أبواق الفتنة

لا تحجبُ الحقَّ أستارٌ ولا حُجُبُ

ولا يقنّعُهُ نفطٌ ولا ذهبُ

ولا قراراتُ سفاحين يُصْدِرها

عن مجلسِ الأمن من أنفاسهم كذِبُ

ولا الخليجُ ولا أبواقُ فتنته

أهل النفاق وما قالوا وما كتبوا

وقولةُ الحقّ إن لم تشفِ قاتلها

فإنها وجبت فاصدعْ بما يجبُ

والحقُّ بالله جلَّ اللهُ مُنتصِرٌ

فكنْ مع الحقِّ لا خوفٌ ولا حَذرُ

قد عربدَ الشرُ واشتدّت مخالبه

وزمجر الكفرُ واستشرى به الغضبُ

وأشعل الفتنة العمياء وانطلقت

من الخليج بنار الكفر تصْطخِبُ

نار الضّغينة أورَاها أبو لهبٍ

من الرياض وشبّ الحقدُ واللهبُ

أغاضهم يمنُ يأبى مساومةً

وحقّهُ بيد الباغين مُنْتَهَبُ

فاستنصروا بعدوِّ الله وافتعلوا

حرباً تناغم فيها الرأسُ والذّنبُ

حرباً على يمن الأيمان عاتيةً

بنارها الرُّضعُ الأطفالُ تلتهبُ

حرباً على يمنِ تاريخها شرفٌ

أبناؤها الصفوة الميمونة النُّجُبُ

تدّكهم طائرات الحقِ تقصفهم

والنّار تأكلُ ما تلقاهُ واللّهبُ

حرباً يسعِّرها الأعرابُ مضرمةً

ناراً تؤجُ ولم يهدأ لها صخًبُ

كأنّما «القدسُ» في «صنعاءَ» قد بُعِثت

فثارَ للمسجدِ الأقصى بهم غضبُ

أو أنّ «صعدة» «إسرائيلُ» يحكمها

جيشٌ من الرّعبِ والإرهابُ مغتصبُ

خافوا على العار فانقضّوا على يمنٍ

هي العروبة والتاريخُ منتَصِبُ

ومنبتُ العربِ الأقحاحِ تُربَتُها

وللعروبةِ أمٌ حرةٌ وأبُ

هي البطولةُ والإيمانُ منهجها

فإن تفاخرَ أهلوها فلا عَجَبُ

هي الإباءُ ولم تخضع لمغتصبٍ

ولا لمستعمرٍ والشاهدُ الحِقَبُ

وسوف تهزمُ جيشَ الكفرِ رافعةً

رايات عزٍّ لأهل الحقِّ تنتسبُ

والغادرون ستخزيهم هزيمتهم

والعارُ يغشاهم والذُّلُ والوَصَبُ

هم أشعلوا الفتنة العمياء وانطلقت

بالمذهبيةِ تستشري وتنتقبُ

عاثوا فساداً وتمزيقاً بأمتنا

أعراضَها هتكوا خيراتًها اغتصبوا

بـ«نصرةٍ» دينهم كفرٌ ومنطقهم

ونهجهم بالدّم المسفوحِ مختضِبُ

بـ«داعشٍ» بعصاباتٍ مبرمجةٍ

الذّبحُ شهوتهم إسلامهم كذبُ

قد أُشربوا خُبثَ وهابيةٍ نشرتْ

في الشرق أحقادَها يا بئسَ ما شربوا

هم أشعلوا النّار في الشام التي احتضنت

جرح العروبةِ حين استجبن العربُ

وأشعلوا النّار في حمص وفي حلبٍ

ولم تهادنهم حمصٌ ولا حلبُ

دمشقُ من غدرهم باتت مخضبةً

وتكتمُ الجرحَ لا شكوى ولا عتبُ

وذنبها أنها للحقِّ مئذنةٌ

وللصمودِ عرينٌ و الإبا نسبُ

دمشقُ أمٌّ ومن أحضانِ عفتها

فم العروبةِ ثديَ المجدِّ يحتلبُ

وجيشها الباسلُ الجبار مدّرعٌ

بالصبر والبأسُ بالإيمانِ ينتقبُ

جيشُ البطولاتِ تروي عن مآثره

سوحُ الجهاد إليه البأسُ ينتسبُ

تمدُّهُ ثُلةٌ بالله مؤمنةٌ

أبطالها بالهدى متنَ الردى ركبوا

يستبشرون بنصر الله أنفسهم

عزُّ الشهادة دون الحقِّ ترتقبُ

وللدواعش مهما طال بغيهم

يومُ بآجالهم يدنو ويقتربُ

دواعشُ الكفرِ والإرهابِ يجمعهم

بآل حربٍ بأبناء الزنا حَسَبُ

القتل والذبحُ والتدميرُ سنّتهم

وبِاسم دين الهدى الإجرامُ يُرتكبُ

ومن جرائمهم فاضَ العراقُ دماً

والناسُ تُذبحُ لا ذَنب ولا سببُ

أطفالهم شُرِّدت بيعت نساؤُهمُ

والناسُ تنزحُ من خوفٍ وتغتربُ

دكّوا مساجدهم دكّوا كنائسهم

أموالهم سرقوا آثارهم نهبوا

وصار أمر العراق الحرِّ في خطرٍ

لولا أباةٌ على أعدائهم وثبوا

لولا أُسودٌ بسوحِ الحقِّ قد بذلوا

في نصرة الحقِّ والإسلامِ ما وُهبوا

لولا الحراكُ ولولا الجيشُ ترفدهم

فتوى لها يخشعُ التاريخُ والحِقَبُ

فتوى إمامِ تقيٍ طاهرٍ عَلَمٍ

إلى الحسين إمام الحقِّ ينتسب

خاب الدواعش والأعراب خلفهم

وخاب مستكبرٌ غازٍ ومغتصبُ

خابت زعاماتُ نفطٍ بالخنا جُبِلت

من المروءة لم ينبض لها عَصَبُ

نفط الخليج لهم أضحى دماً نتناً

والفسقُ منهجهم واللهوُ واللعبُ

صار النفاقُ لهم ديناً ومعتقداً

كأنهم فوق أعراشِ الخنا خُشُبُ

قد أغرقوا ليبيا في نار فتنتهم

والناس للفتنة الموقودة الحطبُ

واستهْدَفت تونسَ الخضراءَ فتنتُهم

لكن بأحرارها قد أُطفِئَ اللهبُ

واستهدفوا مصرَ بالإرهاب وانطلقت

نارُ الضغينة من سيناءَ تلتهبُ

هم الصهاينةُ الأعرابُ ما نَسلتْ

أمثالهم قطّ من أصلابها العربُ

هم أصلُ مأساتنا هم أصلُ محنتنا

هم المطيّةُ للغازين والحطبُ

لولا خياناتهم لولا تآمرهم

ما سادَ في أرضنا من أرضنا سلبوا

ولا استبيحت فلسطينُ لغاصِبها

ولا استُذِلتْ ولا أبناؤها نُكِبوا

لولا الصهاينة الأعراب ما اغتُصبت

ولا تقطعَ بين الأخوةِ النسبُ

ولا تشردَ شعبٌ أرضه سُلِبت

أزرى به الفقرُ والإذلال والوَصَبُ

ولا شهيدٌ قضى غدراً ولا أَمةٌ

قد هدّها ثُكْلها تبكي وتنتحبُ

في كلِّ فاجعةٍ في كلِّ مجزرةٍ

في كلٍّ سفكِ دمٍّ يجري همُ السببُ

لم ترتوِ من دمِّ الأحرار شهوتهم

وللجريمة في أحشائهم سَغَبُ

لا بدّ من صحوةٍ تجتثُ شرهمُ

والخزيُ والعارُ للباغين منقلبُ

وفتنةٌ أشعلوا نيرانها حنقاً

سيصبحون وهم في جوفها حصَبُ

عبد النبي بزّي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى