رعد الشمال في مملكة الرمال بحضور قادة الضلال

حسين الديراني

انتهت مناورات رعد الشمال باستعراض عسكري كبير حضره ملوك وأمراء ورؤساء دول عربية وإسلامية وكان الغائب الحاضر الوحيد رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي كان يتلطّى تحت غترة وعقال كل ملك، ويتخفّى داخل عباءة كل أمير، ويختبئ داخل سترة كل رئيس. استعراض يتزعمه ملك يسكن في داخله شيطان دموي، وخلفه صبي معتوه يتلوى بوجهه كأنه في حالة سكر من نشوة ما يراه أمام عينيه الغارقتين، تحت تأثير حبة كبتاغون لا تفارقه. يرى أمام عينيه ملوكاً وأمراء يقبلون يديه، ورؤساء دول عربية وإسلامية يمسحون حذاءه لأنهم يترأسون ويحكمون بلداناً فقيرة مسلوبة الإرادة تتسكّع وتعيش على فضلات مملكة الشر السعودية. رؤساء سلبت منهم الكرامة والغيرة وعزة النفس وأصبحوا أشبه بالمواطنين الأميركيين العاطلين عن العمل والفقراء المدمنين على المخدرات الذين يفترشون الشوارع في واشنطن ونيويورك ويعتاشون على الفضلات المرمية في القمامة، بل هؤلاء المتسكّعين في شوارع أميركا أكثر نبلاً وشرفاً وحياءً من حكام ورؤساء تلك الدول التي باعت كرامتها في سوق النخاسة السعودية.

مناورات جرت في حفر الباطن على حدود الأراضي الحجازية المحتلة من قبل الكيان السعودي والأراضي العراقية شارك فيها 300 ألف ضابط وجندي ومئات الطائرات الحربية والمروحيات ومختلف أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية من دبابات وعربات مسلحة وصواريخ متطورة مستوردة من الدول الغربية. عشرون دولة عربية وإسلامية شاركت في هذه المناورات التي أطلق عليها مناورات «رعد الشمال»!!! والهدف محاربة «الإرهاب»!!! وأسطول من الإعلام العالمي الغربي والعربي والعبري الذي يعمل تحت عباءة التضليل الإعلامي السعودي لينقل وقائع الاستعراض البهلواني وصور القادة المعتوهين الذين كان منهم مَن يتواصل مع عشيقته على الفايسبوك وتويتر وقسم آخر مشغول برفع نظارته عن عينيه ليرى المشاهدين بريق عيناه الغارقتان في بهاء المنظر!!!

فأي إرهاب يريد هذا الجمع الهائل محاربته؟

نحن نعلم وهم يعلمون مَن يستهدفون من خلال هذه الاستعدادات والتدريبات العسكرية الهائلة بعد فشل مرتزقتهم في سورية والعراق ولبنان واليمن من تحقيق انتصارات ميدانية مؤتمرات دولية وإقليمية عقدت لأجل الإعلان عن الهدف: منظمة المؤتمر الإسلامي عقدت اجتماعاً في الرياض وتختم بيانها «حزب الله منظمة إرهابية». وزراء الداخلية العرب يجتمعون في تونس للإعلان عن «حزب الله منظمة إرهابية» وأخيراً اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإعلان عن «حزب الله منظمة إرهابية»، بغضّ النظر عن الدول القليلة التي اعترضت على البيان الختامي في تلك الاجتماعات والقمم الجهبذ وزير خارجية الإمارات يصرّح في مؤتمر صحافي عقد في الكرملين، يقول «يجب علينا محاربة حزب الله والحشد الشعبي العراقي الإرهابيين قبل مواجهة داعش». الجهبذ الآخر المخنّث عادل الجبير وزير خارجية مملكة داعش يتحفنا بعنترياته وتهديداته اليومية باجتياح الأراضي العراقية والسورية إذا لم يتراجع الحشد الشعبي العراقي عن المشاركة في دحر مرتزقة آل سعود الدواعش في العراق وتحرير الأراضي العراقية من رجسهم، وإذا واصل الجيش العربي السوري وحلفاؤه التقدم نحو معاقل التكفيريين الإرهابيين من داعش والنصرة مرتزقة آل سعود ونخبة الإنتاج الوهابي وأمير آخر في لبنان من أمراء محاور البلطجية في الشمال وزير العدل المستقيل أشرف ريفي نقيض اسمه يهدد ويرعد ويزبد ويتوعّد بقلب الطاولة على رأس «حزب الله» وفي تل أبيب أُقيمت الأفراح والليالي الملاح احتفالاً بهذه القرارات والبيانات التي كُتبت في تل أبيب بخط نتنياهو ووقع عليها زعماء الأعراب والمتأسلمين والحاخامات في صالات العهر والمحافل الماسونية. هللت «إسرائيل» وكبرت نعم قالت «الله أكبر» وما الغرابة في ذلك!! ألا يكبر ويهلل إرهابيو الوهابية عند نحر رقاب المسلمين؟

