التأثير الأرمني بالكرة اللبنانية

من المتعارف عليه أن كرة القدم توّحد الشعوب وهي اللغة المشتركة التي يتحدثها ملايين البشر حول العالم. وقد كان عام 2015 حاضراً على قوة كرة القدم مع انخراط العديد من الاتحادات الكروية والأندية في العالم في مساعدة اللاجئين ليتم بعد ذلك منح جائزة FIFA للعب النظيف إلى هذه الاتحادات والأندية وهي الجائزة التي استلمها الألماني ذو الأصول الغانية جيرالد أسامواه في حفل كرة FIFA الذهبية 2015.

وقد أبرز أسامواه أهمية كرة القدم في توحيد الشعوب حيث قال لموقع FIFA.com: «كرة القدم لديها القدرة على جمع الناس. بغض النظر عن الأصول التي ينحدر منها المرء فالجميع يعرف كرة القدم والجميع يمكنه ممارستها».

لا يختلف الأمر كثيراً في لبنان مع اندماج ذوي الأصول الأرمنية بشكلٍ كبير في المجتمع اللبناني الذي يتميّز باختلاف مشاربه وطوائفه وأصوله ليشكّل حالة فريدة من نوعها في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من العادات والتقاليد التي يتميّز بها اللبنانيين الأرمن، إلا أن كرة القدم شكّلت دائماً حالة فريدة دخل على إثرها هؤلاء إلى قلوب جميع اللبنانيين في العقود السابقة.

ولا أدلّ من الحب الكبير الذي يحمله اللبنانيون من أصل أرمني لكرة القدم سوى احتشاد أكثر من ثلاثة آلاف متفرج في الديربي الأرمني الذي جمع بين الهومنمن والهومنتمن قبل عامين عندما كان يلعب الفريقين في الدرجة الثالثة وهو العدد الذي فاق الحضور الجماهيري في بعض المباريات في دوري الدرجة الأولى ذلك الموسم.

وقد كان وارطان غازاريان من بين أبرز اللاعبين ذوي الأصول الأرمنية الذين تركوا بصمتهم في تاريخ كرة القدم اللبنانية حيث كان إلى فترة قريبة أكثر اللاعبين تهديفاً في تاريخ منتخب الأرز قبل أن يتخطاه قائد المنتخب الحالي رضا عنتر كما أنه شارك في تصفيات كأس العالم FIFA مرتين بالإضافة إلى أنه كان جزءاً من التشكيلة التي مثّلت منتخب لبنان في مشاركته الوحيدة حتى الآن في كأس آسيا قبل 16 سنة.

وتحدّث غازاريان لموقع FIFA.com عن المساهمة الكبيرة التي قدّمها اللاعبون اللبنانيون من الأصول الأرمنية في كرة القدم اللبنانية قائلاً: «مع تواجد ناديي الهومنمن والهومنتمن في الدرجة الأولى، كان هناك الكثير من اللاعبين من أصل أرمني مع منتخب لبنان حيث بلغ في فترة من الفترات خمسة لاعبين تقريباً».

وأضاف: «إلى جانب اعتماد الهومنمن والهومنتمن على اللاعبين من أصل أرمني، كان العديد من هؤلاء اللاعبين يلعبون مع الأندية اللبنانية المختلفة وبالتالي كانت المساهمة كبيرة حيث أن المهارات التي يتميز بها هؤلاء أغنت الفرق اللبنانية وهو ما انعكس أيضاً على المنتخب الوطني.»

أمل بالمستقبل

منذ آخر مباراة دولية لعبها غازاريان بقميص المنتخب الوطني وتحديداً في 30 أيار 2001 أمام تايلاند ضمن تصفيات كأس العالم 2002 FIFA، تراجع تمثيل اللاعبين ذوي الأصول الأرمنية في المنتخب اللبناني حيث كان آخر لاعب من هؤلاء يرتدي قميص منتخب الأرز هو هاغوب دونابيديان عام 2006.

ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، لم يمثّل أي لاعب من أصول أرمنية المنتخب اللبناني الذي حقق إنجازاً كبيراً في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم البرازيل 2014 FIFA بتأهله إلى الدور النهائي الحاسم مسجلاً نتائج لافتة بما في ذلك الفوز على أسماء كبيرة مثل كوريا الجنوبية وإيران اللذان تأهلا بعد ذلك إلى العرس العالمي.

وحتى في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم روسيا 2018 FIFA، غابت الأسماء الأرمنية عن صفوف المنتخب اللبناني الذي ينافس حالياً في المجموعة السابعة إلى جانب كل من كوريا الجنوبية والكويت وميانمار ولاوس وهو لا يزال يملك الفرصة لتكرار ما فعله قبل أربع سنوات والتأهل إلى الدور الحاسم من التصفيات.

ولعّل هبوط كل من الهومنمن والهومنتمن من مصاف أندية الدرجة الأولى إلى الدرجات الأدنى لعب دوراً في غياب هذه الأسماء بالإضافة إلى عوامل أخرى كما كشف وارطان قائلاً «بكل صراحة لا يوجد اهتمام بالفئات العمرية لدى اللاعبين في لبنان وهو الأمر الذي أثّر بشكل كبير في هذا الأمر حيث لم نعد نرى أي لاعبين من أصل أرمني مع الأندية الكبيرة.»

وأضاف عضو الجهاز الفني لنادي طرابلس «في الفترة السابقة، كان هناك اهتمام كبير من ناديي الهومنمن والهومنتمن مع اللاعبين صغار السن. باعتقادي أن إعادة الإهتمام باللعبة بالشكل الصحيح سيعيد إبراز اللاعبين من أصل أرمني وسنرى في المستقبل هؤلاء اللاعبين مع المنتخب الوطني».

وما استدعاء المدرب الصربي ميودراغ رادولوفيتش إلى كل من أرمين خضريان وشانت كيفوركيان للإنضمام إلى المنتخب الأوليمبي سوى أكبر تأكيد لكلام غازاريان الذي سيطمح بأن يكون هذا الاستدعاء هو الخطوة الأولى لعودة اللاعبين ذو الأصول الأرمنية إلى صفوف المنتخب اللبناني الأول ولم لا، قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم FIFA.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى