، ورقابة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي على الحدود مع روسيا.
وأكّد لافروف أنّ محور كل عملية مينسك هو الحوار المباشر بين ممثّلي كييف وممثّلي دونباس، إلّا أنّ هذا الحوار لم يبدأ حتى الآن لعدم رغبة كييف الخوض فيه.
من جهته، قال الوزير الفرنسي جان مارك أيرولت: «دعونا إلى تكوين آلية، بالتعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لمنع وتسوية حوادث خرق نظام وقف إطلاق النار»، منوها بدعوة الوزراء أيضاً إلى ضمان وصول المراقبين إلى منطقة النزاع.
ودعا أيرولت كل من روسيا وأوكرانيا لإنجاح اتّفاق مينسك والحرص على وقف الأعمال العدائية، وقال: «لن يكون بالإمكان إجراء انتخابات في حال لم يتحسّن ويستتبّ الوضع الأمني، لذلك يجب الحرص على وضع معايير مُلزِمة بحلول آخر هذا الشهر لكي تتوقّف جميع الأعمال العدائية».
وزير الخارجيّة الأوكراني بافل كليمكين لم يكن متفائلاً بقدر نظيره الفرنسي، حيث اعتبر بأنّ الاجتماع لم يؤدِّ لنتائج مهمّة نتيجة تعنّت الطرف الروسي، وقال: «للأسف الطرف الروسي لم يكن مستعدّاً لمناقشة بعض المسائل».
وشدّد كليمكين على ضرورة تأمين حماية بعض المناطق الحساسة في أوكرانيا، بالإضافة للسماح لأوكرانيا بالوصول للحدود الأوكرانية الروسية، كما ركّز بكلمته على الجانب الإنساني وقال: «لقد توصّلنا لاتفاقات تتعلّق بتحرير الرهائن المحتجزين». وتابع قائلاً، «من الضروري أن يكون الأمن مستتبّاً من أجل قيام الانتخابات، الأمن أولاً».
و في السياق، أكّد وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير، أنّه «طالما لم تترسّخ الهدنة، سيبقى قائماً خطر التصعيد العسكري والسياسي الذي يمكن أن يقضي على أي محاولة لتنفيذ اتفاقات مينسك».
وأعرب عن عدم ارتياحه من نتائج لقاء «النورماندي» ومواقف كييف وموسكو أثناء المفاوضات، مؤكّداً أنّ «القيام بخطوات صغيرة غير كافٍ لتهدئة الوضع في الأجل الطويل، وتجاوز الأزمة».
كما أكّد شتاينماير، أنّ الانتخابات المحلية في دونباس هي الشرط الحاسم لتحقيق التقدم في العملية السياسية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ إجراء هذه الانتخابات يتطلّب توفير المستوى المناسب من الأمن.
هذا، وودعت «رباعية النورماندي» أطراف النزاع في دونباس إلى تبادل الأسرى قبل 30 نيسان، وأكّد وزير الخارجية الفرنسي أنّ التبادل يجب أن يتمّ تحت رقابة دولية، ويجب أن يصل المراقبون الدوليون إلى كل المحتجزين.
من جهةٍ أخرى، ذكر جان مارك أيرولت، أنّ «رباعية النورماندي» دعت إلى إنشاء آلية للوقاية من الحوادث المتعلّقة بخرق نظام وقف إطلاق النار وتسويتها، وذلك بالتعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قبل 30 نيسان 2016.
وأشار وزير الخارجية الروسي لافروف، إلى أنّ نتائج لقاء باريس ستُنقل إلى قادة دول «رباعية النورماندي»، ويمكن أن تُستأنف المباحثات بالهاتف قريباً على أعلى مستوى.