حمص

أقامت منفذية حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً لمناسبة الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة، وذلك في قاعة مكتب مديرية فيروزة التابعة لها، بحضور منفذ عام حمص العميد نهاد سمعان وأعضاء هيئة المنفذية، وجمع من الشخصيات المدنية والعسكرية وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

بعد الوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح الشهداء، عرفت الاحتفال ناظر التربية والشباب في المنفذية ديالا بركات، وألقى مدير مديرية فيروزة سمعان سمعان كلمة ترحيبية تناول فيها أهمية الاحتفال بالأول من آذار.

المنفذ العام

ثم ألقى المنفذ العام العميد نهاد سمعان كلمة أضاء فيها على معاني هذا العيد الذي يحتفل به القوميون في كلّ عام في أنحاء العالم، ثم تطرّق إلى الوضع العام في المنطقة، فرأى أنه في بداية الأحداث التي عصفت بشامنا الغالي اختلطت الأمور على الكثيرين ممّن لم تمسّهم روحية سعاده، بسبب ضبابية الرؤية وعدم وضوح بعض المفاهيم، وفقدانهم للبوصلة، خصوصاً أنّ من طبخ وأعدّ سيناريو الإشعال وجدَلَ فتيل الأزمة، كان قد طرح على ألسن المراهقين شعارات ظاهرها بالفعل فضائل، لكنه حملها في أذهانهم معاني أقلّ ما نقول عنها إنها رذائل… فوقع في الخطأ من لم تكن لديه بوصلة صالحة… أو أنه لم ينتبه إلى مؤشراتها.

أضاف العميد نهاد سمعان: لقد اعلنوا، بكلّ وقاحة، بأنهم سيطلقون مشروعاً صنع خصيصاً لبلادنا، وهو الفوضى الخلاقة، وقد سخروا إعلامهم، وجنّدوا علماء النفس، لتصبح الفوضى والحرية صنوان وكلمتان لمدلول واحد في الأذهان… لقد ظنّ بعض السذج من السوريين بأنّ داعش ولدت صدفة، وبدون قرار، وأنّ التعصّب والتشرذم وانعزال بعض الأعراق كان نتيجة غير محسوبة لهذه الفوضى، لكننا منذ اليوم الأول كنا نقول، عندما تخرج التظاهرات من الجوامع، فلا بدّ أن تكون النتيجة تنظيمات كـ داعش و النصرة وغيرها.

وتابع: يدّعي صانعو الفوضى ومثيرو الغبار اليوم أنهم فوجئوا بهذا المخلوق، وأعلنوا أنّ همّهم الأول هو القضاء عليه، لكننا نعرف أنهم ليسوا بهذا الغباء، لقد ركّبوا جيناته ووضعوه في رحم مناسب من الفوضى المدعومة بمئات من الفضائيات الدينية التي أحدثوها خصيصاً لصناعة هذا المولود وبهذه المواصفات فولد والآن يريدون أن يقتلوه.

وإذ أكد العميد نهاد سمعان أنّ هذه الحرب التي نخوضها اليوم حرب مؤلمة، لا شك… مؤلمة إلى درجة أنها أوصلتنا إلى مرحلة ما بعد الألم، … فإنه شدّد على أننا اليوم لا نقاتل دفاعاً عن حدود «سايكس ـ بيكو»، أو ضدّ فئة تريد ان تنفصل، أو «داعش» وأخواته، الحرب اليوم هي حرب وجود… حرب بين الدولة العلمانية التي تجمعنا ونحيا ضمنها والدولة الدينية التي لن يكون لنا مكان فيها. فلقد أخذت الحرب شكلها الحادّ هذا الذي لن ينتهي بتسوية أو حلّ سياسي، مهما زاد عدد القائلين بهذا القول، ولن تنتهي الحرب إلا بغالب حقيقي ومغلوب حقيقي… فأيّ حلّ هذا يمكن أن يوفق بين الخير والشرّ، بين الحياة والموت، بين العنصرية والقومية الوطنية. هذه الحرب لا بدّ أن تنتج في النهاية إنساناً جديداً قوياً يحمل كلّ الخير في توجهه وفكره، مسلحاً بسلاح الحق والمعرفة… إنسان يعتبر العقل هو الشرع الأعلى… والسلف الصالح في نظرنا هو السلف الذي يستطيع أن ينجب خلفاً أفضل منه… فيحقق سنة الطبيعة في التطوّر والارتقاء.

ودعا إلى عدم تسلل اليأس إلى قلوبنا ونفوسنا بل يجب أن نبقى أقوياء، ولن نسمح لأحد أن يفصلنا عن جذورنا ويبعدنا عن أرضنا التي إذا غادرناها سنفقد أهمّ صفة من صفاتنا وهي الأصالة، لأننا لن نكون أصلاء إلا في هذه الأرض التي أنجبتنا وأننا حيثما ذهبنا سنكون غرباء.

نعم يجب أن نبقى، وإننا هنا باقون… نهيّئ لولادة الإنسان الجديد، ونبني ما تخرّب من بنيان ونفوس. نبنيه كما قال الرئيس بشار الأسد «سوا… سوا» مع كلّ المخلصين من القوى العلمانية الصادقة… سوا سنبقى، سوا سنبني، سوا سننتصر…

وفي ختام الاحتفال كرّم المنفذ العام عدداً من أصدقاء الحزب وقلّدهم أوسمة الصداقة، وهم: الأب زهري حزعل، الأب جورج مسوح، فادي وردة، علاء صايل السبعة، وجوزف دانيال في المغترب .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى