الجعفري: نرفض الجلوس مع إرهابيين… والرهان على شقاق بين السوريين سيفشل

أكد رئيس الوفد السوري المفاوض إلى جنيف بشار الجعفري رفض السوريين الجلوس مع إرهابيين إلى طاولة واحدة.

وفي مؤتمر صحافي أمس بعد لقائه المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا رفض الجعفري التعليق على إعلان الكرد نيّتهم إنشاء فيدرالية في الشمال السوري، مؤكداً أن «الرهان على خلق شقاق بين السوريين سينتهي إلى الفشل».

وحول مفاوضات مباشرة بين الوفود واستعداد وفد الرياض لذلك، قال الجعفري إنه «بعد استكمال الشروط الموضوعية، وخلق توافق سوري سوري بين جميع الوفود سيتم الانتقال إلى مناقشة المضمون»، مشيراً إلى أن «كبير مفاوضي وفد الرياض إرهابي».

بدوره، أكد رمزي عزالدين مساعد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية من جنيف أن «الأمم المتحدة تؤيد وحدة الأراضي السورية وسلامتها». وشدد على أن «شكل سورية المستقبلي يقرره الشعب السوري وحده».

إلى ذلك، علمت «الميادين» من مصادر موثوق بها أن «الورقة التي تقدم بها وفد الحكومة السورية إلى المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا تتمحور حول أولوية مكافحة الإرهاب، والتزام خريطة فيينا التي تتحدث عن حكومة موسعة، والحفاظ على وحدة سورية وسيادتها، وإغلاق الحدود بين سورية وتركيا»، فيما التصور الذي قدمه وفد الهيئة العليا للمعارضة كان شفهياً، وعنوانه الرئيس «تأليف هيئة حكم انتقالية»، ويتضمن «إجراء المحادثات على أساس مرجعية جنيف واحد»، إضافة إلى «المحافظة على استمرارية الهدنة، وتأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في نيسان المقبل».

وكان الجعفري قال، إن دمشق لا تعرف حتى اللحظة من سيمثل وفد المعارضة.

وفي مقابلة مع وكالة «نوفوستي»، قال الجعفري إن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا لم ينفذ التزاماته وفق قرار مجلس الأمن الدولي.

وأشار إلى ضرورة أن يشكل دي ميستورا مع الوفود المفاوضة مبادئ موحدة لتحديد من سيتحاور مع وفد الحكومة السورية في جنيف، مضيفاً أن دمشق لا تعرف حتى الآن عدد وفود المعارضة التي ستشارك في المفاوضات، وذلك بالرغم من أن الوفد الحكومي يوجد في جنيف 5 أيام.

وحسب الجعفري، فإن دي ميستورا أبلغ وفد دمشق «بوصول البعض في جنيف»، لكنهم لم ينضموا بعد إلى المفاوضات.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وصول دفعة جديدة من المقاتلات الروسية إلى قواعدها في روسيا.

وخلال كلمة في حفل خاص على شرف المجموعة الأولى من الطائرات التي عادت من سورية، أعلن قائد القوات الجوية الروسية فيكتور بونداريف أن طائرات القوات الروسية لم تخطئ هدفاً واحداً خلال عملياتها في سورية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن سحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية «لن يضعف الرئيس الأسد»، وتابعت أن محاولات الغرب تصوير العمليات الروسية في سورية بأنها أفغانستان جديدة «باءت بالفشل».

من جهته، أعلن البيت الأبيض أنه يراقب تطبيق روسيا لقرارها بسحب جزء من قواتها في سورية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن موسكو لم تبلغ واشنطن قرارها الأخير، وأشار إلى التقدم على المسار الدبلوماسي لحل الأزمة السورية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن زيارة الأسبوع المقبل إلى موسكو يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة السورية.

وقالت وكالة «أنترفاكس» الروسية إن الهدف الرئيس لزيارة كيري إلى روسيا هو بحث الملف السوري.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن الأزمة السورية تمر بمرحلة مهمة جداً يجب اغتنامها وعدم إضاعتها وخصوصاً بعد الإعلان الروسي عن سحب القوات من سورية، مضيفاً في تصريح أن بقاء السلام في سورية مستحيل إذا لم يتحقق انتقال حقيقي للسلطة، بحسب تعبيره.

من جانبه، رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية ناثان تيك اتهامات المعارضة السورية للولايات المتحدة بأنها تسير خلف موسكو في المسألة السورية، داعياً إلى التركيز على الوقائع وإلى إنجاح المفاوضات للوصول إلى حل سلمي للأزمة.

وقال تيك إن بعض الفصائل الإرهابية ومنها «جبهة النصرة» ترغب في مزيد من العنف في سوري، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستستمر في ضرب داعش والإرهاب.

من جهته، أكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن خروج روسيا من سورية «هو أمر مخطط له».

وقال شمخاني إن تقدم الجيش السوري «سيستمر بمساعدة المستشارين الايرانيين والروس»، معتبراً أن إعطاء الشرعية السياسية للجماعات الإرهابية «له عواقب وخيمة على أوروبا والدول الأخرى».

من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ، أن القوات الحكومية السورية تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار ولا تنفذ عمليات عسكرية ضد تشكيلات «المعارضة المعتدلة».

وأشار، العقيد ستيف وورن، المتحدث باسم القوات العسكرية الأميركية المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش في سورية والعراق، إلى أن قوات دمشق تنفذ مدعومة بسلاح الجو الروسي عمليات هجومية على مواقع مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي.

وقال وورن: «نرى أن كثافة العمليات ضد المعارضة تراجعت بشكل ملموس وفقاً لاتفاق الهدنة».

وأضاف العقيد الأميركي: «بالحقيقة، ليس من الممكن أن أفيد بشيء حول عمليات تنفذها القوات الحكومية السورية ضد وحدات المعارضة، بالطبع توجد بعض الاستثناءات، لكن بشكل عام لم تجر أي عمليات هجومية واسعة ضد المعارضة».

وقال وورن، أيضاً، إن القوات الحكومية «تشن في الأيام الأخيرة هجوماً على مواقع داعش في محيط تدمر»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الطيران الحربي الروسي يواصل دعم الجيش الحكومي في تنفيذ عمليته بريف المدينة.

ميدانياً، كثفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الضربات النوعية على مقرات وتجمعات لتنظيم «داعش» المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في دير الزور وريفها.

وأشار مصدر ميداني إلى أن وحدات من الجيش نفذت خلال الـ 24 ساعة الماضية عمليات مركزة على مقرات وتحصينات إرهابيي «داعش» على اتجاه حقل التيم من محاور «جبل الثردة والبانوراما ومدرسة السياقة في التيم» جنوب مدينة دير الزور بنحو 6 كم.

كما أحبطت وحدة من الجيش والقوات المسلحة هجوماً لتنظيم «داعش» المدرج على لائحة الإرهاب الدولية على أحد التلال الحاكمة غرب تدمر في ريف حمص الشرقي.

وأشار مصدر ميداني في تصريح لـ «سانا» إلى أن وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية خاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» شنوا هجوماً على تلة الـ900 الاستراتيجية في سلسلة جبال الهيال غرب مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.

ولفت المصدر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن «إفشال الهجوم الإرهابي بعد مقتل وإصابة العديد من إرهابيي التنظيم التكفيري وإجبار من تبقى منهم على الفرار».

وتعد تلة الـ 900 القمة الأعلى في سلسلة جبال الهيال ويبلغ ارتفاعها 939 متراً وتشرف على مدينة تدمر ومثلثها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى