فن القتل والإجرام والإرهاب.. القاسم المشترك المميّز بين «داعش» و«إسرائيل»
جاك خزمو
قاسم مشترك مميّز على الأقلّ يربط «داعش» بـ«إسرائيل» هو «فن» القتل والإجرام والإرهاب. فهما تمارسان هذا القاسم المشترك بأبشع صوره، ما يؤكد أنهما تعملان لهدف واحد، هو تدمير عالمنا العربي عبر إضعافه وزرع أجواء الرعب والإرهاب بين مواطنيه المدنيين الآمنين.
تطلب «داعش» من العرب المسيحيين في العراق، وبخاصة في مدينة الموصل أن يختاروا بين اعتناق الدين الإسلامي «بالإكراه» أو دفع الجزية، أو مغادرة الموصل، أو القتل… وفي الوقت نفسه تطلب «اسرائيل» بالطلب من سكان حي الشجاعية البالغ عددهم نحو مئتي ألف عربي فلسطيني بمغادرة أماكن سكناهم لأن «إسرائيل» ستقصف بيوتهم والحي بكامله.
صلبت «داعش» طفلين حتى الموت، ورجمت الزناة، في حين أن «إسرائيل» قتلت عائلات في منازلها قصفاً، والتهمة أنهم مقاومون لا يخنعون للإرادة «الإسرائيلية».
ارتكبت «داعش» العديد من الجرائم في العديد من المناطق السورية، وآخرها جريمة في منطقة حمص استهدفت أكثر من 250 مواطناً وعاملاً ومدنياً بتهمة انتمائهم إلى الوطن، وقصفت «إسرائيل» حي الشجاعية بأطنان من المتفجرات لترتكب مجزرة بشعة قضى ضحيتها نحو 60 شهيداً و300 جريح، بتهمة أنهم فلسطينيون يحتضنون المقاومة.
«إسرائيل» تحظى بدعم سياسي عالمي، خاصة من المجتمع الدولي، ويعتبر هذا المجتمع ما تقوم به «إسرائيل» من قتل وإرهاب في حق الفلسطينيين «دفاعاً عن النفس»، في حين أن «داعش» تتلقى الدعم، فهي بحسب تبريرهم «ثورة»، علماً أن غالبية أعضاء هذا التنظيم ليسوا سوريين وليسوا عرباً، والقائمون بعمليات تفجيرية انتحارية تستهدف المدنيين هم مرتزقة، وآخرهم يحمل الجنسية الألمانية في التفجير الانتحاري الذي طال بغداد.
من يوفر السلاح لـ«داعش» هو المصدر نفسه الذي يوفر العتاد والمال لـ«إسرائيل»، وبخاصة السلاح القاتل المميت المحرّم دولياً.
تحمل «داعش» آراءً متطرفة ومتشددة في الدين ويصدر رجال الدين الموالون لها «الفتاوى» التي تبرر القتل، و«إسرائيل» دولة يحكمها اليمين المتطرف الذي يؤمن بأن دولتهم يجب أن تكون يهودية، تماماً مثلما يقول «الداعشيون» إن «دولة» خلافتهم هي للمسلمين فحسب.
ساهمت «داعش» في حرب تدمير سورية وهي تشارك اليوم في حرب لتدمير العراق، وهدف التدمير إضعاف هاتين الدولتين وتقسيمهما ومسّ الوحدة الوطنية، كذلك تحمل «إسرائيل» الهدف نفسه في حربها على القطاع وهو ضرب المقاومة، والمصالحة الوطنية وإضعاف عالمنا العربي.
عالمنا الراهن، عالم العولمة والانفتاح، هو عالم منافق، غير واقعي، يكيل بأكثر من مكيالين في تعامله مع قضايا العالم. يدّعي أنّه ضد الإرهاب في حين يوفر الدعم له بالسلاح والمال. يتفرج على عمليات القتل والإجرام «الإسرائيلية» و«الداعشية» ولا يفعل شيئاً لردعهما عن القيام بذلك.
لكن، وهذه حقيقة، وهذا ما تعلمناه عبر التاريخ، أن القوي المنافق الدجال سيدفع الثمن في نهاية المطاف، لأنّ ارادة الشعوب أقوى من آلات الطغيان والدمار كلّها. والشعب العربي، سواء في سورية أو العراق أو فلسطين، وتحديداً في غزة، يملك عزيمة كبيرة وإرادة صلبة في التصدي للظلم والقهر والإجرام، وسيسجل له التاريخ أعظم صور البطولة والكرامة والشجاعة، في حين أن المجرم لن يلقى سوى الخزي والعار، ومصيره إلى مزابل الأمم والتاريخ.
رئيس تحرير مجلة «البيادر» القدس الشريف