بيونغ يانغ تهدد سيول وواشنطن بهجوم نووي استباقي
هددت كوريا الشمالية بشن هجوم شامل ضد التدريبات العسكرية الكورية الجنوبية الأميركية السنوية المشتركة التي بدأت أمس، في أحدث تحذير وسط تصاعد حدّة التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في بيان صادر عن لجنة الدفاع الوطنية «سنطلق هجوماً شاملاً لمواجهة جنون الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها التي تسعى الى تحويل أراضينا إلى نيران نووية».
وجاء في البيان: «إن جيشنا وشعبنا سيحولون أصوات الرصاص والمدفعية إلى موسيقى جنائزية للمستفزين».
كما ورد فيه أيضاً أن «المناورات المشتركة التي يقوم بها عدونا تعتبر أكبر استفزازات للحرب النووية، لذا ستكون إجراءاتنا العسكرية المضادة استباقية وأكثر هجومية»، مؤكداً وجود خطة عسكرية اعتمدتها قيادة الدولة، لتحرير كوريا الجنوبية وإصابة الأراضي الأميركية.
وكان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون قال في وقت سابق: «يجب أن نكون دائماً على استعداد، وفي كل لحظة، لاستخدام ترسانتنا النووية»، وحذر من أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية تدهور الى حد يمكن أن تغيّر معه كوريا الشمالية استراتيجيتها العسكرية، ملوحاً بـ «هجمات وقائية».
وادعى البيان أنه تم نشر وسائل الإصابة النووية القوية المستهدفة للقواعد العسكرية الأميركية في المحيط الهادئ والأراضي الأميركية، واعتبر أن «المواجهة الحاسمة ستكون حرباً لتحقيق الأمنية الكبرى، أي توحيد الكوريتين» .
تجدر الإشارة إلى أن كوريا الشمالية ترفع مستوى التهديدات ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لمناسبة الإعداد للمناورات المشتركة، ويرى المراقبون في تحرك بيونغ يانغ هذا احتجاجاً على ضغوط المجتمع الدولي بسبب التجربة النووية الرابعة وإطلاقها صاروخاً بعيد المدى مؤخراً، وبغرض تعزيز الترابط الداخلي لمناسبة المؤتمر الحزبي العام المخطط لعقده في شهر أيار المقبل.
وانطلقت أمس أكبر مناورات كورية جنوبية أميركية مشتركة بمشاركة أكثر من 300 ألف جندي من القوات الكورية الجنوبية و17 ألفاً من جنود القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية، تدعي كوريا الشمالية أنها بروفة لحرب نووية ضدها، بينما تقول سيول وواشنطن إنها مناورات دفاعية بحتة.
وكان مجلس الأمن الدولي فرض الأسبوع الماضي سلسة جديدة من العقوبات على كوريا الشمالية بعد التجربتين النووية والصاروخية الأخيرتين، ونال قرار العقوبات الذي تقدمت به واشنطن لمجلس الأمن إجماع الأعضاء الـ 15 ، بما في ذلك الصين حليف كوريا الشمالية الوحيد.
على صعيد متصل أعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها ستكشف النقاب عن خطوات عقابية خاصة ضد كوريا الشمالية خلال هذا الأسبوع تعزيزاً لعقوبات مجلس الأمن الدولي.
ويعتقد أن الإجراءات الكورية الجنوبية قيد الدراسة ستشمل حظر دخول السفن التي تمر بكوريا الشمالية إلى البلاد، ووضع مزيد من الكوريين الشماليين والمؤسسات الكورية الشمالية، التي يشك في تطويرها أسلحة الدمار الشامل، على القائمة السوداء.
وفرضت سيول الشهر الماضي أقوى العقوبات غير العسكرية على بيونغ يانغ بإغلاق مجمع كيسونغ الصناعي المشترك، بهدف حرمان كوريا الشمالية من مكاسبه الاقتصادية.
الى ذلك، أشارت الأنباء الواردة من سيئول نقلاً عن مصدر عسكري إلى أن المناورات الربيعية الكورية الأميركية تهدف إلى التدرب على خطة تتضمن عمليات توجيه ضربات دقيقة على قيادة كوريا الشمالية وترسانتها النووية والصاروخية في حالة الحرب.
وحسب المصدر أعدت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية خطة جديدة دي 4 تتضمن عمليات عسكرية استباقية لكشف وتعطيل وتدمير ترسانة كوريا الشمالية النووية والصاروخية.