أنا وأنت

قاربٌ صغير بالكاد يقوى على تحمّل الأمواج. رحلة الموت إلى الحياة مليئة بالاستسلام، صرخات نصف مكتومة ورائحة الهلاك. تتشبّث أجسادنا عبثاً بالظلام. نظرت إليك لأستمد الأمان. عيناك غاضبتان ترمقانني بحقد وازدراء! لم أعرف ماذا أقول؟ احترقت عندئذ الكلمات.

فجأةً، لمعت نجمة الأمل في يابسة قادتنا إلى الحياة. وكان هذا انتصار.

في كلّ مساء، بخبث وبلا تعب، تضرب أوراق الأشجار المتطفّلة على زجاج النافذة. لتهمس بعدئذٍ بقايا الرياح: «أيها النازحون من طيف الطفولة، هل هدأت أرواحكم الحالمة؟».

برعشة امتزاج الثلج بالنار، أرمقك نائماً على السرير. وأتذكر الكراهية في عينيك. مَن منّا الأسواء حالاً؟ أنت الذي يخنقه وعدٌ قطعه قبل سنين؟ أم أنا التي تسمح للألم بالتغلغل بقوة في الأحشاء؟

ينام الحبّ بيننا في سُبات. ويرشدنا النسيان إلى المقلب الآخر من الحياة مع كلّ صباح.

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى