حكومة نتنياهو أمام خيارين: العودة إلى احتلال غزة ومواجهة حرب طويلة ومكلفة أو التسليم بشروط المقاومة لوقف النار
حسن حردان
الخسائر الفادحة التي مني بها جيش الاحتلال الصهيوني في المواجهات مع رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي أضيف إليها اسم جندي صهيوني وإخفاقه في تحقيق أي مكسب في ميدان المعركة البرية، دفعته إلى ارتكاب مزيد من المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ في مؤشر واضح على الإفلاس الذي وصل إليه، فالمقاومون يصطادون الجنود الصهاينة وقادتهم يردون بقتل المدنيين في مؤشر إلى يأس العدو وعجزه عن النيل من رجال المقاومة الذين أظهروا باعتراف الجنرالات الصهاينة مقدرة وكفاءة عاليتين على القتال، والاستمرار في المواجهة على رغم القصف الكثيف والمتواصل من الجو والبر الذي يقوم به الجيش «الإسرائيلي».
وقد اعتدنا أنه عندما يبدأ العدو بارتكاب المجازر فهذا يعني أنه غير قادر على تحقيق النصر وبات عشية الهزيمة في المعركة يسعى إلى الانتقام وزيادة معاناة الشعب الفلسطيني ومنعه من الشعور بالانتصار كما فعل في حرب تموز، عندما بدأت تلوح بالأفق مؤشرات انتصار المقاومة، حيث سارع العدو إلى ارتكاب مجازره الوحشية في قانا 2 ومروحين والضاحية الجنوبية التي قصفها بأطنان من القنابل الثقيلة المدمرة.
غير أن قادة كيان العدو باتوا اليوم يستهولون الهزيمة أمام المقاومة في غزة لما لها من انعكاسات تهدد مستقبل وجود الكيان الصهيوني برمته، وهو ما حذر منه شمعون بيريز. ولهذا يبدو أن المعركة ستطول قبل أن تصل «إسرائيل» إلى الاقتناع بعدم قدرتها على تحقيق النصر، وبالتالي التسليم بهزيمة تموز مرة ثانية بعد هزيمتها الأولى في مثل هذه الأيام في لبنان.
وهذه المعركة ستكون بحسب المحللين الصهاينة طويلة جداً، ما يعني أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار سيبقى مجرد كلام. لأن المقاومة الفلسطينية قررت أن تخوض القتال وعدم التراجع حتى تحقيق مطالبها، وهي تبدو أكثر استعداداً لمثل هذه المواجهة الطويلة.
وتبدو حكومة نتنياهو أمام خيار من اثنين، بعد فشل حربها البرية المحدودة:
إما الذهاب في خيار إعادة احتلال قطاع غزة وهو ما يعني حرباً قاسية وارتفاع الخسائر البشرية والاقتصادية على نحو غير مسبوق. ولا يمكن التنبؤ بالنتائج المترتبة على ذلك. إلى جانب ما قد توقعه من مجازر جديدة ضد المدنيين. والتداعيات المتولدة من ذلك فلسطينياً وعربياً ودولياً.
أو التوقف عند هذا الحد والتسليم بالفشل ودفع الثمن السياسي المترتب عليه. وهو فك الحصار عن قطاع غزة. ومثل هذا الخيار ستكون له أيضاً مضاعفاته، فهو يعني هزيمة عسكرية وسياسية واضحة وجلية أمام المقاومة التي ستخرج منتصرة، وهو سيقود إلى إحداث اختلال كبير في ميزان القوى على الساحة الفلسطينية لمصلحة نهج المقاومة وبالتالي إضعاف نهج المساومة الذي تقوده السلطة الفلسطينية وظهر خلال العدوان متهافتاً لتحقيق مكسب على حساب المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.