«المنار»
تستمر ردود الفعل الرافضة والمندّدة بما يُسمّى أنظمة الجامعة العربية لاعتبارها حزب الله إرهابياً، وقد سُجّل المزيد من المواقف الحزبية والشعبية المؤيدة للمقاومة والمندّدة بتسلط السعودية وفرض إرادتها ترغيباً وترهيباً.
كما نُظِّمت لقاءات تضامنية في العديد من الدول العربية أكّدت دعمها لخيار المقاومة، وفضحت تاريخ السعودية الحافل بالتآمر على المقاومة وأهلها، وخذلان القضية الفلسطينية.
وقد أصبح واضحاً مفهوم العروبة الذي تروّج له السعودية، وهو باختصار المفهوم الذي تهلّل له «إسرائيل» وتدعمه بكل قوة، وترى فيه الخلاص من كل الأزمات باعتبار أنّه يشكّل تصفية نهائية للمقاومة وإنهاءً كاملاً لقضية فلسطين، ولم يعدْ مفاجئاً أبداً ذاك أن يُصدر حاخامات الكيان الصهيوني فتواهم بقتل الفلسطينيين تقرّباً إلى الله لتلتقي فتواهم مع الفتاوى الوهابية التي تكفّر كل المسلمين، وتًبيح سفك دمائهم.
على أنّ ما يُريح قليلاً في كل هذه الأزمة المتأدية هو انكشاف القناع كليّاً عن الدور الخبيث للسعودية في تقسيم الأمة وتكفيرها وشرذمتها والتعاون مع أعدائها، وهذا ما يوضّح الكثير للشعوب، ويفتح الخيارات أمام استعادة المبادرة ضدّ كل من زوّر إرادتها وسلب دورها لزمن طويل، وخاصة أنّ الفشل الذريع والإخفاق الكبير يلازم كل التآمر السعودي، سواء في العراق سابقاً أم في سورية واليمن راهناً.
أمّا في لبنان، فخروج الحكومة بخطة مرحلية لحل أزمة النفايات يبقى محطّ مراقبة دقيقة، وكذلك الحال في نقل النفايات إلى المطامر المستحدثة، ومن دون استمرار ذلك شروط بيئية وبلدية وصحية وخضوع للمراقبة الدولية والبلدية على حدّ سواء، كما قال النائب طلال أرسلان.
وقبل أن يرتاح اللبنانيون من أزمة تُطلّ أخرى، وهذه المرة من إفريقيا، حيث وردت أخبار عن إصابة عدد من المغتربين اللبنانيين بإطلاق نار في أبيدجان. حادثة حصلت قبل أن تجفّ دموع الجنوبيين الذين ودّعوا اليوم ثلاثة شبّان قضوا في أنغولا في مرض فتاك .
«أن بي أن»
لم يعد الإرهاب محصوراً في ساحات جغرافية محدّدة، هجوم في ساحل العاج اليوم أمس ترجم التخوّف الدولي من توسّع الإرهاب، المسلحون وصلوا إلى منتجع سياحي شرقي أبيدجان عبر البحر وأطلقوا النار عشوائياً بغاية القتل وبثّ الرعب والفوضى.
هجوم ساحل العاج يأتي من ضمن سلسلة أعمال إرهابية تضرب القارة الإفريقية، وتشنّ بنفس الأسلوب الإرهابي المسلح، كما حصل منذ شهرين في بوركينا فاسو، وإن كانت وزارة الداخلية في ساحل العاج قالت إنّ الهجوم استهدف اليوم أمس بعثة أميركية.
الاغتراب اللبناني كعادته يقدّم التضحيات، فأُصيب على شاطئ ساحل العاج خمسة لبنانيين بجروح، أحدهم إصابته خطرة.
المديرية العامة للمغتربين استنفرت، والسفارة اللبنانية واكبت وطلبت من اللبنانيين البقاء في منازلهم كما الحال مع سائر الأجانب الموجودين في أبيدجان خشيةً من استهدافات تتجدّد.
استنفار عسكري وأمني، وتحديد عدد القتلى باثني عشر، من بينهم أربعة أوروبيين كما قالت شرطة ساحل العاج.
في لبنان، انشغال بتفاصيل النفايات. خطة حكومية لمعالجة الملف، واعتراضات توزّعت بين الشويفات والحراك المدني في وسط بيروت. سباق بين تنفيذ الحل وترجمة الاعتراضات التي وصلت إلى حدّ التحضير إلى اعتصامات صباح غد اليوم .
فهل يفرض الحل بالقوة تنفيذاً لقرار الحكومة، وكيف سيُصار إلى تحييد القطاع التربوي عن الكباش؟
خارجياً، استنفار سياسي دبلوماسي في جنيف لفرض الحل السوري. الكل يشارك في المفاوضات، لكن السقوف مرتفعة وسط إصرار دولي على إيجاد حل يساهم في جهود ضرب الإرهاب في سورية.
«او تي في»
قد يظنّ البعض أنّ أخبار نشرة الليلة أمس من الأرشيف، فموقف طلال أرسلان من مكبّ الكوستا برافا، معطوفاً على الحراك الشعبي في خلدة، يبدو مطابقاً للأخبار التي تصدّرت نشرات أخبار تشرين الثاني 2015، والحراك في البقاع في شأن النفايات لا يبدو غريباً بمشهده عن مشاهد الصيف الماضي، أمّا خبر الاعتصام التحذيري في الناعمة، فيبدو نفس الخبر الذي طبع أيام ما بعد 17 تموز 2015، غداة إقفال المطمر. ليست أخبارنا من الأرشيف، بل هي حكومتنا بحلولها المجرّبة، تُعيد الكرّة كأنّ الدوامة نفسها تُعاد، والأسطوانة تدور من جديد، وكأن الممسكين بالقرار أغرقوا لبنان بنفايات سياساتهم ليعودوا إلى تركيبة تشبه تركيبة العقدين الماضيين، فتعود سوكلين بما تحمله من دلالات سياسية: نرتاح من رائحة النفايات، ولكن، لتفوح روائح الفساد والعشوائية من جديد. كل شيء اليوم تحت الاختبار، وتحديداً قرارات الحكومة أمس أول من أمس . فهل يبدأ التنفيذ برفع القمامة من الشوارع؟ والأهم، هل يصمد الحل المولود بعد تسعة أشهر من مخاض النفايات؟ أو يسقط بضربة قاتلة، كتلك التي تلقّتها ساحل العاج، والتي كانت للّبناننين فيها حصّةٌ من المأساة.
«ام تي في»
لأنّ استمرار الحكومة هو جزء أساسي من إبقاء لبنان خارج الفوضى بمختلف أنواعها تمّ التوافق على مضض بين مكوّناتها على حل مؤقّت ومرحلي لأزمة النفايات، ورُبّ سائل: ما الرابط بين النفايات وبقاء الحكومة؟ والجواب أنّ الرئيس تمام سلام، المُحرَج إلى العظم من الفشل في علاج هذه الأزمة، هدّد أمس أول أمس بالاستقالة وبتطيير خيمة الأمان المهلهلة التي تشكّلها حكومته لكافة الأطراف، بما هي آخر المؤسسات الشرعية الحيّة الباقية.
ولكن على ما جرى الاتفاق، البيانات المتناقضة التي صدرت بعد جلسة مجلس الوزراء لا تُفصح عن الكثير، والشرعية الوحيدة التي يكتسبها القرار تنبع من أنّ اللبنانيين باتوا على وشك الغرق في ما ينتجونه من أوساخ.
توازياً، 14 آذار سيمرّ غداً اليوم ، لا 14 آذار، أي بلا الاحتفاليات المعهودة لعطل أساسي أصاب مركب العبور إلى الدولة يكاد يُغرقه.
دولياً، ضرب الإرهاب ساحل العاج موقِعاً عشرات القتلى والجرحى، ودفع اللبنانيون الضريبة أربعة جرحى من أبناء الجالية.
«الجديد»
الخبر بلون قارّته، من إفريقيا ساحل العاج حيث حُمّى الإرهاب تضرب منتجعاً سياحياً في مدينة غران بسام، ومن أنغولا حيث تضرب الحمّى الصفراء شاباً لبنانياً يصل إلى قراه الجنوبية بصناديق خشبية. لا تزال الأسباب غامضة عن قتل ورعب وخطف وصور تصل بيروت تباعاً تُظهر أنّ أحد الأماكن السياحية قد تعرّض لهجوم استهدف بعثة أميركية ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى، ومن بين المصابين ثلاثة لبنانيين.
وبانتظار اتّضاح الصورة من العالم الخارجي، فإنّ الداخل يتوزّعه نصف قرارات سياسية ونصف حراك، ووفقاً لمجموعة طلعت ريحتكن فإنّه سيتمّ غداً اليوم إغلاق مداخل العاصمة تنفيذاً لوعد العصيان، وسيشمل الإغلاق مداخل المطار – خلدة – الصياد والكرنتينا، لكن مجموعة بدنا نحاسب ستُعلن بعد قليل أمس أنّها غير مشاركة في هذا التحرّك، فيما أعلن وزير التربية الياس بو صعب أنّ غداً اليوم هو يوم تدريس عادي.
وما هو غير عادي المواقف السياسية المرافقة للتحرّكات، فلا هي داعمة للنزول إلى الشارع ولا رافضة بشكل حاسم مبدأ المطامر على الأراضي المعلَنة، وعلى قاعدة أنصاف المواقف والحلول كانت دارة خلدة تعمّ بالاجتماعات الأرسلانية الاشتراكية، والشُّهب تطلع من قراراتها غير الجازمة لمطمر الكوستابرافا، حيث تغلّبت مواهب الوزير أكرم شهيّب على الصوت الصارخ الذي كان يدوّي من خلدة إلى بحرها، رافضاً قاطعاً مهدّداً سالخاً كل من يتعدّى على حرمة المكان.
اليوم جاء الرفض بطعم النعم، لكن محذّراً من الفتنة والتي يبدو أنّها تطلّبت اجتماعاً على مستوى مشيخة طائفة العقل في دار الطائفة غداً اليوم .
«ال بي سي»
في 13 آذار 2005 كانت عيون اللبنانيين وقلوبهم مشدودة إلى 14 آذار 2005، حينها كانت الأخطار والأحلام كبيرة. ذاك الشعب لم يخف يومها من سطوة سلاح ولا من عملائه، بل حلم بإخراج الجيش السوري من لبنان، وبوضع نقطة لا عودة إلى نقطة المزرعة بعد 11 عاماً، وفي الثالث عشر من آذار 2016 نحن اليوم في دولة خياراتها بالية، دولة خيّرت مواطنيها بين الغرق في النفايات وبين القبول بحل المطامر الغامض القائم كما العادة على القُطَب المخفية والمحاصصات الفعلية.
في 14 آذار 2016، لن ينزل اللبنانيون إلى الشارع لأنهم قرفوا» تقاسم السلطة ،ويئسوا لدرجة حوّلت أحلامهم من نقطة اللا عودة إلى المزرعة إلى نقطة أعلى سقفها بدنا نأكل حتى نعيش.
في 14 آذار 2016، سيحاول الحراك المدني إعلاء الصوت وإغلاق مداخل العاصمة، وستحاول القوى الأمنية معالجة الأمر بالوقائع آخذة كل الاحتياطات اللازمة. وفيما نحن بانتظار صفارة بدء سحب مئات الآلاف من الأطنان من شوارعنا، ضرب الإرهاب ساحل العاج ليُسقط عدداً من القتلى والإصابات بينهم خمسة لبنانيين.
«المستقبل»
اللبنانيون الغارقون في تداعيات أزمة النفايات، والتي سُجِّل فصل جديد من فصولها عبر تنفيذ مجموعات من الحراك المدني اعتصام احتجاجي مساءً أمس ، رفضاً لاعتماد مكبّ الكوستابرافا مطمراً صحياً كجزء من قرارات الحكومة وإعلان مجموعات أخرى من الحراك نيّتها إقفال مداخل العاصمة بيروت غداً صباحاً اليوم ، هالهم اليوم أمس النّبأ عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطاعم فيها أجانب ولبنانيون في ساحل العاج، ليتبيّن لاحقاً أنّ الهجوم نفّذه أكثر من 13 مسلّحاً وصلوا إلى المنطقة المستهدفة عبر البحر وأطلقوا النار عشوائياً على روّاد المطاعم، ما أدّى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
اليوم أمس الطويل للمواقف من تداعيات أزمة النفايات التي سينطلق قطار حلّها غداً اليوم ، بعد قرارات الحكومة وما رافقه من إعلان النائب طلال أرسلان موافقة مشروطة وضمنية على اعتماد الكوستابرافا كمطمر صحي، نعود إليه بعد التوقّف عند ما شهده ساحل العاج وما تعرّض له اللبنانيون هناك.