فرنسا تتهّم كاميرون بـ «النفاق» في تعامله مع روسيا
اتهمت فرنسا بريطانيا بـ «النفاق» في تعاملها مع أزمة أوكراينا والموقف البريطاني المتشدد من روسيا، وذلك رداً على الضغوط التي تستخدمها حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضد باريس والاتحاد الأوروبي ودفعهما الى اتخاذ موقف أكثر عدائي من موسكو والرئيس فلاديمير بوتين بسبب الأزمة الأوكرانية وإسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون الأوكرانيون الموالون الى روسيا.
وكانت فرنسا أعلنت الثلاثاء الماضي، أنه في وقت يطالب كاميرون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية، منحت الحكومة البريطانية في الفترة من آذار إلى أيار 2014 نحو 250 ترخيص لبيع أسلحة بريطانية الى روسيا بما قيمته 130 مليون جنيه إسترليني، علاوة على احتفاظ بريطانيا بعلاقات مميزة مع الأثرياء الروس الذين يتخذون من بريطانيا مقراً لهم، ومنهم أصدقاء مقربون شخصياً من بوتين. ووفقاً للفرنسيين، ليس من العدل أن تطلب بريطانيا منهم عدم تسليمهم روسيا حاملة طائرات مروحية عملاقة بُنيت في أحواض بناء السفن في فرنسا، في وقت تواصل بريطانيا بيع الأسلحة المتنوعة الى روسيا.
ووُجهت دعوة الى كاميرون وإلى حزب المحافظين الذي يقود الائتلاف الوزاري الحاكم في بريطانيا مع «الحزب الليبيرالي الديمقراطي» بأن يعيد مبلغ 160 ألف جنيه استرليني تلقاه الحزب من الروسية لوبوف تشيرنوخين، زوجة وزير سابق في حكومة بوتين، في حفل خاص أقامه الحزب في لندن في وقت سابق من حزيران الجاري لجمع التبرعات لتمويل الحملة الانتخابية الحالية للحزب والاحتفاظ بالسلطة. وقال نواب من حزب العمال المعارض إنه ليس من الأخلاقي أبداً أن يقف كاميرون مهاجماً سياسة بوتين والكرملين وفي الوقت ذاته يستضيف زوجة الوزير الروسي السابق في لندن لتلعب معه مباراة في كرة المضرب.
وكانت تشيرنوخين حاضرة مع أثرياء روس آخرين مقيمين في بريطانيا في الحفل السنوي لجمع التبرعات الذي أقامه حزب المحافظين تحت رعاية كاميرون في مطلع تموز الجاري، والذي بلغ فيه ثمن التذكرة الواحدة لحضور الحفل ما يزيد عن 12 ألف جنيه استرليني. وأثناء الحفل جرى مزاد لبيع تذكرة للمشاركة في مهرجان مصغر لكرة المضرب يلعب فيه الفائز بالتذكرة مع كل من كاميرون ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون، أحد أبرز رموز المحافظين. ففازت تشيرنوخين بالتذكرة.