الطلبة ـ زحلة

أقام الطلبة الجامعيون التابعون لمنفذية زحلة طلاب الفرع الرابع للجامعة اللبنانية احتفالاً لمناسبة الأول من آذار، عيد ميلاد باعث النهضة أنطون سعاده، وذلك في مكتب المنفذية، حضره إلى مسؤولي الطلبة القوميين، مسؤولو الطلبة في حركة أمل وحزب الله، وجمع من الطلبة.

ألقى كلمة الطلبة القوميين الدكتور لؤي زيتوني فأشار الى أنّ الاحتفال بمولد سعاده، هو لنكرّم رجلاً بحجم أمّة، إنّه أنطون سعاده المفكّر والمناضل المقاوم والهادي والفادي، الشخصيّة التي جعلت منا قوميّين اجتماعيّين فكراً وحركةً، إيماناً ونضالاً… فصرنا الجماعة المنظّمة التي يسير بنا فكره إلى النّصر.

وقال: سعاده مثّل إرادة الأمّة التي ننتمي إليها، هذه الإرادة التي أدّت إلى انبعاثها بولادة هذا الرّجل الذي أطلق نهضةً أرادها المصدر الذي يجلو عنا عصور الانحطاط والتّخلّف والخضوع لإراداتٍ غريبةٍ من شمال أمتنا وجنوبها وصولاً إلى أقصى الغرب والشّمال الغربيّ كما أرادها الضوء الذي يهدينا إلى حقيقتنا القوميّة التي نادى بها جبران والرّيحاني والكواكبي حين رأوا أنّ بلادهم سورية، والتي ناضل من أجلها العظمة والأطرش وخنجر، حينما قدموا أنفس ما لديهم من أجلها… هي النّهضة التي أرادها الحركة النظاميّة المعاكسة والرّد العمليّ الأقدر في مواجهة الحركة الصّهيونيّة.

وتابع: نحن أصحاب النّهضة الحقيقيّة التي اقترنت بالعقل بوصفه شرعاً أعلى، وبمعرفة حقيقة هويّتنا الراسخة والتي تعود إلى عشرة آلاف سنة وما يزيد قبل الميلاد… ونحن أبناء الحياة الذين يؤمنون بأنّنا كلّنا مسلمون لربّ العالمين: منّا مَن أسلم لله بالانجيل، ومنّا مَن أسلم لله بالقرآن، ومنّا مَن أسلم لله بالحكمة، وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وأرضنا وحقّنا إلا اليهود…

نحن أبناء سعاده الذي جمعنا اليوم، إيماننا بعقيدته التي جعلتنا نمحو الخطّ الفاصل ما بين القول والفعل، فإذا أردنا كان الواقع حيّزاً لسيادة إرادتنا، وإذا عانقنا الحلم كانت الحقيقة هي المولود الطّبيعيّ لها… لذا كانت منّا قوافل الشّعراء والفنّانين، والشّهداء والمناضلين في كلّ ميدان في سبيل أمّة لم ترضَ ولن نرضى أن يكون القبر مكاناً لها تحت الشّمس… إنّه باختصار أنطون سعاده الذي أرسى عقيدةً كانت ولا تزال السبيل الأسلم إلى انقاذ المجتمع من عثراته وأزماته.

وتوجه زيتوني إلى الطلبة بالقول: لطالما كنتم في بال سعاده، وفي أدبيّاته، نقطة الارتكاز في العمل القوميّ… لأنّكم القوّة الاحتياطيّة التي سترفد أمّتنا بالحيويّة والتقدّم في قابل الأيام… لذلك اعملوا كي تكونوا هذه النقطة الفاعلة التي يتمحور حولها وعي المجتمع وضميره، وكونوا بحق هذه القوّة التي أرادها سعاده حتّى تكملوا حياة الأمّة وترفعوها إلى مراتب السمو، وحتّى تكونوا أبناء فعليّين للحياة، وليدوّي نداؤه في مسامعكم: «ما أشدّ اعتزازي بكم، وما أعظم النّصر الذي تسيرون إليه».

وتوزيع بيان في حرم الجامعة

وللمناسبة عينها وزع الطلبة الجامعيون في حرم الجامعة ـ زحلة بيانا جاء فيه: كان الأوّل من آذار، وكان الفجر الجديد لهذه الأمّة…

فجرٌ لأمّتنا التي أبت أن يكون القبر مكاناً لها تحت الشّمس، فأنجبت مفكّراً رائداً نفض عنها عصور الانحطاط والتّخلّف والتّبعيّة، أراد أن يجعل منها أمّة عظمى هاديةً للأمم كما كانت…

إنّه ميلاد أنطون سعاده… صاحب المسيرة النّضالية من أجل قيم الحق والخير والجمال في مجتمعنا… من أجل بناء الإنسان على أساسها… صاحب العزيمة من أجل مجتمعٍ حديثٍ قائمٍ على مفهوم المواطنة الحقيقيّة التي لطالما رفعت شعوباً، ولطالما أسهم غيابها في انهيار شعوب…

إنّه الرّجل الذي أطلق نهضةً حملت مفاهيم الحداثة المبنية على العقل بوصفه الشّرع الأعلى، والسّبيل الوحيد لارتقائنا… وهو العنصر الذي، إنْ كان مصقولاً بالوعي الاجتماعيّ، يرفعنا من حال البلبلة والتخبّط إلى وضوح الرّؤية.

وهو الرّجل الذي اختار أن يضحّي بنفسه من أجل أمّته، فكان قدوةً لصفوف طويلة مرّت عبر تاريخ بلادنا كان فعل الفداء هو خيارها…

ولن يكون آخر تلك الصّفوف الشّهيد أدونيس نصر الذي أبى في حياته إلاّ أن يعرّف عن نفسه بوصفه شهيداً، مشدّداً على قول سعاده: «إنّ الدّماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكنا، بل هي وديعة الأمّة فينا متى طلبتها وجدتها»، وكان له ما أراد…

يا زملاءنا…

نتوجّه إليكم لأنّ سعاده صاحب هذه الذّكرى أراد نهضتنا القومية الاجتماعيّة انتصاراً بكم، كما رأى إلى الطّلبة بوصفهم نقطة الارتكاز في العمل القوميّ… فلنكن نقطة الارتكاز هذه لنؤسّس هذا الفجر الجديد الذي أراده سعاده لهذه الأمّة.

الأمّة التي ما زال صوته يدوّي في سبيل عزّتها وارتقائها: تحيا سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى