حكومة نتنياهو تقترب من التسليم بفشل عدوانها وأميركا تسارع إلى تقديم قارب النجاة لها

حسن حردان

في اليوم الخامس عشر للعدوان الصهيوني، باتت حكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو تبحث عن طوق نجاة للخروج من الاستمرار في الغرق في حرب استنزاف من العيار الثقيل في غزة، لم تتوقع أن تبلغ هذا الحد من الكلفة البشرية من الأيام الأولى، عدا عن الكلفة الاقتصادية.

فالجيش «الإسرائيلي» تكبّد حتى الآن أكثر من 30 قتيلاً بحسب اعترافاته، وما يناهز الـ110 جرحى إلى جانب أسر جندي. في حين دمّرت له عشرات الدبابات والآليات المدرعة. كذلك فإن «إسرائيل» تكبّدت خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة الشلل في حركة الاقتصاد والسياحة التي بلغت مئات الملايين من الدولارات.

هذه الخسائر الكبيرة التي تزداد مع كل يوم يستمر فيه العدوان على قطاع غزة، لم تحصل من دون أن ينجح جيش الاحتلال، أقوى جيش في المنطقة في تحقيق نجاحات في الميدان يقيد بها، فهو يعاني صعوبة كبيرة في التقدم والسيطرة على حي الشجاعية نتيجة بسالة رجال المقاومة في التصدّي له وتكبيده الخسائر الكبيرة، حتى باتت الشجاعية مثالاً مشابهاً لبلدة بنت جبيل في جنوب لبنان، لناحية البطولات التي سطّرها رجال المقاومة وإذلال الجيش «الإسرائيلي»، وخصوصاً لواء النخبة فيه غولاني الذي قتل وجرحى كبار قادته، في حين شوهد جنوده غارقين في البكاء في مشهد يعبّر عن انهيار معنوياتهم.

هذا كان المشهد العسكري أما المشهد السياسي فيؤشر إلى اقتراب حكومة العدو من التسليم بالهزيمة، وهي تبحث عن مخرج يحفظ لها ماء الوجه وعمّن يقدم لها طوق النجاة ليساعدها على النزول من على الشجرة والسقوف العالية التي أعلنتها كأهداف لعدوانها والتي لم تحقق الحد الأدنى ولا الحد الأعلى منها.

وبات مشهد المعركة عسكرياً في اليوم الخامس عشر يتسم بالآتي:

ـ المقاومة تفاجئ العدو كل يوم بهجمات جديدة وتوقع في صفوفه مزيداً من الخسائر.

ـ العدو يحصي خسائره ويعترف بقتلى ضباطه وجنوده بالتدريج.

ـ المقاومة تسبقه بإعلان أسر جندي، فيما هو ينكر ثم يعترف بفقدان جندي في أرض المعركة.

ـ عجز الجيش «الإسرائيلي» عن السيطرة على حي الشجاعية على رغم مرور أربعة أيام على هجومه.

أما المشهد السياسي فقد تجلّى في الآتي:

ـ مسارعة واشنطن عبر رئيس دبلوماسيتها جون كيري لتقديم طوق النجاة لـ«إسرائيل» عبر العمل على التوصّل سريعاً لاتفاق لوقف النار.

ـ اعتراف «إسرائيل» بتزايد الضغوط الدولية لوقف النار. في حين أن الصحافة «الإسرائيلية» تتحدث عن أن نتنياهو غير قادر على أخذ قرار القبول بوقف النار لأنه لا يملك غالبية داخل مجلس الوزراء المصغّر، حيث يواجه معارضة قوية من الوزيرين نفتالي بنت وافغدور ليبرمان.

ـ إعلان سياسيين «إسرائيليين» بأن مهمة تدمير الأنفاق الهجومية شارفت على نهايتها، فيما يبدو تمهيداً لإعلان «إسرائيل» انتهاء الهجوم البري والقبول باتفاق وقف النار.

ـ الحديث في الصحافة «الإسرائيلية» عن استعداد «إسرائيل» لقبول فتح معبر رفح شرط أن يكون تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وحل مشكلة تحويل رواتب الموظفين في قطاع غزة.

خلاصة القول، العدوان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه، وحكومة نتنياهو في الطريق للتسليم بانكسار جيشها أمام المقاومة وتغطية هذا الفشل بالقول إنها دمّرت الأنفاق الهجومية، وأميركا تسارع إلى تقديم قارب النجاة لها كما فعلت في حرب تموز 2006، عندما استنجدت حكومة ايهود أولمرت بالإدارة الأميركية.

«هآرتس»: مهمة تدمير الأنفاق الهجومية شارفت على نهايتها

نقلت الصحف ووسائل الإعلام «الإسرائيلية» عن مسؤولين سياسيين «إسرائيليين» قولهم: «إن مهمة تدمير الأنفاق الهجومية شارفت على نهايتها، وهو الهدف الذي حددته «إسرائيل» للحملة البرية»، ولمحت إلى «استعدادها للخوض في اتفاق وقف إطلاق نار وتهيئة الرأي العام «الإسرائيلي» لهذا الاتجاه».

ونقلت الصحف عن وزير الدفاع موشي يعلون خلال مداولات في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، قوله إن «إسرائيل» تطالب بانتشار قوات تابعة للسلطة الفلسطينية في المعابر الحدودية خصوصاً معبر رفح، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

ونقلت «هآرتس» عن عضوي كنيست شاركا في الجلسة أن يعلون اعتبر أن المصريين يطلبون عودة القوات التابعة لعباس لمعبر رفح، و«إسرائيل» تدعم هذا الموقف. وأضاف: «إن «إسرائيل» لن تعترف بحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، لكن ترتيبات خاصة كالسيطرة على المعابر أمر يمكننا قبوله، صحيح أن عباس سيسيطر على المعابر لكنه لن يسيطر على قطاع غزة».

وقال يعلون: «»إسرائيل» لن تستغل الحرب لتنصيب عباس ملكاً في غزة أو لتقويض سلطة حماس، لكن ابو مازن يكسب في هذه الحالة كتحصيل حاصل»، مشيراً إلى أن «»إسرائيل» منفتحة إزاء اقتراحات مختلفة لحل مشكلة تحويل الرواتب لموظفي الحكومة». وتابع: «بحسب التقديرات، أمان الرواتب هي أحد الأسباب التي دفعت حماس إلى تصعيد المواجهة مع «إسرائيل» من أجل صد الانتقادات الداخلية».

«إسرائيل هيوم»: تزايد الضغوط لوقف النار لكن نتنياهو لا يملك غالبية لوقف الحرب

قالت صحيفة «إسرائيل هيوم» إن نتنياهو غير قادر على وقف إطلاق النار في هذه المرحلة بسبب معارضة الوزيرين نفتالي بينت وأفيغدور ليبرمان، وأضافت: «على رغم المساعي إلى إيجاد مخرج يحقق وقف إطلاق النار في غزة، فإن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بينامين نتنياهو لا يمتلك الغالبية لوقف الحرب». وكتبت الصحيفة: «في وقت تجري فيه الحرب في غزة وبينما تحاول حماس مفاجأة المستوطنات القريبة للقطاع، يبدو أن الضغط الخارجي لوقف إطلاق النار يتزايد وكذلك الضغط الداخلي لمواصلة العملية. الرئيس الأميركي طالب «إسرائيل» بالتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. دعوة مماثلة وجهها مجلس الأمن واليوم يصل وزير الخارجية الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة إلى «إسرائيل» لدفع هذا الطلب قدماً».

ومضت الصحيفة بالقول: «في المقابل، يعارض أعضاء في المجلس الوزاري المصغر وقف إطلاق النار وأكد الوزيران نفتالي بينت وأفيغدور ليبرمان لنتنياهو رفضهما وقف العملية. حتى أن بينت وجه تهديدات ضمنية في حال توقفها، بينما ذكر مسؤول رفيع المستوى في إسرائيل بيتنا أن نتنياهو لا يمتلك الغالبية لوقف الحرب».

وتابعت «إسرائيل هيوم»: «لذلك «يبدو أن نتنياهو غير قادر على وقف إطلاق النار في هذه المرحلة، حتى أنهم يرفضون في مكتبه القول ما هي الشروط المطلوبة للتوصل لذلك. نتنياهو تطرق إلى إمكان وقف الحرب، وقال إن عملية تدمير الأنفاق ومنع إطلاق الصواريخ ممكنة بالأسلوب العسكري أو السياسي».

«هآرتس»: «القاهرة أقرب لـ«إسرائيل» منها لحماس لكن من المبكر القهقهة

اعتبر تسفي برئيل في صحيفة «هآرتس» «أن القاهرة باتت أقرب لـ «إسرائيل» مقارنة بحركة حماس، وأنها أصبحت أقرب للقمر مقارنة بالشجاعية، وذلك نتيجة للخطاب الذي يجرى إملاؤه من فوق».

واقتبس برئيل مقولة توفيق عكاشة محرر وصاحب قناة «الفراعين» «للإسرائيليين» «أقول للجيش وللشعب وللقيادة «الإسرائيلية»: «أنتم رجال»، مشيراً إلى أن «مثل هذه الأقوال لم يصرح بها علانية في مصر منذ أجيال».

وكتب برئيل: «الخطابان الرسمي والشعبي في مصر، والذي جرى إملاؤه من فوق أقرب أكثر إلى «إسرائيل» منه لحماس، وأن القاهرة أقرب للقمر من حي الشجاعية في قطاع غزة»، بيد أنه استدرك: «من المبكر القهقهة من تغير الخطاب الذي جرى إملاؤه من فوق، حيث أنه قد ينقلب في لحظة». وأشار إلى أن «مصر تواصل التمسك بموقفها هي، من دون قطر وتركيا، ومن دونهما معاً، على إدارة المفاوضات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار».

وفي سياق مقالته اعتبر: «أن حركة حماس لا تجري أية اتصالات مباشرة مع النظام المصري، وأنها باتت متعلقة بقدرة الأحداث الخطيرة في قطاع غزة على إحداث تغيير في الرأي العام العربي والدولي». لافتاً إلى «الإنكار الجارف من جانب الناطقين الرسميين في مصر للأنباء التي تحدثت عن توجيه دعوة لقيادة حماس للمفاوضات، وأن حماس رفضت الدعوة».

وأضاف برئيل: «بالنسبة إلى مصر، يجب على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن يوافق على رقابة مصر لوحدها على تطبيق وقف إطلاق النار، والتنازل عن الرقابة الدولية على فتح المعبر، وأن تفتح مصر المعبر مع ضمان عدم دخول الآلاف من الفلسطينيين إلى مصر». وتابع: «إن باقي الشروط، مثل فك الحصار وإطلاق سراح الأسرى والسماح بدفع رواتب الموظفين في قطاع غزة عن طريق البنوك الفلسطينية والسماح بالصيد وإقامة ميناء، فهي شروط تتعلق بـ«إسرائيل»، بينما لا تنوي مصر التحدث باسمها ولا تريد أن تحاول أن تقنع «إسرائيل» بالموافقة».

وأردف قائلاً: «أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالذات قد يعرض حلولاً جزئية، وأن هناك من يعتقد أنه قد يوافق على إطلاق سراح أسرى حماس في سجون السلطة الفلسطينية، وإقناع «إسرائيل» بالسماح له بدفع الرواتب».

«واشنطن بوست»: كاتب أميركي يقترح اتفاقاً بين «إسرائيل» وعباس وحماس

نشرت صحيفة «اشنطن بوست» مقالاً للكاتب جاكسون ديل قال فيه: «إن هذه هي ثالث حرب صغيرة بين حماس و«إسرائيل» في أقل من 6 سنوات، ما يعني أن بعض العواقب التي تم التنبؤ بها من قبل تبدو مألوفة. ومن تلك العواقب أن الهجوم «الإسرائيلي» على غزة سيكون مدمراً للرئيس المعتدل محمود عباس، أو أن تفوز حماس تفوز بالخسارة تفوز بتأييد جديد بين الفلسطينيين وعبر الشرق الأوسط بالوقوف أمام «إسرائيل»، أو أن قصص الضحايا بين المدنيين واتهامات الاستخدام غير المناسب للقوة تضر بموقف «إسرائيل» في الغرب».

وأشار ديل إلى أن «هذه المزاعم كانت موجودة من قبل عام 2008. وعام 2012 وتبين أن جميعها خاطئة. فبعد خمس سنوات من عملية الرصاص المصبوب، لا يزال عباس موجوداً، ولم يثر أحد ضده في الضفة الغربية على رغم وعوده بإجراء انتخابات رئاسية منذ انتهاء فترته قبل أربعة أعوام». وأردف قائلاً: «في المقابل فإن حماس أضعف بكثير مما كانت عليه عام 2008. وفقدت القدرة على إلحاق أضرار بـ«إسرائيل» بالصواريخ التي تطلقها عليها. ولأنها لم تعد قادرة على تهريب إمدادات عبر الأنفاق من مصر، فإن القتال الحالي يستنزف ترسانتها بشكل سريع».

وتابع الكاتب: «على رغم أن «إسرائيل» تتعرض لضغوط دولية أكثر مما كانت عليه الحال في عام 2008، إلا إن تلك الظاهرة تظل هامشية لاسيما في الولايات المتحدة». وأضاف: «إن الشيء المحبط هو أن الصراع في غزة يتجه إلى نهاية مشابهة لماسبقه، ألا وهي سقوط كثير من القتلى من دون أن يتغير شيء». واقترح وسيلة للتغيير إلى الأفضل بعد انتهاء القتال، وقال: «إنها تتطلب احتضان الجميع للخيار الذي كان مطروحاً قبل اندلاع تلك الحرب المصغرة، وهو عملية الوحدة الفلسطينية التي تُضم من خلالها الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة مشتركة من خلال الانتخابات».

وأكد الكاتب: «أن الاستراتيجية الأميركية الذكية ينبغي أن تهدف إلى التوسط لاتفاق بين حماس وعباس و«إسرائيل» يجرى بموجبه إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين وتخفيف الحصار على غزة مقابل التزام حماس وقف إطلاق النار على المدى الطويل وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة».

«قدس»: الرجعية العربية ضد غزة

قالت صحيفة «قدس» الإيرانية إن «ما يحز في النفس هو الموقف العربي الرسمي المخزي إزاء الهجمة الصهيونية الشرسة على قطاع غزة، التي قتل فيها إلى اليوم المئات وأصيب الآلاف، في الوقت الذي خرجت مجموعات من اليهود في تظاهرات احتجاجية في نيويورك ضد استمرار هذه المجازر».

وأضافت الصحيفة: «لم تنته الأمور بهذا الحد بل إن تقارير الإعلام الغربي تشير إلى تبلور موقف عربي صهيوني مشترك لقمع الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق أشارت وسائل الإعلام الغربية إلى وجود اتصالات بين وزراء خارجية بعض الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي مع وزير الخارجية الصهيوني، لحضه على عدم إيقاف الحرب حتى القضاء على المقاومة الفلسطينية بالكامل». وتابعت: «فيما أشارت صحيفة «هآرتس» الصهيونية إلى المقترح الذي طرحه نتنياهو على الرئيس المصري الجنرال السيسي للاتصال بالجانب الفلسطيني لبحث وقف إطلاق النار».

ولفتت الصحيفة إلى أن «الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة شخصت طريقها وأنها اليوم تقف بشموخ أمام هذا الهجوم الوحشي بقوة وبسالة وهي من تفرض شروطها على العدو بإذن الله كما فعلت المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز وأذلت الصهاينة شر إذلال».

«غارديان» الإيرانية: العملية العسكرية في غزة حرب عبثية بلا أهداف يدفع ثمنها الأطفال والنساء

قالت صحيفة «غارديان» الإيرانية: «إن أسوأ ما في الحرب الدائرة في قطاع غزة الآن أنها لا تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية تنتهي بوصول أي من الطرفين إليها لكنها متعلقة بالأساس بالتفاخر والهيمنة النفسية على الخصم وتحقيق الهيبة أمام جمهور كل طرف».

وأضافت الصحيفة: «تحولت الحرب إلى مسرحية تلعب فيها «إسرائيل» بمعداتها الحربية وأسلحتها المتطورة فيما تستخدم حماس قدراتها المحدودة واستعداد أفرادها للتضحية بحياتهم لانتزاع صيحات الإعجاب من جمهور كل منهما»، بحسب الصحيفة.

وأشارت «غارديان» إلى أنه «في وقت كان من الممكن فيه «لإسرائيل» أن تتصرف بعقلانية وتستغل تشكيل حكومة وحدة تضم حماس وفتح للسيطرة على الأنفاق والصواريخ التي تؤرقها في غزة، اختارت تل أبيب ألا تستمع لصوت العقل وكان الحال كذلك أيضاً مع حماس، فحدوث حرب قد يجلب أموالاً للقطاع وقد يخفف من قيود الحصار كما سيزيد من شعبيتها بين أهالي غزة».

وتساءلت الصحيفة: «إن كانت مثل تلك الحرب التي لا هدف ولا طائل منها تستحق الثمن الذي تدفعه السيدات والأطفال الذين يمثلون معظم القتلى الذين تخطى عددهم 570 شخصاً حتى الآن».

«اندبندنت»: أسطورة دروع حماس البشرية

يبدأ كيم سينغوبتا تقريره في صحيفة «اندبندنت» البريطانية بسرد بعض الأماكن التي استهدفتها «إسرائيل» بدعوى دس حماس لأسلحتها ومسلحيها وسط منازل المدنيين وبجوار المساجد والمستشفيات لكنه يتوقف عند منزل كان يتكون حتى أمس من ثلاثة طوابق وأصبح اليوم مجرد ركام بعد أن سوته غارة «إسرائيلية» بالأرض مودية بحياة من فيه من بينهم 24 شخصاً من عائلة واحدة.

ونقل الكاتب عن صاحبة المنزل قولها: «إن «إسرائيل» قالت إن سبب الإغارة على المنزل هو أن مسلحاً كان مختبئاً به»، مضيفة «أنه إذا كان لدى تل أبيب دليل واحد لكانت ملأت الأرض صخباً حوله».

وقال سينغبوتا: إنه «في وقت أقر فيه عدد من سكان غزة أنهم يخافون انتقاد حركة حماس فإن معظمهم أكدوا له أنهم لم يجبروا يوماً على البقاء في أماكن الخطر ليصبحوا دروعاً بشرية بغير إرادتهم».

وأشار الكاتب إلى أن «ما يغفله كثيرون وقد لا يعلمه من لم يزر غزة، أن مساحة القطاع لا تتجاوز 25 ميلاً طولاً وبضعة أميال عرضاً وتحدها «إسرائيل» شمالاً وشرقاً والحدود المغلقة مع مصر جنوباً ويسد حصار «إسرائيل» منفذها البحري الوحيد».

وأنهي سينغوبتا تقريره بعبارة لأحد الحاضرين في جنازة أفراد العائلة التي قتل معظم أفرادها بينما يواري جسداً جديداً الثرى: «يبدو أن تحت الأرض أصبح هو المنفذ المتبقي لأهالي غزة».

«نيويورك تايمز»: ملاجئ الفلسطينيين قليلة وربما بعيدة في قطاع غزة

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية «أن الفلسطينيين يواجهون صعوبة شديدة في الاختباء من الغارات الصاروخية التي تشنها «إسرائيل» على قطاع غزة نظراً إلى قلة الملاذات الآمنة وبعدها».

وأوضحت الصحيفة في تقرير على موقعها الالكتروني: «مع ازدياد حصيلة ضحايا العدوان البري «الإسرائيلي» على قطاع غزة، يعلن الجيش «الإسرائيلي» للعالم أنه يحذر سكان المناطق المستهدفة لمغادرتها فوراً، لكن رد الفلسطينيين يتمثل بالإجماع في: أين يجب أن نذهب؟». وأضافت: «إن ملاجئ الأمم المتحدة مكتظة بالفعل كما يخشى بعض الفلسطينيين من أنها ليست آمنة حيث تعرض ملجأ للقصف من قبل «إسرائيل» في صراع سابق، ولهذا يسعى العديد من سكان غزة إلى مأوى مع الأقارب لكن مع الامتداد الكبير للأسر التي تتكون عادة من عشرات من الأقارب، يصبح العديد من المنازل في مناطق تعتبر آمنة مكدسة».

وقالت الصحيفة: الأهم من ذلك، أن الغالبية العظمى من سكان غزة لا يستطيعون مغادرتها حيث يعيشون في ظل قيود تجعل هذا الشريط الساحلي الضيق الذي تعتبره الأمم المتحدة محتلاً من قبل «إسرائيل»، مغاير لأي مكان آخر . وأشارت إلى وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عام 2010 قطاع غزة بأنه سجن في هواء طلق موجهاً انتقادات لـ«إسرائيل». لكن في الواقع، فإن الغالبية العظمى من سكان غزة محاصرون بشكل فعلي غير قادرين على التماس وضع اللجوء عبر الحدود الدولية كما تحاط بأسوار على طول حدودها الشمالية والشرقية مع «إسرائيل» وحدودها الجنوبية مع مصر».

وتابعت الصحيفة الأميركية: «إنه حتى البحر الأبيض المتوسط لا يقدم أي منفذ لقطاع غزة حيث تمنع «إسرائيل» القوارب من تخطي ثلاثة أميال من الشاطئ كما أن المجال الجوي لقطاع غزة تسيطر عليه «إسرائيل» ولا يوجد لديه مطار واحد».

«ساينس مونيتور»: عدد النازحين الفلسطينيين في غزة أكبر مما كان خلال 2008

ذكرت صحيفة «كريستسان ساينس مونيتور» الأميركية: «أن السكان الفلسطينيين المذعورين الذين فروا من حي الشجاعية يضاعفون من الأزمة الإنسانية المختمرة في قطاع غزة. فمع اضطرار أكثر من 81 ألفاً إلى الفرار من منازلهم، بينهم 20 ألفاً يوم الأحد، فإن الرقم يتجاوز عدد من شردوا خلال العملية العسكرية على قطاع غزة عام 2008-2009. ويمكن أن يفوق ذلك قريباً قدرة المنظمات الدولية على توفير المأوى والإمدادات لهم».

ونقلت الصحيفة عن كريستوفر جونيس المتحدث باسم وكالة الأونروا قوله: «إن المنظمة تدير 61 مأوى في مدارسها في غزة. وهناك حوالى 100 مبنى مدرسي تابع لها في القطاع إلى جانب مبانٍ إضافية، ومن ثم فإنها يمكن أن تفتح مأوى آخر لمن تركوا منازلهم. إلا أن جونيس يقول إن التمويل اللازم للطعام والماء والمراتب والأغطية ينفد سريعاً من الوكالة، وقد أطلقت الأونروا نداء عاجلاً لجمع 60 مليون دولار لمواجهة الأزمة».

«هآرتس»: «خطر ليبرمان» وركوبه أمواج التوتر من أجل حصد فوز سياسي.

تحدثت صحيفة «هآرتس» عمّا أسمته «خطر ليبرمان» وركوبه أمواج التوتر من أجل حصد فوز سياسي. قائلة: «إن دعوة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى مقاطعة المؤسسات التجارية للعرب الذين يضربون عن العمل احتجاجاً على عملية

«الجرف الصلب»، هي بمثابة تحريض سافر وخطير من إنتاج رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي يثبت أنه لا يتردد في ركوب أمواج التوتر والهلع لحصد فوز سياسي أمام الجمهور اليميني المتطرف».

وتابعت الصحيفة: «ليبرمان الذي نسي أنه وزير كبير لا مجرد ناشط سياسي استفزازي، تعد مبادرته استمراراً طبيعياً لموجة تشريع قوانين بادر إليها هو ورفاقه في الحكومتين الحالية والسابقة بهدف منع أي انتقاد والتحريض على الأقليات». معتبرة: «أن التحريض العنصري الذي يشيعه ليبرمان، وليس للمرة الأولى، هو جزء من موجة عكرة تهدد صورة «إسرائيل»، ويتعين على أعضاء الحكومة وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو إدانة أقوال ليبرمان من أساسها والتنصل من المبادرة الخطرة لوزير الخارجية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى