انسحاب مسلحي «داعش» من مدينة الرطبة
أكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أن جميع مناطق الأنبار ستتحرر خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال الجبوري في مؤتمر صحافي عقده في مدينة الرمادي إن الصفحة الأولى المتمثلة بعملية تحرير مدينة الرمادي انطوت، مبيناً أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحرير جميع أراضي محافظة الأنبار بجهود القوات الأمنية والعسكرية والتحالف الدولي وأبناء العشائر.
ميدانياً، أعلنت مصادر عراقية أمس انسحاب تنظيم «داعش» من مدينة الرطبة غرب العراق بشكل كامل، فيما طالب قائممقام الرطبة القوات الأمنية باستغلال الفرصة واستعادة كامل القضاء.
وقال قائممقام قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار عماد أحمد إن مسلحي «داعش» انسحبوا من مدينة الرطبة بشكل كامل وتوجهوا إلى قضاء القائم غرب الرمادي، مبيناً أن شوارع الرطبة خالية الآن من عناصر التنظيم، فيما طالب القوات الأمنية باستعادة كامل أراضي القضاء كونها «فرصة لا تعوض»، على حد تعبيره.
وعزا قائمقام الرطبة انسحاب العناصر من المدينة إلى انكسار داعش في مدينة الرمادي ومناطق أخرى في الأنبار، وخشيته من تلقيه خسائر كبيرة جراء هجوم القوات العراقية على الرطبة، وأضاف أنه ربما أراد التنظيم أن يوهم أبناء الرطبة بأنه انسحب من أجل الكشف عن المتعاونين مع القوات الأمنية.
يذكر أن مدينة الرطبة الواقعة في محافظة الأنبار كانت تخضع لسيطرة «داعش»، حيث فرض التنظيم على الأهالي منذ دخوله المدينة قرارات غريبة منها ارتداء الزي الأفغاني للرجال، والنقاب للنساء، ومنع التدخين، وحرمان الأقليات الدينية من مفردات البطاقة التموينية، وغيرها من القرارات والإجراءات التي أدت إلى استياء المواطنين.
وفي سياق متصل، كشف القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري، أن مستشفى الحويجة جنوب غرب كركوك استقبل أكثر من 40 جثة لعناصر من تنظيم «داعش» والعشرات من الجرحى بعد صد هجومهم أول من أمس على حقلي علاس والعجيل النفطيين.
وبحسب «السومرية نيوز» قال المعموري إن «هناك معلومات موثوقة تؤكد أن مستشفى الحويجة شمال غرب كركوك استقبل في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس، أكثر من 40 جثة أغلبها تعود لما يعرف بكتيبة الاقتحامات في ولاية نينوى والعشرات من الجرحى بعد نكبتهم في معركة الهجوم على حقلي علاس والعجيل النفطيين شمال صلاح الدين».
وأضاف المعموري أن «أبرز قتلى داعش هم ست قيادات محورية في ولاية نينوى وكركوك بينهم أبوالقعقاع المصري وأبوأسامة الأنصاري وطلحة العراقي».
وقتل محمد خلف الساطوري، المسؤول عن تجنيد الانتحاريين في تنظيم «داعش» الإرهابي بالعراق، جراء ضربة جوية لطائرات التحالف الدولي.
وأوضح مصدر أن الغارة استهدفت محمد خلف الساطوري أثناء وجوده في حي البكر، شمال مدينة هيت غربي محافظة الأنبار، مضيفاً أن الضربة الجوية أدت أيضاً إلى مقتل أربعة من مرافقي الساطوري.
على صعيد آخر، أحبطت القوات العراقية، أول من أمس، محاولة إدخال شاحنة محملة بالمتفجرات إلى كربلاء واعتقلت سائقها.
وأكدت خلية الإعلام الحربي، أن قيادة عمليات الفرات الأوسط أحبطت محاولة إدخال شاحنة محملة بالأسلحة إلى كربلاء.
وجاء في بيان لخلية الإعلام الحربي: «تمكنت قيادة عمليات الفرات الأوسط من إلقاء القبض والاستيلاء على عجله نوع «براد» مع سائقها في مدخل ناحية النخيب تروم الدخول إلى محافظة كربلاء ومن ثم إلى بغداد من قبل قوة من قطعات الفرات الأوسط ومفارز من مديرية الاستخبارات العسكرية ومكافحة إرهاب كربلاء».
وأوضح البيان أن القوات الأمنية عثرت في داخل الشاحنة على 86 عبوة لاصقة وأربعة أحزمة ناسفة و20 صاروخ كاتيوشا و64 عبوة أسطوانة و30 لغماً ضد الدبابات و19 كيساً من مادة C4 شديدة الانفجار و48 كيساً من مادة نترات الأمونيوم و20 صاعقاً و4 لفات فتيل تفجير.
إلى ذلك، أعلنت بريطانيا، أول من أمس، أنها سترسل المزيد من العسكريين إلى العراق لتعزيز مهمة تدريب القوات المسلحة العراقية التي تكافح مسلحي تنظيم «داعش».
وصرح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بأن 30 عسكرياً بريطانياً إضافياً سيتم نشرهم من أجل عمليات تدريب على المسائل اللوجستية وتشييد الجسور، إضافة إلى طاقم من الأطباء المختصين.
وبذلك سيرتفع عدد البريطانيين الذين يقومون بمهام تدريب في العراق إلى 300. ومن المقرر أن ينتشر العسكريون البريطانيون الثلاثون في معسكرات تدريب في بسماية والتاجي قرب بغداد.
وفي سياق آخر، دعا رجل الدين العراقي البارز مقتدى الصدر العراقيين إلى الاعتصام اعتباراً من الجمعة 18 آذار عند بوابات المنطقة الخضراء في بغداد للضغط على الحكومة حتى تجري إصلاحات سياسية.
وقال الصدر في بيان صادر أول من أمس، تلقت «السومرية نيوز» نسخة منه: «أدعو إلى البدء باعتصام أمام بوابات الخضراء حتى انتهاء المدة المقررة أعني الـ45 يوماً».
وشدد الصدر على «ضرورة الاستعداد وتنظيم الأمور والتوحد من أجل إقامة خيم الاعتصام السلمي»، مخاطباً المتظاهرين: «هذا يومكم لاجتثاث الفساد والمفسدين من جذورهم وتخليص الوطن من تلكم الشرذمة الضالة المضلة». وطالب بـ»الرجوع إلى اللجنة المنظمة للاعتصام الوطني السلمي»، داعياً إلى أن «يبدأ الاعتصام من الجمعة المقبلة».
يذكر أن بغداد وعدداً من المحافظات تشهد منذ فترة تظاهرات أسبوعية، دعا إليها الصدر، للمطالبة بإجراء إصلاحات في مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد المالي والإداري.
وفي 12 شباط الماضي أمهل الصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي 45 يوماً لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها وإلا فسيواجه تصويتاً على سحب الثقة منه في البرلمان.