إذاً، المستهدف هو حزب الله الذي حطّم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر والذي حطم أحلام دولة «إسرائيل الكبرى» والذي أعاد للعالمين العربي والإسلامي كرامتهما المسلوبة منذ إنشاء الكيان الصهيوني على ارض فلسطين العربية. حزب الله الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى ليذهب الرجس عن هذه الأمة وليطهر كرامتها التي استباحها الصهاينة هذا الحزب الإلهي الذي رموا في وجهه الكلاب السائبة المسعورة الإرهابية الآتية من كل بقاع الارض مفخخين ومدججين بعقائد التكفير الوهابي الإرهابي عبر سورية، ولكن سقط مشروعهم تحت أقدام الجيش العربي السوري ورجال الحزب الإلهي وكل المقاومين وامتدّ مشروعهم الجهنمي التلمودي إلى ارض الرافدين وأرض المقدسات في العراق، لكنه اصطدم بجدار فتوى جعلت نهارهم كمداً وأرّقت ليلهم ووثب إليهم ليوث العراق بحشد شعبي مقدّس دمر أحلامهم، وجعل من جثث الدواعش المسعورين طعاماً للوحوش البرية والطيور الكاسرة فهبّوا هبة عاصفة حزم بأنفسهم على يمن العروبة والإسلام علّهم يعوّضون عن جزء من فشلهم في سورية والعراق، ولكن خاب سعيهم وارتد كيدهم إلى نحورهم، سنة كاملة من العدوان الهمجي الإرهابي الدموي على الشعب اليمني وإذ بهم يجولون بين البلدان يتوسّلون أنصار الله بوقف استهداف جنودهم الجبناء الذين يفرون فرار العبيد أمام صولة فرسان الجيش اليمني واللجان الشعبية من أنصار الله.

بعد هذا الانكسار الكبير لمملكة الإرهاب السعودية أمام رجال الله في سورية ولبنان والعراق واليمن جاء رعد الشمال «الإسرائيلي»، وأصبحت المواجهة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، جبهة الباطل «الإسرائيلية» يقودها بالنيابة عنها ملك معتوه مشعوذ تقطر من بين أنيابه دماء الأبرياء من الأطفال الممزقة أشلاؤهم من هدايا مملكة الإرهاب من سيارات وأجساد مفخخة، ملك يجر خلفه رؤساء دول مستعربة متأسلمة وأمراء مستكلبين متوحشين مستعدّين لنهش جسد الطهر وصفوة الامة وشرفها مستعدين لقتال اشرف وأطهر من في الوجود، مستعدين للسجود والركوع والخنوع أمام سيدة الشر في العالم «إسرائيل» وبين جبهة الحق التي تقودها البقية الباقية من هذه الأمة التي رفضت أن تسير في قطار قبطانه الذل والعار والخنوع. جبهة تدافع عن كرامتها ووجودها من تسلط الاستعمار والاستكبار والاستحمار عليها. جبهة تدفع الشر الصهيوني العنصري والشر التكفيري الإرهابي الوهابي عن وجهها لسلامة مجتمعها. جبهة رفضت ان تستسلم لمشروع تقسيم المقسم من دول المنطقة إلى دول عشائرية قبلية مذهبية جبهة تعرف عدوها من صديقها تعرف أن السرطان الصهيوني الذي يفتك بالأمة لا بد من استئصاله.

خلال مناورات رعد الشمال في حفر الباطن وحسناً اختاروا هذا المكان، لأنه سيكون حفرة في باطن الأرض تدفن بها جثثهم وتدفن مناوراتهم ومؤامراتهم كانت مناورات أخرى تجري في الجهة المقابلة مناورات «اقتدار الولاية» في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. مناورات في مدن عدة تحت الأرض تخرج منها صواريخ باليستية بكافة المديات القريبة والبعيدة وبرق صاروخ واحد أخرس الرعد كله، ولم يقرأ ذلك قادة الضلال بل قرأها سيد النعاج المجتمعة على مائدة رعد الشمال الرئيس أوباما فلم يتأخر بتوبيخ نعاجه ليقول لهم: «إن حلفاءنا يريدون جرّنا إلى حرب مع خصومهم». وأضاف «أن السعودية تضطهد نصف شعبها وتصدر الوهابية إلى البلدان الآسيوية والعالمية وتنشر الفكر المتطرف التكفيري في اندونيسيا». ولم يترك دولة شاركت في هذه المناورات الرعدية إلا ووبخها ليقول لهم «إني أعلم ما لا تعلمون عن قدرة إيران التي تشتهون تدميرها». ولو كان أكثر جرأةً لقال «إن إيران باستطاعتها تدميركم وتدميرنا وتدمير إسرائيل بأيام معدودة فكفاكم عنترية جاهلية».

فيا رعد الشمال، ويا مملكة الرمال، ويا قادة الضلال، سأستعير بعض الكلمات من سيدتي ومولاتي بطلة كربلاء وسفيرة الحسين عليه السلام السيدة زينب بنت أمير المؤمنين وحفيدة رسول رب العالمين عليها السلام، حين واجهت يزيد بن معاوية قاتل أخيها لأقول لكم: أظننتم يا شياطين الانس والجان ويا ملوك وامراء ورؤساء الضلال، حين أخذت على حزب الله أقطار الارض وآفاق السماء أن بحزب الله هواناً وضعفاً جراء وضعه على لائحة الإرهاب فشمختم بأنوفكم، وفرحتم بصدوركم، وأثلجتم قلب حليفتكم «اسرائيل»؟ فمهلا مهلا يا ابناء الطلقاء كيدوا كيدكم واسعوا سعيكم وناصبوا جهدكم فوالله فلن تمحوا ذكر «حزب الله» ولن تميتوا عزيمته وهل رايكم إلا فند وايامكم إلا عدد وجمعكم إلا بدد. ألا لعنة الله على قائدكم في تل أبيب القابع في قلوبكم المتحجرة لعنة موصولة إلى ملك الضلال وصنم قريش سلمان ووليه وبنيه.

ويا سلمان، ارعد بزبدك في سماء حزب الله لترى برق السماء ورعده الموصول بحبل الله المتين ليحول رعدك هباء منثورا ويعصف بسلطانك عصفا مأكولا ويرد كيدك إلى نحرك لتعود أدراجك إلى خيمة بدو أجدادك المصنوعة من وبر البعير تعتاش على حليبها وتشرب بولها وتبني قصراً جديداً ببعرها وتبني مملكة ذريتك على رمال الصحراء وتنصب خيمة عزاء يحضرها من بقي من قادة الضلال يبكون ويندبون على الأطلال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى