موسكو: لافروف وكيري يشيدان بالتقدم الحقيقي في الهدنة في سورية
أشاد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي، جون كيري بالتقدم الحقيقي لعملية الهدنة في سورية، خلال اتصال هاتفي بينهما أمس.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن «هناك تقييماً إيجابياً للوضع بشكل عام، في ما يتعلق بضمان عملية الهدنة على الأراضي السورية، حيث أدى الالتزام بها إلى خفض مستوى العنف بشكل ملحوظ».
وأكد الوزيران ضرورة عدم تفويت الفرصة، والإسراع بعملية المحادثات السورية – السورية تحت رعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا.
وذكرت الوزارة، في بيانها، أن الوزيرين لافروف وكيري أكدا وجود تقدم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سورية.
على صعيد آخر أكد قياديٌ سوريٌ معارض لـ«الميادين» أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أجل المحادثات السورية مرة ثانية الى الرابع عشر من آذار آذار الجاري.
على الصعيد الميداني، أكد مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم أن إرهابيي تنظيم «داعش» الموجودين في تركيا يستعدون لشن هجوم على مدينة القامشلي السورية ذات الغالبية الكردية، بحسب تعبير المركز.
وذكر رئيس المركز الروسي، سيرغي كورالينكو أن مسلحي «داعش» يتمركزون حالياً بالقرب من بلدة نصيبين التركية التي تبعد 1,5 كم عن الحدود السورية ويستعدون لشن هجوم على مدينة القامشلي.
وأضاف كورالينكو أن مسلحي «جبهة النصرة» قاموا بقصف مناطق تركية وتحديدا في منطقة ميتيشلي لأغراض استفزازية.
وأوضح أن التنظيم أطلق مراراً قذائف هاون على الأراضي التركية في السادس من آذار لاستفزاز الجيش التركي لإطلاق النار وإدخال وحداته إلى الأراضي السورية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعطيل عملية السلام، على حد قوله.
وقال إن مجموعات إرهابية في محافظة درعا، نشرت الحواجز على الطرق، «وهم يوقفون سيارات السكان المدنيين ويهددونهم بالقتل في حال امتناعهم عن المشاركة في الأعمال القتالية».
كما ذكر مركز التنسيق أن مسلحي «داعش» بدأوا بتعقب رؤساء الإدارات المحلية والمخاتير وقياديي المعارضة «المعتدلة»، الذين وقعوا على اتفاق وقف الأعمال القتالية، بهدف إعاقة تنفيذ الهدنة.
وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل أن الجيش التركي أطلق النار على مقاتلين من الوحدات قرب مدينة القامشلي شمال شرق سورية قرب الحدود التركية.
وأشار خليل إلى إصابة أحد مقاتلي الوحدات بجروح خطرة في إطلاق النار التركي الذي تلاه تبادلٌ لإطلاق النار بين الجانبين. ويعد هذا أول تبادل لإطلاق النار بين الطرفين.
في غضون ذلك، أعلن مركز تنسيق حميميم أنه رصد 15 خرقاً في أرياف دمشق وحلب وحماة ودرعا وإدلب، في اليوم التاسع من الهدنة.
وأكد المركز، حسب بيان نشرته وزارة الدفاع الروسية على موقعها، أمس، إصابة أربعة أشخاص نتيجة قصف المجموعات المسلحة للمناطق السكنية ووحدات الجيش السوري في دمشق.
وأكد أن المركز تلقى طلبات لتقديم مساعدات إنسانية من رؤساء إدارات محلية ومخاتير 6 مناطق، في ريف دمشق، هي من أكثر المناطق تعرضاً للدمار، حيث بدأ تجيهز قافلة مساعدات إنسانية لها.
وأشار إلى بحث مسائل رفع فعالية إيصال المساعدات الإنسانية لسكان المناطق التي توقف القتال فيها، بين قيادة مركز حميميم وممثلي وزارات المصالحة الوطنية، والداخلية، والإدارة المحلية في الجمهورية السورية.
كما لفت إلى إجراء اجتماعات عمل، مع محافظي إدلب واللاذقية، حول مسائل تنظيم عودة السكان المدنيين إلى المناطق التي حررها الجيش السوري.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ سفينة سميتليفي الحربية الروسية غادرت ميناء سيفاستوبول الواقع في شبه جزيرة القرم في طريقها الى البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت الوزارة في بيان أنّ السفينة بعد عبورها مضيقي البوسفور والدردنيل في تركيا ستدخل المتوسط في السابع من آذار الحالي، وستنضم الى مجموعة القطع البحرية الروسية الموجودة في شرق المتوسط بشكل دائم.
وتضم تشكيلة المجموعة حالياً خمس عشرة قطعة بحرية بين قتالية ومساندة بقيادة الطراد «موسكفا». وازداد الوجود البحري الحربي الروسي بكثافة في المنطقة على خلفية حملة مكافحة الإرهاب في سورية.
ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة خلال الساعات الماضية عمليات نوعية على تجمعات وآليات لإرهابيي تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» المدرجين على لائحة الإرهاب الدولية بريفي إدلب وحماة.
سيطر الجيش السوري على النقطتين 912 و861 على اتجاه التلول السود ويدمر مقرات لإرهابيي «داعش» بريف حمص.
وأشار المصدر إلى «مقتل 7 إرهابيين من تنظيم «جبهة النصرة» وإصابة آخرين خلال عملية لوحدة من الجيش على أوكارهم في محيط بلدة جرجناز» شرق مدينة معرة النعمان بنحو 10 كم أكبر تجمعات التنظيم التكفيري بالريف الجنوبي.
وفي السياق الأمني، استشهد 14 شخصاً وجرح 40 آخرون، أمس، في قصف بقذائف الهاون استهدف سوقاً شعبية، في حي الشيخ مقصود بحلب.
وذكر تلفزيون الإخبارية الحكومي أن «قذائف مورتر أطلقت من أجزاء يسيطر عليها معارضون مسلحون في مدينة حلب وسقطت في منطقة الشيخ مقصود».
وهذا الجزء من المدينة تقطنه غالبية كردية، وكان على مدى أسابيع جبهة معارك وقعت بين عناصر تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية والمعارضين الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من الجزء الشرقي للمدينة.
وفي الرقة كشفت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة تدور في المدينة بين مجموعات من أبناء المحافظة وبين عناصر من تنظيم «داعش»، تزامن ذلك مع انشقاق المئات من المقاتلين عن التنظيم الذين قتلوا القيادي ابوعلي التونسي ومرافقيه خلال اشتباكات داخلية بين عناصر التنظيم داخل أحياء مدينة الرقة.
وقالت مصادر مقربة من العشائر في المدينة لـ»رأي اليوم»: «إن الاشتباكات تدور في منطقة الرميلة والدرعية وجسر الرقة، وسط حالة من الاستنفار العام من صفوف تنظيم «داعش» في معقله في الرقة، حيث أن أبناء العشائر قاموا برفع علم الدولة السورية على جسر الرقة الجديد، في خطوة تنذر بتصعيد بين سكان المنطقة والتنظيم، وهناك من يتحدث عن انتفاضة ضد «داعش».
كما وصلت الاشتباكات الى منطقة العجيلي والبكري والفردوس داخل الرقة، وأن هناك حالة من القلق في أوساط السكان.
ويذكر أن تنظيم «داعش» يمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ويعاقب بالجلد وأحياناً الإعدام كل من يثبت عليه استخدامها، لذلك المعلومات من المنطقة شحيحة للغاية.