انطلاقة جديدة للمخرج الشاب عمرو علي في «الغيبوبة»…

انطلاقة جديدة للمخرج الشاب عمرو علي في «الغيبوبة»…

و عمّار شلق يتحدّى نجمات الدراما اللبنانية

آمنة ملحم وأمين حمادة

تتقصّى زاوية «كواليس» شبه الأسبوعية، الأعمال الفنّية الجديدة، لا سيما تلك التي ستكون جاهزة في الموسم الرمضاني المقبل، وأيضاً الأفلام في لبنان وسورية والعالم العربي.

«الغيبوبة»

ليست المرّة الأولى التي يصنع المخرج السوري عمرو علي فيلماً. فهو صاحب سلسلة من الأفلام القصيرة «8 ميلليمتر ديجيتال 2008»، و«عيد ميلاد 2009»، و«وحوش العاطفة 2011». وفي هذه الأيام، ينهي المخرج الشاب تصوير فيلمه الروائي القصير الجديد «الغيبوبة».

وما يميّز عمل علي هذه المرة، إنجازه كمشروع تخرّج له من قسم الإخراج في المعهد العالي للسينما في القاهرة، ليستقبل الفن السوري أكاديمياً جديداً في صفوفه. وعن الفيلم، لفت علي لـ«البناء» إلى أنه يتطرق للصراع بين العواطف والأفكار وبين الواقع البائس والرغبة باستبداله بواقع أكثر إنسانية، من خلال قصّة شاب يعيش وحيداً مع والده المصاب بغيبوبة تجعله معلّقاً ما بين الحياة والموت، حيث يخوض خلال هذه الفترة صراعاً بين ارتباطه العاطفي بأبيه وواجباته تجاهه، وبين رغبته بالخروج إلى الحياة التي يشتهيها وتحقيق أحلامه البسيطة.

ويضيف صاحب مشروع «ومضة»: وإن كانت القصة تحمل خصوصيتها وتتفرد بتركيبتها، فإنها لا تخفِ الاستفادة من أدب فرانز كافكا ـ رواية «التحوّل» تحديداً ـ ومن عوالمه الوجودية والنفسية، إذ يطرح الفيلم سؤالاً حول مدى قدرة الإنسان على التحرّر من قيود الماضي والعاطفة وأثقالها، والانطلاق نحو آفاق أخرى.

كما أشار علي إلى أن تصوير الفيلم الذي أدّى بطولته كل من يحيى أبو دان وفاروق الشامي وأحمد الرفاعي، استغرق يومين ضمن ديكور تم بناءه في استديوات «المغربي»، مستعيناً بفريق عمل من سوريين ومصريين يضمّ: عمر دغوظ مدير التصوير ، صلاح طعمة المنتج الفني ، أحمد فستق وعبود زيدان مساعدا الإخراج ، يوسف الشندويلي مهندس الصوت ، عادل المغربي مهندس الديكور . وتم إنتاج الفيلم بتمويل ودعم من مجموعة جهات وشركات هي: المعهد العالي للسينما في القاهرة، «شركة إيبلا الدولية للإنتاج الفني» هلال أرناؤوط ، «شركة صورة للإنتاج الفني» حاتم علي ، «شركة فاين آرت للإنتاج السينمائي» عادل المغربي ، و«شركة آروما بيكتشرز» تامر مرتضى .

وأشار علي إلى أن الفيلم الذي ألّفه بنفسه، دخل حالياً مرحلة ما بعد الإنتاج عمليات فنية و تصحيح ألوان ليكون جاهزاً لعروض المهرجانات خلال أشهر قليلة.

عمّار والنجمات

يواصل الفنان عمّار شلق تصوير مشاهده في بطولة مسلسل «كواليس المدينة» من إخراج أسامة الحمد وكتابة وسيناريو وحوار غادة عيد، ومعالجة درامية لبلال شحادات، ومن إنتاج «صدى للإنتاج الفنّي».

ويؤدّي الممثل اللبناني القدير دور «أنور» ضابط الأمن الذي يتولى ملفات حسّاسة، مواجهاً تحدّيات كثيرة، من قبل ضباط ورجالات سلطة فاسدين، في صراعات تمتد إلى داخل جدران منزله أيضاً.

ويكشف شلق أن خطّ «أنور» هو «تجسيد لصراع الخير والشرّ الذي تحتويه الدراما بالمطلق، لكنه يتمتع بالصفة الخاصة لانطباق خطّه على مواجهات حقيقية نعيشها في مجتمعاتنا بتفاصيل حياتية وأمنية عبر نماذج موجودة بقوة في المجتمع اللبناني والعربي أيضاً».

ويوضح ملامح الشخصية من الناحية الدرامية قائلاً: «أنور» إنسان أقرب إلى المثالية من دون أن تكون نمطية، فصراع الحق والباطل يعيشه ويشعر به، ولكن الأخلاقيات هي الرأس في سلوكه وقراراته، الأمر الذي نراه جلياً مثلاً في قصة حبّ يعيشها خارج منزله الزوجي.

الجدير ذكره أن نصّ عيد يضع شلق ضمن مثلث نسائي في تحدّيات وعلاقات مختلفة مع كلّ امرأة منهن، واللاتي تجسّد أدوارهن النجمات كارمن لبّس «رنا» وميرفا القاضي «يسرا» وسارة أبي كنعان «علا».

ويشير شلق إلى خصوصية «كواليس المدينة» كـ«وصفة درامية لبنانية» تشمل مختلف عناصر الحبّ والجمال والتشويق في إطار النصّ والصورة، لكنها لا تدير ظهرها إلى الواقع المحلي الحقيقي، ما يجعل العمل برأيه مقدّمة لاختراق الأعمال اللبنانية الصرفة الشاشات العربية.

ويشارك شلق في بطولة «كواليس المدينة» إلى جانب كارمن لبّس، سارة أبي كنعان وميرفا القاضي ويوسف حدّاد وغبريال يمّين وطلال الجردي ومجدي مشموشي وخالد السيد وطوني مهنا وليلى جريج وسواهم من الفنانين.

رضا ومرتجى و«خاتون»

بدأ النجمان أيمن رضا وشكران مرتجى تصوير مشاهدهما في مسلسل «خاتون» الشامي، في موقع التصوير الرئيس لهما والذي يجمعهما بالفنانة جيانا جورج عنيد، إذ يشكلون معاً عائلةً واحدة.

ونشرت الفنّانة مرتجى صورة عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، جمعتها برفيق دربها الفنّان رضا بعدما لمعا في أعمال كثيرة نذكر منها: «دنيا»، «عيلة 6 نجوم» والأجزاء التي تلته، و«جميل وهناء» وغيرها من المسلسلات الناجحة.

وعلّقت مرتجى على الصورة كاتبةً: «أنا وعِشرة العمر أيمن رضا أحلى أبو همام وكواليس خاتون بيضحكني من قلبي، الله يحميه أيمن متل الشام، يا الله شو بيشبها بنسلّم عليكم هو وأنا».

وأوضحت مرتجى سابقاً في تصريحات صحافية تفاصيل شخصية الداية «أم جبري» التي تجسّدها، مؤكدة أنها أمام تحدّ كبير لأن دور «الداية» معروف جداً في الأعمال الشامية وأدّتها نجمات كبيرات من قبل، لذا هي حريصة على وضع بصمتها الخاصة.

وأشارت مرتجى إلى أن دور الداية سابقاً كان محصوراً بارتباطه بالخطوط الأخرى داخل الحارة، بينما «أم جبري» تتمتع بخطّها الخاص مع عائلتها، إلى جانب دورها في الحارة.

وقال رضا عن شخصية «أبو جبري»: «غيّرت في الشخصية، ووضعت وجهة نظري فيها، لذا لن يشاهد الجمهور حلاق الحارة بالطريقة التي اعتاد رؤيته بها». وأوضح أن «أبو جبري» شخص جبان خارج المنزل، لكن داخله رجل قويّ، يمارس رجولته على زوجته شكران مرتجى التي يحاول وإياها صنع حالة خاصة لا ترتبط فقط بالكوميديا.

وضمّت العائلة الممثلة الشابة عنيد التي تؤدّي دور «خديجة» الفتاة التي تعاني من مشكلة في شعرها، الأمر الذي اضطرها إلى قصّ شعرها «على الصفر».

وعبّرت عنيد عن اعتزازها وفرحتها بالعمل مع فنّانين قديرين كرضا ومرتجى، هذه المشاركة التي شكّلت لها سنداً حقيقياً في موقع التصوير.

«زوال»

حين يجتمع الخير والشرّ معاً في مكان واحد، ذلك المكان الذي يشكل بطلاً لحكاية تستمدّ عبقها وتفاصيلها وأبعادها من روحه أكثر من نظرتها الخاصة إلى تفاصيل شخوصه، هنا نكون أمام قصة درامية كانت مشروعاً للفنان الشاب يحيى بيازي منذ أربع سنوات، إلا أنها أبصرت النور معه بمساعدة الكاتب زكي مارديني، وتولى دفة إخراجها كمسلسل تلفزيوني حمل اسم «زوال» المخرج أحمد إبراهيم أحمد لهذا الموسم.

الكاتب بيازي الذي يشارك أيضاً كأحد أبطال العمل، أكّد في حديث إلى «البناء» التي زارت موقعاً للتصوير في أحد مشافي العاصمة دمشق، أن المسلسل صُوّر في مناطق العشوائيات، واختار سفح جبل قاسيون مكاناً لغالبية مشاهده. ولكن «حدوتته» لا تقصد عالم العشوائيات بقدر ما تحمل من روح الرواية الذي اتخذه بيازي في «حدوتة» الحياة، في مكان يشبه سورية كلّها، حيث تجتمع فيه شخوص متنوعة الانتماءات والمشارب الدينية والسياسية من مختلف المحافظات السورية، ليعكس علاقتهم ببعضهم، وأنماط تربيتهم التي قد تفرز أشخاصاً من الممكن أن يشنّوا حرباً ضدّك، وآخرين يملكون من الوعي ما يجعلهم قادرين على بناء مجتمع ناجح.

العمل وفق حديث بيازي يصوّر حالة شلّة من الأصدقاء يجتمعون عام 2010 لتبدأ رحلة ذكرياتهم لأيام التسعينات بتقنية التوازي مع الحدث، ليقفل المسلسل روايته مع بدء خروج أولى التظاهرات في البلد.

وينوّه بيازي بأن شخوص العمل ترتبط بالشام، حتى برموزها وأسمائها. فشخصية «عنز» التي يجسّدها الفنان «سلوم حداد» تحمل أسراراً كبيرة وتعنى بالشعر، فيناشد الشام على الدوام بما ينظمه من أشعار. وعلاقته الوثيقة بـ«أبي حوا» فادي صبيح الذي يعمل في التهريب، ولكنه بمثابة الحامي لأهل حارته والمدافع عن لقمة عيشهم، و«أم خليل» نادين خوري ، تلك المرأة الجميلة المحبوبة من الجميع، والتي تلقّب بـ«عمر الشام»، وهي مميزة وعتيقة كما الشام، تنشر المحبة والفرح وتساعد الجميع في الخروج من الحزن.

أما «أمّ معروف» شكران مرتجى ، فهي نموذج واقعيّ لإحدى الأمهات السوريات مع تعدّد النماذج، من أمّ الشهيد وأخته، وأمّ المفقود والمخطوف، هي نموذج لإحداهن تنكسر حزناً وألماً لكنها لا تقع، هكذا اختصرت مرتجى الحديث إلى «البناء» عن شخصيتها، منوّهة باستمدادها بعضاً من ملامح الشخصية من الواقع المعاش، ومشاهداتها عدا عن النصّ المميز وملاحظات المخرج. و«أمّ معروف» امرأة من الجبل لها مشاكلها الخاصة عدا عن المشاكل العامة، إذ تفقد ابنها ثمّ زوجها باسم ياخور ، لتعيش حزناً كبيراً وانزواءً لدرجة تبدو وكأنها تعيش داخل الحزن، وليس هو من يعيش في داخلها.

مرتجى التي خلعت ثوب الزينة كاملاً، وتخلّت عن الماكياج لأجل «أمّ معروف»، تؤكد ثقتها بالعمل واختيار المخرج لها لأداء شخصية مختلفة بأسلوب يحمل الكثير من الدراما، وكذلك النصّ والـ«كاست» الفني، وأسرة العمل كلّها عناصر جعلتها تشعر بأنها في المكان الصحيح.

بدوره، منح الفنان باسم ياخور مشاركته في العمل طابعاً إنسانياً بتقديمه أجره هديةً لأسَر شهداء الجيش العربي السوري.

أما الفنان رامز الأسود، فلم يجد ـ وفق حديثه إلى «البناء» ـ شخصية منفردة في العمل، بل يرى فيها أحد مكوّنات المكان الذي يعدّه بطل العمل، وله خصوصية ورائحة وتاريخ وعبق. فهو جزء من مدينة دمشق ومطلّ على المدينة كلها.

ويضيف الأسود: العمل يضمّ مجموعة من الأشخاص تدور عوالمهم في هذا المكان، فيستعرض طبيعة مهن وعلاقات، ويشكل «فاروق» إحدى الشخصيات المكوّنة للمكان ضمن مجموعة تعمل في التهريب مع «أبو حوا»، ولكنه في الوقت ذاته يحمل في داخله ضابطاً أخلاقياً للأحداث التي تدور في المكان والحارة. وعمله في التهريب مرتبط بالكفاح البسيط المنطقي لتوريد السلاح إلى فلسطين.

ويعود الأسود ليؤكد نظرته الخاصة إلى العمل، فينوّه بأن البنية الدرامية لشكل النصّ لا تعنى بصراع الشخصيات بقدر ما تعنى بالمشاكل التي تحدث في المكان، لتكون الشخوص عناصر مؤثرة في الحدث.

وتعكس شخصية ضابط الشرطة «ملحم» سعد مينة على حدّ تعبيره جانب الفساد ضمن هذه المؤسّسة. فهو معاون رئيس القسم ومسؤول عن الحارة الشعبية. ولكن نهايته تأتي متناسبة مع الجزاء الذي يجب أن يناله.

ويلفت مينة إلى أنّ الجميع في العمل يجتمعون تحت الغطاء الإنساني، فهم من ألوان مختلفة وبيئات عدّة، يجمعهم الجبل بطبيعته الحاضنة لكل المناطق السورية. فهم جميعاً في حضن سوري.

«زوال»، من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، ويحمل كلّ من شارك به تفاؤلاً كبيراً بطرحه كلّ ما هو لافت وجريء نصّاً وإخراجاً، كما أنه ضمّ نخبة من أهمّ نجوم الدراما السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى