دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
آمن بأن الدين لله والوطن للجميع، ومشى على خطى القرآن الكريم في قوله تعالى «لا إكراه في الدين» و»لكم دينكم ولي ديني»، ورفض تقسيم الشام، ونادى بعالم عربي واحد تكون الأمة السورية درعه وسيفه، كلّ ذلك دفع واصف فتال ليكون من الأوائل في الانتماء إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي.
هذا هو رجل الأعمال، والحاج، والأمين واصف فتال الذي ودّعته طرابلس إلى مثواه الأخير، وودّعت معه تلك الخصال الرفيعة التي امتاز بها، والتي صارت نادرة في بيئة يحكمها الفساد، والرشوة، وبيع الوطن بأبخس الأثمان.
ما من مرة قصدته وطلبت منه مساعدة مادية لعائلة مستورة، أو للقضية التي آمن بها والتي تساوي وجوده، أو للمساهمة في مصاريف عام دراسي جديد، إلا ولبّى دون أن يسأل عن هويّة الممنوح، ولا عن انتمائه السياسي، ولا عن مذهبه وطائفته، ولا عن لون جلده، كما يفعل سياسيو اليوم.
ويوم غادر مدينته طرابلس إلى غانا وجد في رفقائه القوميين ملاذاً له، فاستقبلوه، وساعدوه في خطواته الأولى ليبني إمبراطوريته المالية، وليؤسس علاقات سياسية واجتماعية مميّزة وممتازة، مثبتاً أنّ اللبناني أينما كان يمكن أن يكون القدوة والمثال.
ورغم كلّ ذلك ظلّ واصف فتال الرفيق الذي يرقص فرحاً كلما قصده قومي وبادره بالتحية الرسمية للحزب، وظلّ الرفيق الذي يتحرك في كلّ اتجاه لمساعدة طرابلس في ردّ الأذى عنها في أيامها الصعبة في أثناء الحرب الأهلية. ولعلّ علاقاته الطيبة مع كلّ الأفرقاء المتصارعة ساعدته على تحقيق الكثير من النجاحات في تهدئة النفوس.
ويوم منحه حزبه رتبة الأمانة شعر بفرح لا يوازيه إلا فرح طفل يستقبل هدية في عيد ميلاده، وعاش حياته الطويلة مرتاحاً ومتناغماً بين ألقابه الثلاثة: الرجل العصامي، والحاج، والأمين.
ليرحمك الله يا حضرة الأمين.
والبقاء للأمة.