المعلم: الرئيس الأسد «خط أحمر»… وجماعة الرياض مجدداً: «ببكي وبروح» السعودية لملاحقة مؤيِّدي حزب الله … وحردان: المقاومة قوة لبنان والأمة
كتب المحرر السياسي
رغم محاولات التعمية على الأسباب الحقيقية والخلفيات السياسية لانفجار التحالفات التي حكمت علاقتها لسنوات، اضطرت تركيا وداعش من جهة، وجماعة الرياض وجبهة النصرة من جهة مقابلة لتصوير ما يجري من تفكك بحصيلة بدء المسار السياسي في جنيف، أحداثاً جانبية، فاتهمت أنقرة حزب العمال الكردستاني بتفجير أنقرة الذي حصد عشرات القتلى والجرحى، وقالت جماعة الرياض المعارضة للدولة السورية إن الهجمات التي شنتها جبهة النصرة على مواقع محسوبة عليها وترفع شعارات «الجيش الحر» هي حوادث موضعية تجري معالجتها، فيما أفادت مصادر تركية معارضة أن العلاقة بين أنقرة وداعش متوترة منذ مدة ما يجعل الأولوية في لائحة المتهمين في تفجير أنقرة من نصيب التنظيم، خصوصاً أن حزب العمال الكردستاني يستهدف مواقع ومؤسسات عسكرية، بينما هذا التفجير الذي استهدف المدنيين، يأتي بعد رسائل من قيادة داعش للحكومة التركية لوقف قصفها على التجمعات السكنية السورية في مناطق سيطرة التنظيم، بهدف تهجير الناس وتجميعهم على الحدود التركية والمساومة على حجم التغطية المالية التي يقدّمها الأوروبيون للحكومة التركية لمنع تدفقهم نحو أوروبا، فيما تتحول مناطق سيطرة داعش إلى مناطق بلا ناس يسهل قصفها جواً وتدمير مقدرات التنظيم تمهيداً لاجتياحها .
التفجير الذي يضعه المعارضون الأتراك في خانة انفراط عقد التفاهم الذي عاش سنوات بين حكومة حزب العدالة والتنمية وتنظيم داعش تحت ضغط وتأثير انطلاق المسار السياسي السوري ويأس حكومة أنقرة من تحقيق مكاسب سياسية وانتقالها لجني الأموال من تجارة اللاجئين، جاء بالتزامن مع تأثير المسار السياسي ذاته على العلاقة بين جبهة النصرة وجماعة الرياض بعد الصفقة التي سعت لضمان بقاء التفاهم بين الفريقين على حاله منذ سنوات، انشغلت فيها الجماعات المسماة بمجلس اسطنبول وائتلاف الدوحة قبل ولادة جماعة الرياض، بتبييض النصرة وتقديمها كقوة وطنية سورية وانشغل معها حلفاؤها السعوديون والأتراك والإسرائيليون واللبنانيون بتقديم الصورة ذاتها عن النصرة أملاً بضمها إلى المسار السياسي، وبعدما تم صدور قرار الهدنة عن مجلس الأمن الدولي وفيه نص على استثناء النصرة من أحكام الهدنة، تمت الصفقة التي سبق ونشرت «البناء» مضمونها القائم على إفادة النصرة من الهدنة بتقديم مواقعها كمواقع تابعة لجماعة الرياض مقابل ما يمنح هذه الجماعة فرصة الادعاء بسيطرتها على مناطق سورية عديدة، وذلك مقابل تعهد جماعة الرياض بعدم القبول بالمشاركة في أي مفاوضات غير مشروطة بتشكيل هيئة حكم انتقالي، تبدأ بضمان رحيل الرئيس السوري. ومع اقتراب موعد المفاوضات، وثبات إجرائها دون شروط مسبقة رغم صراخ جماعة الرياض بأنها ملتزمة بما تعهدت به للنصرة حول هيئة الحكم الانتقالي، ورحيل الرئيس، كانت الإعلانات الآتية من العواصم الغربية تؤكد مضمون المحادثات، البعيد كلياً عن هذه التعهدات فبدأت جبهة النصرة رسائلها العسكرية نحو مَن يرفعون شعارات «الجيش الحر» واحتلال مواقعهم، وتنظيف مناطق سيطرتها منهم.
وزير الخارجية السورية وليد المعلم رسم خطاً أحمر حول الرئاسة السورية في مفاوضات جنيف، وحدد للوفد السوري مهلة أربع وعشرين ساعة لتقرير مواصلة البقاء في جنيف أو مغادرتها، على ضوء جدية التفاوض، الذي قال رئيس الوفد الرسمي السوري في مفاوضات جنيف بشار الجعفري، إنه لن يدور حول مرحلة انتقالية لا وجود لها في الحسابات السورية، بل حل سياسي ينتج حكومة وحدة وطنية توحّد جهود السوريين مع المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب، وتقوم بالتمهيد لحوار شامل لوضع مسودة دستور جديد يطرح على الاستفتاء الشعبي لتتم الانتخابات على أساسه، وتحدد وحدها مكانة وأحجام القوى السياسية ومن يملأ المناصب السيادية في الدولة السورية، وفقاً للمبادرة التي طرحها الرئيس السوري قبل ثلاثة أعوام وتلتقي في مضامينها مع القرارات الدولية.
مقابل الكلام الرسمي السوري الواضح والقاطع، كان صراخ جماعة الرياض عن هيئة الحكم الانتقالي، ضمن معادلة دولية تقول إن لا تدخل خارجي في الحوار، وإن مصير الشأن السوري الداخلي منوط بالحوار، ما يعني أن عدم الاتفاق على أي مفردة في التفاوض يستدعي إحالتها للشعب السوري ليقول كلمته الفاصلة فيها، وفقاً للقرارات الأممية، ورغم إدراكها لذلك قالت جماعة الرياض كما كل مرة «ببكي وبروح»، وأضافت أنها لن تنسحب مهما كانت النتائج.
لبنانياً، رغم طوفان النفايات المعرضة لطوفان على سطح مياه البحر ما لم يتمّ تحصين خطة المطامر في برج حمود والكوستبرافا، بما يضمن تطبيق المعايير الدولية، لا زال الطوفان السياسي حول ملف النفايات مستمراً، لكن التصعيد السعودي ضد لبنان بقي الحدث الأبرز، حيث أعلنت وزارة الداخلية السعودية البدء بخطة لملاحقة كل من تشتبه بتأييده لحزب الله وإبعاده خارج أراضي المملكة، إذا كان من الرعايا الأجانب، بينما تتالت حملات التضامن الحزبية العربية مع المقاومة والمواقف المدافعة عنها، وكان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان في حفل ذكرى ميلاد مؤسس الحزب وزعيمه أنطون سعاده، قال إن المقاومة مصدر قوة للبنان والأمة، وإن فلسطين تشق طريق مقاومتها وتصنع فجرها، وإن سوريا بقيادة رئيسها تصنع نصرها على الإرهاب الذي يشكل الوجه الآخر للعدوان الإسرائيلي .
الجعفري في الضاحية
بدت لافتة الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الخارجية العراقي بشار الجعفري إلى بيروت لساعات ليل الجمعة على متن الطائرة نفسها التي أقلت وزير الخارجية جبران باسيل. فيما رجحت أوساط متابعة لـ«البناء» لقاءه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ولم تؤكد أوساط أخرى عقد هذا اللقاء، لكنّها أشارت إلى أن الجعفري التقى قيادات رفيعة في حزب الله، ناقش معها أجواء مؤتمر وزراء الخارجية العرب والجو العدائي القائم ضد حزب الله وإيران من قبل السعودية». وأشارت المصادر إلى «أن الجعفري نقل أخباراً سيئة مفادها أن السعودية تتجه إلى اتخاذ إجراءات بحق المواطنين الشيعة الموجودين على أراضيها». ولفتت المصادر إلى «أن زيارة الجعفري تأكيد الجو الرافض للمهادنة مع السعودية، والذي بدأ بكلام وزير الخارجية في مؤتمر القاهرة مروراً بزيارته لبنان وصولاً إلى مؤتمر التضامن الذي عقد في بغداد وقد يستتبع بخطوات أخرى فهناك قرار بعدم ترك الساحة لسياسات السعودية».
