«سوريون»… كلمة اختصرت المعاني كلّها في ثلاثية الخطيب

رانيا مشوّح

أينما حلّوا، تركوا أثراً بالغاً في النفوس. واليوم، لكلماتهم ومعاناتهم وأحلامهم وآلامهم وآمالهم عميق البصمات في العالم كله. «سوريون»، كلمة اختصر بها المخرج باسل الخطيب صبر العالم أجمع، وأثار أوجاع الروح في جزئيات حروفها النابضة، فاهتزت الشاشة بواقع حمل معه خليطاً من المشاعر الإنسانية الراقية، كالسوريين حتى في جراحهم.

مؤخراً، افتتح العرض الرسمي الخاص للفيلم الروائي الطويل «سوريون»، سيناريو وإخراج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، في مجمّع «سينما سيتي» في دمشق. ويعتبر الفيلم الجزء الثالث والأخير من الثلاثية التي بدأها الخطيب بفيلم «مريم» ثم فيلم «الأم»، والتي تمحورت حول المرأة السورية في زمن الحرب. بحيث سلّط المشروع الضوء على طبيعة المجتمع السوري، خصوصاً في فترة الحرب الحالية التي تشن على سورية، وطبيعة انعكاس ذلك على حياة نساء الوطن، وتبيان دورهن في ظلّ هذه المصاعب المتتالية.

حضر العرض الأول وزير الثقافة عصام خليل، ووزير التربية الدكتور هزوان الوز، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور همام الجزائري، وعدد من السفراء ومديري المؤسسات الإعلامية والثقافية والفنانين والإعلاميين.

وفي تصريح له، قال محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما: في «سوريون»، أتمّ المخرج المبدع باسل الخطيب ثلاثيته عن المرأة السورية التي بدأها بـ«مريم» وأكملها بـ«الأم»، ويختمها اليوم بـ«سوريون» الذي تلخصه تلك الصرخات المبحوحة التي يسمونها الشغف بالوطن.

وأضاف: ما إن يبدأ الفيلم حتى يجد المرء نفسه أسير حالة شعرية خالصة وبناء درامي غريب يؤطّر حكاية ربما شاهدناها مرّات ومرّات، ليحال ذلك السرّ الكامن في القوة التأثيرية لمفرداتها، غير أن هذا السؤال الطارئ لن يتردّد طويلاً، فالحكاية سرعان ما ستكون بحرفية المخرج الذي يقصّها، متوغلة في الخفايا والسراديب التي تلخّص ما تمر به سورية الحبيبة اليوم.

بدوره، ألقى المخرج باسل الخطيب كلمته مبيّناً الفكرة الأساسية للفيلم والتي حاول من خلالها نقل الواقع كما هو حيث قال: إن أي فيلم لا يمكن أن يكتمل ويتحقق ما لم يكن محضّراً بحبّ. لأن الحبّ والشغف أساس النجاح في أيّ عمل.

وأضاف: «سوريون» هو التجربة الثالثة التي جمعتني مع المؤسسة العامة للسينما، وهذه التجربة تميّزت عن سابقاتها بمدى عمقها ونضجها، إذ إنّ التحدي الكبير الذي واجهه فيلم «سوريون»، تمثل في كيفية معالجة أفكار معروفة لدى الناس وتقديمها من خلال الواقع الذي يعيشونه ويعانون منه. لذلك تم العمل على إيجاد مفتاح وحلول للشخصيات من خلال حكايات مؤثرة وشفافة تلامس الواقع.

كما تحدث الفنان القدير رفيق سبيعي عن العمل والصعوبات التي مرّ بها فقال: سورية منذ سنوات وهي تحاول أن تقوم بواجبها، إلا أن الروتين الذي نشهده في مديريات الدولة، وللأسف الشديد، يعرقل الطاقات المستنفرة عندما تحدث أزمات معينة، ويجب أن تسجل عن طريق أشرطة سينمائية. وما حصل أننا اليوم معتزّون بهذه الخطوة لأننا في الأزمة استطعنا عكس الصورة للجمهور عن طريق فيلم يحكي حالة واقعية ومعاشة.

وعن دوره في العمل قال سبيعي: منذ أن قرأت نصّ الفيلم، تشكّلت لديّ قناعة بأنه يجب أن أقوم بهذا الدور لأنه واجب وطني. موضحاً أنّ السينما السورية اليوم تعمل على تقديم أفلام تعبّر عن الواقع وتعكس صورته من خلال قصص واقعية كما في فيلم «سوريون».

كما صرحت الفنانة ميسون أبو أسعد ـ من أبطال الفيلم ـ عن رأيها في العمل: العمل تمّ باحترافية عالية، احترافية الأستاذ باسل الثقافية والأكاديمية مهمة جداً ومتينة وهو فعلاً يعكسها من خلال أعماله سواء في بيئة التصوير إلى التعامل مع الممثل إلى الصورة المقدمة للجمهور إلى الرسالة الموجهة في النهاية والمتابعة للوضع الذي نعيشه ومن هنا تنبع أهميتها.

بدوره، أشاد الممثل اللبناني الكبير رفيق علي أحمد بالحركة السينمائية السورية والقائمين عليها قائلاً: إن المخرجين السوريين تميّزوا بشكل كبير وأثروا الحركة السينمائية العربية بعدد من الأفلام المتميزة. فللسينما السورية حضور واسع في الساحة الفنية العربية وبعض المهرجانات الدولية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى