عتاب فراشة
خذي فؤادكِ وارحلي
وأرجو ألا تسألي
فبعضُ حبّكِ ميّتٌ
وبعض حبّكِ قاتلي
ليس لمثلك في الهوى
من موطَأ أو منزل
قد صار عشقك طعمه
مرٌّ كطعم الحنظل
أوتذكرينَ حين كنّا
عاشقَيْنِ وكنتِ لي
ما كان غيرك في الهوى
عرشَ القصائد يعتلي
ولَكَمْ تخيّرتُ لكِ
من سحْرِ حرفي المخملي
ولَكَمْ تدلّلْتِ وكَمْ
سعيْتُ كي تتدلّلي
وكنتِ مثل فراشةٍ
تختال فوق الجدول
ومدَدْتُ كفّي حديقةً
وإذا الأزاهر أنمُلي
وقلتُ هاكِ فراشتي
فوق الزهور تنقّلي
وفي المساءِ ضممتكِ
في قلبي بلا توجّل
فغفوْتِ فيه هنيهةً
وإذا الظلامة تنجلي
وفي الصباح رأيتكِ
تتسلّلين لترحلي
وهجرْتِ صهوة حبنّا
واخترْتِ أن تترجّلي
والآن عدْتِ كي تقولي
يا حبيبي أنتَ لي
خذي فؤادك وارحلي
وأرجو ألّا تسألي
قد كان حبّنا جنّةً
والآن نارهُ تصطلي
ليس لمثلنا في الهوى
من موطأ أو منزل
مريم زين الدين