«الناتو» والاتحاد الأوروبي والنظام الليبرالي العالمي على طريق الزوال
عناوين متعددة ومتنوعة حفلت بها صفحات الصحف العالمية في اليوميين الماضيين وكان أكثرها سخونة ملف الانتخابات في الولايات المتحدة الذي شغل الصحافة الأميركية، لما تشكله هذه الانتخابات من تأثير على السياسات الأميركية الخارجية في حال فوز المرشح دونالد ترامب، وذلك بعد فشل تلك السياسات في المنطقة في ظل أزمة مصيرية تواجه الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو فضلاً عن أزمة المهاجرين، بينما تتمادى تركيا حليفة أميركا والغرب والناتو في انتهاكها للديمقراطية وحرية الصحافة، وهذا ما أشارت اليه صحيفة «فورين بوليسي» الأميركية والتي تناولت عملية الاقتحام التي قامت بها الشرطة التركية لشركة «Feza Journalism» التي تملك صحيفة «زمان»، وهي من اهم الصحف التركية، وتوصلت المقالة الى استنتاج بان لا أحد في مأمن اليوم في تركيا، سواء كان صحافياً او سياسياً، او علمانياً او اسلامياً.
بدورها، «واشنطن بوست» حذرت من أن حلف الناتو» والاتحاد الاوروبي وربما حتى «النظام الليبرالي العالمي» قد يكون قريباً من الزوال.
وكشفت «الاندبندنت» عن محاولة الحكومة البريطانية إخفاء إثباتات وأدلة تدين القوات البريطانية بالقيام بتعذيب ممنهج للمعتقلين لديها، وتكشف وثائق جديدة مسربة عن تبادل رسائل بين رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير والرئيس الأميركي السابق جورج بوش عن طريقة التعامل مع المعتقلين في سجن غوانتانامو.
ونشرت «صاندي تليغراف» تقريراً تقول فيه إن الانتخابات الإيرانية أعطت لمحة عن المستقبل ومنحت اللاعبين الثقة والأمل.
ولفتت «صاندي تايمز» الى أنه يمكن لدول الاتحاد الأوروبي أن تؤدي واجبها الإنساني من دون أن تفتح الأبواب لملايين المهاجرين».
أما «الفايننشال تايمز» اعتبرت أن استقبال ألمانيا أكثر من مليون لاجئ العام الماضي، و100 ألف آخرين في عام 2016 أثار ردود أفعال في المجتمع الألماني، سيكون لها وزن في الانتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة.
«فورين بوليسي»: القمع التركي لأصوات المنتقدين
نشرت مجلة «Foreign Policy» الاميركية مقالة كتبها الباحث «Nate Schenkkan»، والتي تناولت عملية الاقتحام التي قامت بها الشرطة التركية لشركة «Feza Journalism» التي تملك صحيفة «زمان»، وهي من اهم الصحف التركية.
واعتبر الكاتب ان «الحكومة التركية وجراء هذه الخطوة، انما توجه رسالة مفادها ان لا حدود لحملتها ضد اصوات المعارضة. هذا فيما اشار إلى ان «العداء الذي يكنّه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لصحيفة زمان تعود جذوره إلى الخصومة بين حزب العدالة والتنمية وحركة «غولن» التي سبق وان كانت حليفاً لحزب العدالة والتنمية. واوضح الكاتب ان «صحيفة زمان لطالما لعبت دوراً بارزاً في «امبراطورية غولن التجارية»، واصبحت من ابرز المنتقدين لاردوغان خلال الاعوام القليلة الماضية.
كما رأى الكاتب في المقالة ان «احتجاز مبنى «Feza Journalism»، وكما احتجاز شركة «Ipek Media» الإعلامية المقربة ايضاً من حركة «غولن» في شهر تشرين الاول الماضي، اعتبرت انه يستند على تهم إجرامية غير مثبتة بان «غولن» قام بإنشاء جماعة إرهابية تعمل على الإطاحة بالدولة، وان هذه الشركات الإعلامية هي الأجنحة الإعلامية للجماعة الإرهابية».
وأضاف انه «لم تقدم أي أدلة تثبت بان حركة «غولن» أنشأت تنظيماً إرهابياً، في الوقت الذي اشارت فيه إلى ان الضغوط الحكومية على وسائل الإعلام غير الحكومية في تركيا هي أصلاً مكثفة. وعليه لفت الكاتب إلى ان «وسائل الإعلام التابعة لحركة «غولن» كانت من أهم الأصوات المتبقية المنتقدة للحكومة، بالتالي حذر من أن مصادرة وسائل الاعلام هذه تشكل ضربة قوية ربما قاتلة لحرية الصحافة في البلاد».
بناء على ذلك توقع الكاتب أن «تحتل الحكومة المكاتب التابعة لشركة «Feza Journalism» وأن تستبدل الصحافيين الحاليين بآخرين جدد. كما توقعت ان يكون حزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد الهدف التالي على لائحة الحكومة». وتوصلت المقالة إلى استنتاج بأن «لا أحد في مأمن اليوم في تركيا، سواء كان صحافيا او سياسيا، او علمانيا او اسلاميا».
«صاندي تليغراف»: الانتخابات الإيرانية أعطت لمحة عن المستقبل
نشرت صحيفة «صاندي تليغراف» البريطانية تقريراً لموفدها إلى طهران، يقول فيه إن «الانتخابات الإيرانية أعطت لمحة عن المستقبل ومنحت اللاعبين الثقة والأمل»، مشيرة إلى أن «الفرق بينهم وبين المحافظين، هو أن تجمعات الإصلاحيين لا ترتفع فيها شعارات الموت لأميركا وإسرائيل وبريطانيا».
وأشارت إلى أن «الانتخابات الإيرانية ليست نموذجاً للحرية والديمقراطية»، مفيدةً أنه «كل من يرغب في الترشح للانتخابات لا بد أن يحصل على موافقة مجلس الخبراء، الذي يسعى، حسب الكاتب، إلى استئصال الإصلاحيين».
ولفتت إلى أنه «يشترط على أي مرشح أن يساند ثورة 1979، ومفهوم الدولة الإسلامية»، مفيدةً أن «إيران من الدول القليلة في الشرق الأوسط، التي يمكن أن يأتي التغيير فيها عن طريق الانتخابات».
وأفادت أن «الانتخابات الأخيرة أعطتنا لمحة عن المستقبل السياسي للبلاد»، مشيرةً إلى أن «المرشد الأعلى، في النهاية، هو الذي يرسم الطريق الذي تسير فيه البلاد، رغم الانتخابات المحلية والبرلمانية».
«الاندبندنت»: حكومة بريطانيا تخفي أدلة على تعذيب الجيش البريطاني معتقلين
كشفت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية عن محاولة الحكومة البريطانية إخفاء إثباتات وأدلة تدين القوات البريطانية بالقيام بتعذيب ممنهج للمعتقلين لديها، وتكشف وثائق جديدة مسربة عن تبادل رسائل بين رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير والرئيس الأميركي السابق جورج بوش عن طريقة التعامل مع المعتقلين في سجن غوانتانامو.
وكشفت خمس رسائل أخرى متداولة بين وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو ونظيره الأميركي كولن باول يبدي فيها الأخير اهتمامه بوضع المعتقلين لدى القوات البريطانية في غوانتانامو. في وقت تكشف وثائق أخرى عن مشاركة أميركية – بريطانية بتعذيب المعتقلين خلال التحقيق معهم، بعد أحداث 11 أيلول 2001، ويثار الجدل راهناً حول الكشف عن مزيد من الوثائق، وتلزم واشنطن قانونياً بنشر وثائق كهذه بعد فترة زمنية معينة، من ضمن إطار قانون حرية الوصول إلى المعلومات، وقد اعترضت بريطانيا ودول الكومنولث على نية البنتاغون نشر 12 وثيقة حساسة تظهر الأساليب العنفية المتبعة في التحقيقات مع المعتقلين في غوانتانامو، ما سيحرج بريطانيا والولايات المتحدة على حد سواء، امام الرأي العام العالمي.
«واشنطن بوست»: انهيار النظام «الليبرالي» الغربي
بدورها، صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية نشرت مقالة كتبتها «Anne Applebaum»، حذرت فيه الكاتبة من أن «حلف الناتو» والاتحاد الأوروبي وربما حتى «النظام الليبرالي العالمي» قد يكون قريباً من الزوال.
وتحدثت الكاتبة عن وجود احتمال حقيقي ان يكون دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية، وهو ما يعني أنه قد يصبح بالفعل رئيس لأميركا حيث قد تنهار حملة هيلاري كلنتون لأسباب عدة. وأشارت إلى ان ذلك يعني بأنه ومع حلول شهر كانون الثاني اوائل العام المقبل قد يكون لأميركا رئيس غير مهتم «بالقيم المشتركة»، وهو شعار أطلقه عدد كبير من الرؤساء الاميركيين، خاصة خلال العقود القليلة الماضية.
ولفتت الكاتبة إلى كلام ترامب بأنه «لن يأبه كثيراً» اذا ما انضمت اوكرانيا إلى حلف الناتو ام لا، وقالت «ان ترامب غير مهتم ابداً بحلف الأطلسي وضماناته الأمنية». كما نبهت إلى ان «ترامب يعتبر ان النزاعات في أوروبا لا تستحق التضحية بحياة الاميركيين، وانه يرى ان الانسحاب من أوروبا سيوفر على أميركا ملايين الدولارات سنوياً». وقالت كذلك إن ترامب يفضّل رفقة «الديكتاتوريين على الديمقراطيين»، مشيرة إلى كلامه عن إمكانية عقد الصفقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإنشاء علاقة جيدة معه.
ونبهت الكاتبة أيضاً إلى ان ترامب لن يكون قادراً على الحفاظ على تحالفات أميركا ايضاً، اذ تتطلب الاتحادات العسكرية والاقتصادية مفاوضات طويلة وتنازلات، وليس اساليب رجل الاعمال التي هي من سمة ترامب. كذلك قالت الكاتبة ان هذه المشكلة لا تنحصر في اميركا فقط، اذ ان زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا «Marie Le Pen» ستكون من ابرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجرى بعد عام من الآن. وأشارت إلى ان الأخيرة قد تعهدت بالانسحاب من حلف الناتو وكذلك الاتحاد الأوروبي، وبتأميم الشركات الفرنسية ووضع قيود على المستثمرين الأجانب. كما قالت الكاتبة ان «Le Pen» تتوقع علاقة مميزة مع روسيا، وان المصارف الروسية تمول حملتها الانتخابية.
وتناولت الكاتبة أيضاً الاستفتاء الذي سيجري في بريطانيا بشهر حزيران المقبل على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، اذ حذرت من انه وفيما لو صوّت البريطانيون لمصلحة الانسحاب، فإن دولاً أوروبية اخرى قد تقوم بالخطوة نفسها. وهنا لفتت إلى ان رئيس الوزراء المجري أحياناً ما يتحدث عن ترك الغرب وإنشاء تحالف استراتيجي مع تركيا او روسيا في المقابل.
هذا وأضافت الكاتبة أن الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى انسحابها أيضاً من حلف الناتو، حيث تحدثت عن المشاكل الاقتصادية التي قد تشهدها بريطانيا عقب انسحابها من الاتحاد الأوروبي، وان ذلك قد يترتب عليه انتخاب الشعب لحزب العمال بدلاً من حزب المحافظين الحاكم. وهنا نبهت إلى أن زعيم حزب العمال حالياً هو «Jeremy Corbyn» الذي يعد من اشد المعادين لأميركا والذي قد ينظر اليه من قبل الشعب الراغب بالتغيير على انه البديل الوحيد المقبول.
بناء على كل ذلك رسمت الكاتبة سيناريو حيث إن السوق الأوروبي المشترك سينتهي من دون فرنسا، وان الحلف الأطلسي الناتو سيزول أيضاً على الأرجح من دون بريطانيا.
«صاندي تايمز»: يمكن لأوروبا أن تؤدي واجبها الإنساني من دون فتح الأبواب للمهاجرين
نشرت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية مقالاً شرحت فيه أنه «يمكن لدول الاتحاد الأوروبي أن تؤدي واجبها الإنساني من دون أن تفتح الأبواب لملايين المهاجرين»، ورأت أن «النخبة السياسية الألمانية ليست على استعداد لسماع نصيحة مفادها أن هناك طرقاً أخرى كثيرة للتعبير عن التضامن، من دون أن تدعو 1 مليون شخص كل عام إلى بلادك».
ودعت إلى «تغيير القوانين بما يتوافق مع ما يرضاه عموم المواطنين الأوروبيين وهو ما يعني قبول منح لجوء دائم لجميع من يتعرّضون للقمع في بلادهم»، مشيرةً إلى أنه «لدينا الموارد والتكنولوجيا لمساعدة اللاجئين عن بُعد ويمكننا القيام بواجبنا الأخلاقي وعدم استقطاب الأفراد الأكثر نشاطاً في القرى المعدمة والذين يعول عليهم في قيادة التغيير».
«الفايننشال تايمز»: استقبال ألمانيا للاجئين سيؤثر على الانتخابات
أفادت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية أن «استقبال ألمانيا أكثر من مليون لاجئ العام الماضي، و100 ألف آخرين في عام 2016 أثار ردود أفعال في المجتمع الألماني، سيكون لها وزن في الانتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة».
وأوضحت أن «تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين عزز مواقف المناهضين للهجرة، إذ يتوقع أن تحصل أحزاب يمينية على مقاعد في البرلمان، وهو ما سيجعل ألمانيا تنضم إلى الدول الأوروبية التي وصلتها عدوى أحزاب اليمين المتطرف، مثل فرنسا وهولندا والنمسا وبريطانيا».
وأشار إلى أن «صعود أحزاب اليمن المتطرف وتقدمها في الانتخابات المحلية والبرلمانية سيكون على حساب حزب أنجيلا ميركل، الديمقراطي المسيحي، وسيفكك التحالف الذي تقوده المستشارة، ويزيد من الضغوط عليها بشأن اللاجئين».