الكورة

أقامت منفذيّة الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشاء حاشداً لمناسبة الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده في مطعم «أوكتاغون» ـ كفرحزير، وتقدّم الحضور قائمقام الكورة كاترين أنجول، منسّق التيار الوطنيّ الحرّ في الكورة جوني موسى، ممثل الحزب الشيوعي الدكتور مرسيل حاوي، ممثل تيار المردة رامي لطوف، ممثلون عن مجلس إنماء الكورة، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، نقيب الأطباء في الشمال الدكتور إيلي حبيب، رؤساء بلديات، مخاتير، رؤساء أندية، جمعيات مدنية ورياضية، وفعاليات.

كما حضر ناموس المجلس الأعلى جورج ديب، منفذ عام الكورة الدكتور جورج البرجي وأعضاء الهيئة، المندوب السياسي للحزب في الشمال زهير حكم، عضو المحكمة الحزبية ميشال الحاج، وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات وجمع من القوميين والمواطنين.

بدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والحزبي، وكانت كلمة الافتتاح لناظر الاذاعة والاعلام في المنفذية هنيبعل كرم، أكد فيها أن ربيع الأمة الحقيقي وثورتها المظفرة كانت بولادة أنطون سعاده، هذه الأمة التي ظنّ أعداؤها أنهم تمكنوا من هزيمتها، لكن سعاده بعث نهضتها، وأكد أنها خالدة إلى الأبد، وهي كذلك لأنها تستمدّ حياتها من وقفات العزّ والملاحم البطوليّة التي يسطّرها أبطالها وشهداؤها، من أول شهيد على أرض فلسطين في ثلاثينات القرن الماضي، مروراً بالموكب البطولي العظيم، وعلى رأسه قدوته الخالدة سعاده وصولاً إلى أدونيس نصر، وجميع هؤلاء الأبطال الذين يسيرون بوحي معلمهم إلى النصر الأكيد.

ثمّ ألقى نجيب أبو شهلا وعبد الله عبد الله قصيدتين من وحي المناسبة.

كلمة المنفذ العام

وألقى منفذ عام منفذية الكورة الدكتور جورج البرجي كلمة المنفذية وجاء فيها: نحتفل بذكرى ولادته كل سنة، وهو من أعطى للزمن تاريخاً ولحياة بلاده أملاً. إنه أنطون سعاده زعيمنا ومؤسس حزبنا السوري القومي الاجتماعي، وكلما ارتفعت يد يمنى زاوية قائمة يولد سعاده من جديد، ونقترب أكثر من انتصار قضيته ويزداد حضوراً وسطوعاً… لقد رحل سعاده بالجسد لكنه بقي حاضراً فكراً وعقيدة ونضالاً، يعطي حياتنا قيمة وهو الذي حمل قضية أمته بقلبه وروحه وعقله، وزوّدها بأسمى القيم والمناقب والأخلاق الانسانية.

وبعد أن استعرض البرجي محطات من مواقف المعلّم قال: لقد حطّم حزبنا العظيم حواجز الكيانات والمذاهب والطوائف، وخضّب الدم القومي الاجتماعي أرض الأمة حيثما احتاجت.

وقال: نحن هنا نحتفل ونسهر وهناك رفقاء لنا يرابضون في أعالي الجبال، ومختلف أنحاء الكيان الشامي في البرد والحر، في الليل والنهار، قبضاتهم على الزناد يرفعون راية الزوبعة، يقاتلون الإرهاب والتطرّف. إنهم أبطال نسور الزوبعة. فتحية من منفذية الكورة إلى شهداء منظمة نسور الزوبعة وجرحاها ومقاتليها.

ورأى أننا لسنا مواكب جنائزية، بل نحن أبناء الحياة نتطلع دائماً إلى تحقيق الإنجازات والانتصارات. نحن حركة هجوم لا دفاع، نهاجم بالفكر والقول والعمل، ونحن أيضاً حركة جهاد ونضال نصارع نصارع أعداء الأمة لبعث نهضة قومية اجتماعية.

وأضاف البرجي: الصراع في بلادنا محتدم وهو صراع على أرضنا ومصالحنا وحقوقنا، إنه صراع المصير والوجود، بلادنا كلها في دائرة الخطر الشديد والاستهداف المركز من قبل الأعداء، لذلك لا مجال للتقاعس والانزواء، بل نحن بحاجة إلى التكاتف والمثابرة والنشاط، فقوتنا بوحدتنا وعقيدتنا، والمؤسسة تجمعنا.

واستعرض الأوضاع في كيانات الأمة فرأى أن في فلسطين شباباً وشابات بعمر الورود، سلاحهم حب الوطن وسكين مطبخ، يزلزلون أمن الكيان الصهيوني الذي يقف عاجزاً هلعاً جباناً، أمام صلابتهم وتضحياتهم. ويتم إعدام هؤلاء تحت سمع وبصر العالم «المتحضر» من دون أن يرف له جفن.

وفي الشام والعراق تحتدم المعارك في مواجهة إرهابيين جاؤوا من كل أنحاء العالم من ثمانين دولة يعيثون في الأمة خراباً، قتلاً، ذبحا، حرقاً وتفجيراً، ورغم سقوط آلاف الضحايا لم ينالوا من وحدة شعبنا، ولن يتمكن أعداء الأمة من تقسيمها مجدداً. وهنا نؤكد أن معركة القضاء على الإرهاب مستمرة مهما كانت التضحيات كبيرة، ولا بدّ أن تزهر دماء الشهداء نصراً لا مفرّ منه.

وفي شرق الأردن، بدأنا نسمع عن ظهور خلايا الإرهاب، هذا الإرهاب الذي يستهدف كل كيانات الأمة لتدمير أسس الحياة فيها، ومن يستمع إلى إعلام العدو يدرك أن قيادات صهيونية تعتبر بقاء الرئيس الأسد يشكل خطراً على «إسرائيل»، وأن قرار السعودية بمنع الهبة عن الجيش اللبناني يفرحها، والعدو سعيد بالقرار «العربي» الذي صنّف حزب الله منظمة إرهابية، وهذا يؤكد أن كل ما يجري ضد أمتنا هو لمصلحة «إسرائيل» بعدما هُزمت في لبنان على يد المقاومة.

وفي الشأن اللبناني رأى البرجي أن الخطر الصهيوني والارهابي ما زال قائماً وهو واحد، وهذا يتطلب من اللبنانيين التلاحم واليقظة.

وأكد البرجي أهمية استمرار الحوار، وحصول الانتخابات الرئاسية والبلدية وسنّ قانون انتخابات نيابية على أساس النسبية والدائرة الواحدة، لافتاً إلى أننا قادمون على ما يبدو على انتخابات بلدية أواخر أيار، وفي منفذيتنا سنتابع هذا الاستحقاق مع الوحدات الحزبية وقيادة الحزب والحلفاء، لنصل إلى النتائج المرجوة. ونحن جاهزون للتنافس الحرّ وخوض هذا الاستحقاق بقوة وروح وديمقراطية عالية.

ثم تناول البرجي هموم منطقة الكورة وما تعانيه من إهمال من قبل مؤسسات الدولة، وقال: لن نقبل أو نسكت عن قضم تلال الكورة وعن التلوث البيئي الناتج عن أعمال شركات الاسمنت، وعندنا أكثر من تقرير مرفوع من قبل خبراء وبتكليف من القضاء اللبناني يؤكد أن هذه الشركات وأعمالها تلحق آثاراً سلبية مؤكدة، وتسبب أمراضاً سرطانية وصدرية ومعوية للسكان، في القرى المحيطة بسبب انبعاث الغبار والغازات السامة.

وتابع: دفعنا الكثير من دماء شبابنا دفاعاً عن الكورة وكرامتها وعزّتها ولا يتوهم أحد في هذه الدنيا أن باستطاعته إقصاءنا عن الدفاع عن حياة أهلنا وصحتهم، وسنضع حداً لهذا الوضع السيئ.

وتوجه إلى القوميين بالقول: الروح القومية التي تجمعنا، وحدة الهدف، القضية الواحدة والنضال في سبيل نهضة أمتنا وانبثاق فجرها تساوي كنوز العالم. فأنتم كما قال سعاده: «حماة حق الأمة في النهوض والمجد، والأمة كلها تنظر إليكم وترجو الانقاذ من الفوضى والفقر والاستهزاء والتدجيل … على يد حركتكم المجيدة ونور تعاليمكم النصر يلوح في الافق وهو ينتظركم».

وختم البرجي قائلاً: سنبقى في ساح الوغى نواجه كل الرياح السامة والمعاكسة، والتيارات الطائفية الجارفة والمخرّبة، سنبقى نحارب المفاسد، وسنبقى كما أراد سعاده، مناضلين مقاومين. فأنتم أيها القوميون، كنتم وما زلتم أبطال الساحات ورجالها، والأمة بحاجة ماسة إليكم، أنتم خميرة النهوض والعزة والكرامة، ونحن في منفذية الكورة سنعمل جاهدين ونناضل وإياكم جنباً إلى جنب لنصرة قضيتنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى