مواقف مندِّدة بالقرار الخليجي: على الحكومة رفضه وإدانته ودعوة السفير السعودي التزام الأصول والكفّ عن التدخّل في الشؤون اللبنانية
تواصلت ردود الفعل المندّدة بقرار مجلس التعاون الخليجي تصنيف حزب الله «منظمة إرهابية»، داعية الحكومة إلى إعلان رفضها هذا القرار وإدانته، ودعوة سفراء الدول العربية التي وافقت عليه إلى التزام الأصول الدبلوماسية واحترام سيادة الدولة اللبنانية، والكفّ عن التدخّل في شؤوننا الداخلية، ولا سيّما السفير السعودي. وأكّدت أنّ القرار لن يُضعف المقاومة.
لقاء الأحزاب
وفي السياق، اعتبر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية في بيان، بعد اجتماعه الدوري في مقرّ هيئته التنسيقية، أنّ «قرار مجلس التعاون الخليجي ووزراء الداخلية العرب تصنيف حزب الله منظمة إرهابية إنّما يشكّل أكبر خدمة للعدو الصهيوني الذي عبّر عن ترحيبه بالقرار واعتبره إنجازاً له، فهو طالما سعى يائساً لإلصاق تهمة الإرهاب بالمقاومة التي هزمت جيشه المحتل عام 2000 وعام 2006، وأذلّته وكشفت لجماهير الأمة جمعاء أنّه أوهن من بيت العنكبوت».
وأشار إلى أنّ «الحكومات العربية التي صادقت على هذا القرار المشؤوم، إنّما تؤكّد بذلك تراصفها إلى جانب عدو الأمة، العدو الصهيوني، لأنّها باتت تنطق بلسانه من دون مواربة، وتقف على النقيض من قضايا الأمة وفي المقدمة قضية فلسطين».
واعتبر أنّ «القرار السيّء والمُدان بكل المعايير الوطنية والقومية والعروبية يأتي بعد فشل الأنظمة الرجعية، وعلى رأسها النظام السعودي، في تحقيق أهدافها من الحرب الإرهابية التكفيرية ضدّ الدولة الوطنية السورية المقاومة، وحربها الإجرامية ضدّ شعبنا العربي اليمني، ما دفعها إلى محاولة إثارة الفتنة بوجه المقاومة، تماماً كما فعل العدو الصهيوني بعد هزيمته المدوّية إثر حرب تموز 2006».
وأكّد البيان أنّ «هذا القرار التآمري السيء يشكل اعتداءً سافراً على لبنان واللبنانيين جميعاً، الذين يفتخرون بمقاومتهم التي صنعت مجدهم وحقّقت لهم العزّة والكرامة، ويعتبرون أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي حقّقت المِنعة والانتصار للبنان، وأرست الوحدة الوطنية، داعياً «الحكومة اللبنانية إلى إعلان رفضها لهذا القرار وإدانته، ودعوة سفراء الدول العربية التي وافقت عليه إلى التزام الأصول الدبلوماسية واحترام سيادة الدولة اللبنانية، والكفّ عن التدخّل في شؤوننا الداخلية، ولا سيّما السفير السعودي».
واعتبر أنّ «ما فشل فيه العدو الصهيوني وسيّده الأميركي لن تنجح فيه أنظمة التبعية والعمالة، وأنّ المقاومة وُجدت لتبقى، وسوف تبقى لمواصلة تحرير الأرض من المحتل الصهيوني وحمايتها من الإرهاب التكفيري».
الخازن
واستغرب رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن في تصريح، «اتّهام حزب الله، الشريك في تحرير لبنان من الإرهاب الإسرائيلي وإحتلاله سنة 2000، ومقاومته وصدّه عام 2006 لعدوانه على لبنان».
أضاف: «أن يُعتبر حزب الله إرهابياً، بعدما أنجز الشهيد الرئيس رفيق الحريري ما عُرف بتفاهم نيسان في 26 نيسان 1996 بدعم عربي ودولي، مشرعاً بذلك مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لهو النقيض في الاتهام الذي صدر بحقّه في حمأة الصراع المضطرم في المنطقة، فالحزب هو أول من انتزع من إسرائيل احتلالها لبنان سنة 2000، فتراجعت حتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المتعلّق بلبنان في بلدة الغجر الحدودية، بعدما نجح سفيرنا في الأمم المتحدة الأستاذ غسان تويني في نيل موافقة من مجلس الأمن الدولي بهذا الحق بموجب القرار 425».
وسأل: «كيف لنا أن ننسى هذا الأمر ونُكافئ الحزب على هذا الإنجاز الوطني بالتبرّؤ من ساحته التي حقّق فيها حلماً مستحيلاً في مقاومة المحتل ودحره؟ أوليس هذا الحزب نفسه من استطاع الصمود سنة 2006 في أعتى عدوان «إسرائيلي» على لبنان برغم القوة التدميرية الهائلة التي استُخدمت على مدى أكثر من ثلاثين يوماً؟ وإذا كان من مآخذ على الحزب في ضرباته الاستباقية للإرهاب المتطرّف اليوم، فمن باب الخشية من دخوله لبنان».
وختم: «هذا الحزب، الذي يمثّل مقاومة في وجه أي احتلال «إسرائيلي»، هو جزء من النظام السياسي في لبنان، مجلساً نيابياً وحكومة، وليس إرهاباً، لأنّ الإرهاب جبان، وهو يختبئ ويتلطّى بأسماء مستعارة. إنّ مجرد سوق تهمة الإرهاب على حزب يحارب إرهاب «إسرائيل» والتطرّف التكفيري، لهو بعينه الإبراء من أي تهمة».
«تجمع العلماء»
واعتبر «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان بعد اجتماعه الاسبوعي، أنّ «الانتصارات التي تحقّقها المقاومة في العالم العربي أدّت إلى خروج المنهزمين عن طورهم، وتصرّفوا بلا عقلانية، وفضحوا ما خفيَ من علاقاتهم مع الكيان الصهيوني لجعل المعركة تأخذ المنحى التصعيدي، ظنّاً منهم أنّ هذا التحشيد مع القرار الذي صنّف حزب الله كحركة إرهابية، سيؤدّي إلى إضعاف خط المقاومة، وعودة أوضاعهم إلى ما كانت عليه سابقاً».
وأكّد أنّ «القرار الذي اتّخذه مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، هو تعبير عن وحدة المسار والمصير مع الكيان الصهيوني، وجاء بعد سلسلة اجتماعات، أُعلن عن بعضها وأُخفي بعضها الآخر بين الكيان الصهيوني وبين مسؤولين خليجيين، وهذا القرار هو جهد العاجز، ولن يؤثّر في إضعاف المقاومة».
ولفتَ التجمّع إلى أنّ «مجلس التعاون الخليجي أعلن بقراره هذا موقفه القديم، وهو مشاركته في احتلال الكيان الصهيوني لأرض فلسطين، وهو اليوم بإعلان، مقاومة ساهمت في هزيمة هذا الاحتلال على أنّها منظمة إرهابية، يحاول الدفاع عن الصهاينة بتحويلها من مقاومة مقدّسة إلى منظمة إرهابية».
وأشار إلى أنّ «ردود الفعل في تونس والعراق والجزائر وفلسطين ومصر وسورية واليمن، وغيرها من البلدان العربية الشاجبة لقرار مجلس وزراء الداخلية العرب، يؤكّد أنّ المقاومة ستبقى حاضرة في قلوب الشعوب العربية وفي ساحات الميدان ضدّ العدو الصهيوني».
وانتقد الشيخ عفيف النابلسي القرار الخليجي، مؤكّداً أنّ «المقاومين لا ينتظرون مديحاً من أحد، ولا يخافون إساءة من أحد. المقاومون وكل الأحرار والشرفاء في العالم، يعلمون أنّ هذه المقاومة هي أشرف وأنبل وأنقى حركة جهادية على وجه الأرض».
واستنكر المكتب السياسي في «حزب التضامن» في بيان، خلال اجتماعه برئاسة النائب إميل رحمه وحضور الأعضاء، «مضمون القرار الصادر عن مجلس التعاون الخليجي، لأنّه تعرّض ظلماً وجوراً للمقاومة التي حرّرت الأرض وهزمت «إسرائيل»، ودحرت التكفيريين، ودعمت وتدعم فلسطين، ولأنّه خدم «إسرائيل» خدمة غير مسبوقة».
وأكّد «أنّه لم يُصبْ بالأذية حزب الله فقط، بل أصاب جميع اللبنانيين، لأنّ للحزب نوّاباً ووزراء ومسؤولين في الدولة، ولأنّه حليف لأحزاب لبنانية عديدة، وركن أساسي في تجمّع سياسي عريض، يطول كل اللبنانيين وكلّ لبنان».
«المرابطون»
من جهتها، ناشدت الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» في بيان، عقب اجتماعها برئاسة أمين الهيئة العميد مصطفى، «مجلس التعاون الخليجي إعادة النظر بقرار تصنيف حزب الله منظمة إرهابية».
واعتبرت أنّ «التشنجات المذهبية على الساحة اللبنانية لم تكن حكراً على فريق معين، إنّما كانت حالة عامة تتأثّر بالواقع الإقليمي المذهبي الذي تفجّر نتيجة تنازع المصالح الذي بدأ يوم إعلان مشاريع ما يُسمّى «الصحوات المتأسلمة».
ورأت أنّ «هذا التعارض المذهبي بين الأفرقاء كاد أن يؤدّي إلى ما لا تُحمد عقباه في الساحة اللبنانية، إلّا أنّ حكمة ورويّة المسؤولين، ووعي أهلنا في مختلف المناطق اللبنانية أسقط مشروع الفتنة السنيّة الشيعية».
وأعربت الهيئة عن تقديرها «لموقف القيادات في تيار المستقبل، ودورهم الفعّال في إخماد المشاعر الغرائزية المذهبية، والذي توّج باللقاء بين رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والرئيس سعد الحريري، وصدور بيان عين التينة».
كما ثمّنت الموقف الذي عبّر عنه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس، «والذي لم يُعطِ الذرائع لأحد لاستغلال الواقع الداخلي اللبناني المأزوم، ولا شكّ أنّ حكمة الرئيس تمام سلام شكّلت مرجعية ضامنة وحافظة لاستمرار الاستقرار والهدوء في الوطن اللبناني».
ودعت الهيئة «جميع اللبنانيين إلى الخروج من الاصطفافات الإقليمية، لأنّ المصالح السياسية الاستراتيجية لهذه الدول هي فوق كل اعتبار، ولا تنتمي لا إلى طائفة ولا إلى مذهب»، مشدّدة على «وجوب تمسّك جميع أهلنا اللبنانيين بوطنيتهم وعروبتهم التي تحميهم من كل الشرور الطائفية والمذهبية».
وأكّدت «وجوب دعم الجيش الوطني، لأنّه هو فقط الحامي والضامن للسيادة والكرامة الوطنية والأمن والاستقرار، والسلم الأهلي».
«الديمقراطي اللبناني»
وأشار الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات، في تصريح، إلى أنّ «تصنيف حزب الله بأنّه تنظيم إرهابي هو اعتداء على المقاومة وعلى اللبنانيين والعرب والمسلمين الشرفاء في هذه الأمة، ويخدم «إسرائيل» التي كانت من أول المرحّبين به».
وختم بركات، أنّ «هذا القرار الجائر والمرفوض من الداخل اللبناني هدفه خلق فتنة بين اللبنانيين»، مؤكّداً أنّ «ضرب المقاومة هو لمصلحة «إسرائيل»، وأنّ اللبنانيين مُدركين مدى خطورة هذه القرارات وضرورة مواجهتها بمزيد من الوحدة الوطنية التي تحمي لبنان، وتحمي استقراره ومقاومته».
ونوّهت أمانة الإعلام في حزب التوحيد العربي في بيان، «بمواقف الجزائر وتونس المستنكرة للبيان العدواني الصادر عن وزراء الداخلية العرب، واعتبار هذا البيان بأنّه مُعادٍ للمصالح القومية للعرب، ويمثّل تهديداً لاستقرار المنطقة وتدخّلاً سافراً في شؤون لبنان الداخلية».
«الديمقراطيّون الأحرار»
ونوّه حزب «الديمقراطيون الأحرار» في بيان، بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسته ترايسي شمعون، «بالموقف الوطني الكبير» الذي اتّخذه الوزير المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس، ورفضه تصنيف حزب الله بالإرهاب، «بالرغم من الخلافات القائمة بين تيار المستقبل الذي ينتمي إليه الوزير المشنوق وحزب الله، ورفضه إشعال الفتنة بين اللبنانيين، وذلك انسجاماً مع إعلان الرئيس سعد الحريري مواصلة الحوار الثنائي بين المستقبل والحزب»، مناشداً «الجميع الاقتداء بسياسة التهدئة، لحين انتخاب رئيس للجمهورية يُعيد الحياة للمؤسسات».
وحمّل الدكتور عبد الرحمن البزري «الطبقة السياسية مسؤولية التوتر الذي آلت إليه الأوضاع في البلاد، وتردّي علاقات لبنان مع أشقائه العرب».
وتساءل في بيان، عن «دور الحكومة والمجلس النيابي في حماية مصالح اللبنانيين، والدفاع عن مقاومتهم وإرثهم النضالي في مواجهة العدو «الإسرائيلي»، وتحرير الأرض وحقّهم في الدفاع عنها».