حوار حزب الله – المستقبل الأربعاء
وأشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى «أن الذين يتآمرون على المقاومة ليمنعوها من الجهوزية واستمرارها، هم الذين يريدون الحرب على لبنان، فالذي يمنع الحرب على لبنان الآن هو جهوزية المقاومة ومواصلة هذه الجهوزية. وأما لو حصل أن تنتهي هذه الجهوزية أو تضمر أو تضعف أو تتوقف، فإن الذي يسهم في توقفها أو إضعافها أو التآمر عليها أو العمل من أجل تحقيق ذلك، إنما يمهّد الأرض للعدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان». إلى ذلك تحضر الإجراءات الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص في الحوار الثنائي بين حزب الله ــ تيار المستقبل بعد غد الأربعاء، إضافة إلى ملفَّي تنفيس الاحتقان المذهبي والانتخابات الرئاسية.
حردان: المقاومة ليست إرهاباً
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان «أننا نحن مع دولة قوية عادلة قادرة مستقرة مستفيدة من معادلة الجيش والشعب والمقاومة. هذه المعادلة هي الركيزة الأساسية في بنيان القوة والاستقرار العام في البلد وردع العدو. هذه المعادلة كسرت المستحيل المتمثل بأنّ العين لا تقاوم المِخرز وبأنّ العدو لا يُكسر فانتصرت العين وكَسَرت المخرز بإرادة مقاوميها وأجسادهم الحرة ودمائهم الطاهرة، فأعادت أجزاء من أراضٍ عزيزة احتُلت إلى ربوع الوطن، وخطّت بالأحمر القاني معادلة لبنان الذهبية أنّ لبنان قوي بقوته وليس بضعفه. هذه المقاومة هي لبنانية، نعم هي لبنانية، من آباء وأمهات لبنانيين ومن أصول لبنانية، قاتلوا ويقاتلون دفاعاً عن الأرض والسيادة الوطنية، وكلّ قرار أو قول يصنف المقاومة إرهاباً لا يخدم إلا من تقاتله المقاومة وهو الإرهاب الصهيوني». وإذ لفت إلى «أن شابات وشباب فلسطين يرسمون اليوم خريطة طريق جديدة طريق الحرية في مواجهة الاحتلال الغاشم الغاصب»، شدد حردان على أن قيادة الشام برئيسها وجيشها وشعبها نجحت في إفشال أهداف العصابات الإرهابية، والسوريون أعلنوا بدمائهم أنّ سورية للسوريين وأنّهم وحدهم يقرّرون مصيرها.
وسأل حردان «أما حان الوقت في لبنان لنخطو الخطوات الأولى في عملية الإصلاح السياسي؟ ألم نكتف بتجارب الترقيع منذ الاستقلال لثوب عفن لنظام سياسي مهترئ فاسد يولِّد الأزمات كلّ عقد من الزمن؟ ألم يحن الوقت ليعمل اللبنانيون بمقدمة الدستور بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات دون تمايز أو تفضيل؟ فلبنان نريده وطناً لجميع أبنائه وليس شركة مساهمة».
وأشار حردان في كلمة ألقاها خلال حفل عشاء أقامه الحزب القومي بمناسبة الأول من آذار عيد مولد مؤسِّسه أنطون سعاده، إلى «أننا نريد حكومة للبنان لا حكومات وقانوناً انتخابياً يشكل الخطوة الأولى باتجاه الإصلاح»، داعياً إلى الذهاب بـ»اتجاه قانون انتخابي يعتمد النسبية والدائرة الواحدة، فيشكل الخطوة الأولى باتجاه الإصلاح السياسي، فإلى متى الاستمرار في توليد الأزمات؟ فلنكن على قدْر المسؤولية ولنأخذ قراراً جريئاً أساسه الانصهار الوطني والمسؤوليات المشتركة بين اللبنانيين كافة». وشدّد على «أهمية استمرار الحوار وتعزيزه لأنّ بديله الفتنة».
مواقف لعون اليوم من الرئاسة وقانون الانتخاب
إلى ذلك، يحدّد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون موقفه من الملفات السياسية لا سيما ملفَّي الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب في كلمة يلقيها في عشاء التيار الوطني الحر في ذكرى 14 آذار مساء اليوم.
متى يبدأ تنفيذ خطة النفايات؟
من ناحية أخرى يبدأ تنفيذ خطة النفايات في الساعات المقبلة بعدما أقرت جلسة مجلس الوزراء البت بالإجماع خطة مرحلية لحل المشكلة مدتها 4 سنوات، تقضي بإنشاء مركزَيْ معالجة للنفايات في برج حمود، الجديدة – البوشرية ونهر الغدير، وكذلك أعاد فتح مطمر الناعمة موقتاً، وصرف حوافز مالية للبلديات الواقعة في نطاق المطمر، على أن يحدّد مركز المعالجة والمطمر الصحي لقضاءي الشوف وعاليه في مرحلة لاحقة بالتشاور مع البلديات المعنية. ووافق على توزيع النفايات الناتجة عن منطقة بيروت الإدارية في المراكز المستحدَثة بموجب هذا القرار وفي معمل صيدا، على أن يتم إنشاء وتطوير معامل المعالجة والفرز والمطامر الصحية وفق القواعد العلمية والبيئية بالتنسيق مع البلديات المعنية. وكلّف مجلس الوزراء وزيري المالية والداخلية والبلديات إعداد مشروع قانون لحوافز تعطى للبلديات التي تقع في نطاقها معامل الفرز والمعالجة والمطامر الصحية، والموافقة على إقرار دفعة قدرها 40 مليون دولار لهذه السنة قابلة للتمديد بقرار من مجلس الوزراء لكل من البلديات التالية التي يقع في نطاقها المعامل والمطامر برج حمود، الجديدة ــ البوشرية، الشويفات، برج البراجنة، المنطقة الخدماتية الثانية الشوف وعاليه، تدفع من حساب البلديات المستفيدة من معالجة وطمر نفاياتها في الصندوق البلدي المستقل وذلك ريثما يقر القانون، ودفع مبلغ 6 دولارات عن كل طن من النفايات المتراكمة التي تصل إلى معمل الناعمة تحسم من مستحقات البلديات المستفيدة في الصندوق البلدي المستقل.
وعلمت «البناء» من مصادر وزارية أن الرئيس سلام سيترأس اجتماعاً أمنياً اليوم للبحث في خطة النفايات لا سيما أنه ستتم الاستعانة بالقوى العسكرية لتطبيق التنفيذ، مشيرة إلى أن «الرئيس سلام أعطى التعليمات للبدء بالتنفيذ، لكن هناك بعض الاتصالات التي تجري تجنباً لأي اشتباك مع تهديد حملة طلعت ريحتكم بإقفال الطرقات المؤدية إلى بيروت ومداخلها بدءاً من صباح اليوم». وأشارت المصادر إلى «أن الحكومة وافقت على استشراف «UNDP» على مطمر الكوستبرافا».
واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان أن الحكومة خيّرت المواطنين بين بقاء النفايات والمطامر. ولفت إرسلان الذي التقى الوزيرين وائل ابو فاعور واكرم شهيب وتيمور جنبلاط، إلى أنه لن يسوّق أو يتحمّل أو يبارك حلاً بيئياً لا يخضع للمنطق البيئي، مؤكداً ان مطمر الكوستبرافا لن يستخدم بالطريقة التي أرادوها، إذ لن نقبل إلا بإشراف بلدية الشويفات والمجتمع المدني على كل تفصيل على هذا المطمر، وسنقوم بطلب خبراء دوليين ورفع دعوى لأن مطمر الكوستبرافا وبرج حمود مخالفان لاتفاقية برشلونة وبنودها. ونفى أن يكون مطمر الكوستبرافا فكرة الحزب الاشتراكي، قائلاً: لا يحاول أحد أن يبتزنا باستقالة الحكومة.
وقالت مصادر وزارية لـ«البناء» «إن وفد الاشتراكي نجح في إقناع إرسلان بالخطة بعد تلقيه وعوداً بالعمل على التقيّد بترتيبات لازمة لاعتماد مطمر الكوستبرافا، منها بناء سلسول للحؤول دون وصول النفايات إلى الشاطئ وتلوث البحر ولجان خبراء للمراقبة»، موضحة أن مواقفة إرسلان على اعتماد هذا المطمر كانت مشروطة بالرقابة وحسن التنفيذ وبناء معامل للمعالجة»..
الطاشناق يحدّد موقفه الأربعاء
ويجتمع حزب الطاشناق يوم الأربعاء لاتخاذ القرار النهائي بشأن مطمر برج حمود. وأكد الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان لـ«البناء» أننا «نريد توضيحات وتفاصيل من الحكومة حول خطة النفايات أو لا مطمر في برج حمود، لأن ما تم الاتفاق عليه في اللجنة الوزارية لم يترجم في قرارات مجلس الوزراء، ونحن نشعر أننا وقعنا ضحية خديعة جديدة»، مشيراً إلى «أننا نتحدث عن عوادم، ولن نقبل أي نفايات صلبة في المطمر ونرفض إقامة معمل لفرز النفايات ونطالب بإزالة جبل النفايات، ولنا الحق في الإشراف على الطمر ورفض النوعية والكمية التي تأتي إلى مطمر برج حمود»، مشيراً إلى «أن الحديث عن حوافز هو حق لم نتسوّله من أحد تحملنا على مدى 20 عاماً جبل النفايات ومكب النفايات، ورغم ذلك نحن لا زلنا مستعدين لإبداء الإيجابية ومستعدين للنقاش ونرفض التعاطي معنا من قبل مجلس الوزراء بهذه الطريقة». وشدّد على «أن عدم وجود أموال في خزينة الدولة هو مسؤولية الدولة».
واستبعدت مصادر وزارية أخرى «البدء بتنفيذ الخطة اليوم». وقالت لـ«البناء» إن «التفاوض مستمر حول مطمرَيْ برج حمود والكوستبرافا والإجراءات الواجب اتخاذها لا سيما تعيين لجان مراقبة في إطار ورشة مفتوحة ستأخذ وقتاً للتنفيذ». وأشارت المصادر إلى اتفاق ضمني حصل بعدم إدخال النفايات إلى مطمر الناعمة قبل تجهيز المواقع الأخرى لاستقبال النفايات»، ما يعني ربط مطمر الناعمة بالمواقع الأخرى ما سيؤخر تنفيذ الحل». ولفتت إلى أن «مجلس الإنماء والإعمار يعمل على تجهيز الإجراءات الإدارية والتقنية لإجراء المناقصات لتكليف إحدى الشركات للمّ وجمع وكنس النفايات».
كما استبعدت «استقالة الحكومة إذا ما تأخر تنفيذ الحل أو لاقى اعتراضات شعبية»، معتبرة أن «التهديد باستقالة الحكومة هو وسيلة ضغط لفرض الحل على القوى السياسية».
وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أن «تنفيذ الخطة سيبدأ خلال أيام معدودة وتمنى أن لا تصل الأمور إلى الاستعانة بالقوى الأمنية»، موضحاً أن «توافر التغطية السياسية لاعتماد المطامر يسهل تنفيذ الحل ومن دون هذه التغطية لما كان مجلس الوزراء قد اتخذ قراره في جلسته الأخيرة». وأوضح جريج أن «إجراء مناقصات جديدة لتلزيم الشركة سيأخذ وقتاً وسيتم ذلك على أساس دفتر الشروط والمنافسة الشفافة بين الشركات وليس التجديد لشركة سوكلين»، مبيناً أن «الخطة التي أقرها مجلس الوزراء جاءت كمرحلة انتقالية ريثما يتم إيجاد الخطة المستدامة». وتمنى جريج أن «يتفهّم الرأي العام والحراك المدني والمعترضين في المناطق على خطة المطامر وتقدير همّ الحكومة الأول وهو إزالة النفايات من الشوارع».
وفيما حدد القاضي غسان عويدات تاريخ 11 نيسان موعداً لمباشرة التحقيقات في ملف شركة سوكلين، أكدت مصادر متابعة لـ«البناء» ان «سوكلين ستستمر في عملها على رفع النفايات لحين صدور القرار وفي حال تبين أنها قامت باختلاس أموال، يسقط الاتفاق معها وفي حال العكس تستمر في عملها».