«المنار»
لا تمييعَ في قضيةِ شبكةِ الإنترنت التجسّسي، ولا عقابَ أقلُّ من قِصاصِ المسِّ بالأمنِ القومي.
هذا أقلُّ ما يمكنُ أن تواجَهَ به جريمة الإنترنت، التي مَكّنت العدوَ «الإسرائيليَ» على مدى سبعِ سنواتٍ من أنْ يسرحَ ويمرحَ داخلَ المقرّاتِ الرسمية، حاصداً من المعلوماتِ والملفّاتِ ما يكشفُ الدولةَ بأسرارِها وأجهزتها.. فضلاً عن سرقةِ أموالِها بعشراتِ ملايينِ الدولارات.
المدَّعي العامُّ الماليُ كشفَ للمنارِ عن توقيفِ متورّطَينِ اثنين، في وقتٍ يتواصلُ البحثُ عن آخرينَ من أصحابِ الشركاتِ المتّهمةِ التي حصلت على تراخيصَ رسمية.
فضيحةٌ رسمية، ألا تستدعي من الحكومةِ تشكيلَ لجنةٍ عليا للمراقبةِ والمحاسبة، وفقَ ما أشارت إليه كتلةُ الوفاءِ للمقاومة.
أمّا ملفُ النفايات، فعلى الحكومةِ البدءُ سريعاً بتنفيذِ خطةِ المعالجة، منعاً لتكرارِ المهزلة، وحفاظاً على السلامةِ العامة.
حكومةٌ اجتمعت بجدولِ أعمالِها المطوّل، لم تُحقّق خرقاً باتجاهِ بدءِ جمعِ النفاياتِ من الشوارع، وسطَ شروطٍ ستة لحزبِ الطاشناق، ما زالت تنتظرُ الإجابات، قبلَ فتحِ الطريقِ إلى مطمرِ برج حمود.
إقليمياً، بمقدارِ جرعةِ الكسبِ السياسي التي قطفتها روسيا في إعلانِ سحبِ جزءٍ من قوّاتها من سورية، جاءت مواقفُ رئيسِها فلاديمير بوتين.. الرجلُ الذي ثبَّتَ معادلتَه السياسيةَ في الأزمةِ السورية: قواعدُنا العسكريةُ في سورية باقيةٌ وجاهزة، ومستمرةٌ بمكافحةِ الإرهاب، وسنَرفِدُها بالطائراتِ عندَ أيِِّ طارئٍ خلالَ ساعات، أمّا وَحدةُ الأراضي السورية فممنوعٌ المسُّ بها.
«أن بي أن»
جلسة مجلس الوزراء كانت صاخبة، ورشَحت من بعض نقاشاتها لغة طائفية بغيضة، توتّر عوني في كل اتّجاه مع رئيس الحكومة ووزراء الكتائب، إلّا أنّ الرئيس سلام كان حازماً في تصويب النقاش على سكّة الإنتاج الحكومي.
ملف أمن الدولة بات بنداً على جدول الجلسة المقبلة، حل أزمة النفايات على السكّة الصحيحة، والتنفيذ بدءاً من مساء الغد اليوم ، أمّا المواد المسرطنة فلا قمحة ولا شعيرة، بل إحالة إلى لجنة وزارية لبتّ الأمر بعد مشادّة بين وزير الاقتصاد والصحة.
غاب موضوع الإنترنت غير الشرعي عن الجلسة، فيما استعاد الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل الـconnection بإيقاعه الطبيعي برعاية عين التينة، وإذا كانت الجهود تُبذل في كل النواحي لحلحلة الأزمات المتراكمة، فإنّ البعض يحاول بين الحين والآخر التحريض طائفياً ومذهبياً وفتح الهواء بهدف تشويه الحقائق وصبّ الزيت على النار، فاليوم أمس خلال برنامج، ساقت محطة الـotv ادّعاءاتٍ مفادها أنّ دولة الرئيس نبيه برّي رئيس مجلس النوّاب يعتبر أنّ المجلس هو له، كما تضمّنت المقابلة كلاماً طائفياً ومذهبياً يحاول النيل من وزراء لحركة أمل.
إنّ المحاولات المكشوفة هذه قد اعتدناها لبثّ السّم في الدّسم، وتغليف الروائح الكريهة لكلامهم بالياسمين، ونشير إلى أنّ الذين يمارسون الطائفية والفردية، ويتحلّون بالعقلية الميليشياوية والتضليل يحاولون الإيحاء وكـأنّهم هم أنفسهم من اكتشف النفط والمياه الساخنة والحداثة الدبلوماسية، ويحاولون لصق التّهم والصفات بغيرهم في حين أنّهم ليسوا إلّا مرتزقة وقراصنة تشوّه الدستور وتطلق البدع والفتاوى التي تناسب مصالحها وتخالفها، حيث لا مصلحة لها إلى حدّ التضحية بكل شيء، بدءاً من الانتخابات الرئاسية إلى التشريع والحكومة والجيش إلى آخر العنقود، صدق جبران خليل جبران حين قال الحقيقي فينا صامت ولكن الاكتسابي ثرثار.
في الشأن السوري، أعلن الأكراد عن نظام فيدرالي في المناطق التي يتواجدون فيها شمالي البلاد، فيما حذّرت دمشق من أي اتحاد أو فيدرالية تمسّ بوحدة أرضها وشعبها، فماذا بعد؟ موسكو أعلنت استكمال عملية سحب قواتها من سورية خلال ثلاثة أيام، وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستعداد للعودة عسكرياً إليها خلال ساعات معدودة إذا اقتضت الضرورة، لكنه لا يريد ذلك لأنّ التصعيد العسكري ليس خيار موسكو التي رأت خارجيتها أن الدعوات السعودية لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد غير قانونية ومضحكة.
«او تي في»
حتَّى وليد جنبلاط ضيَّعته التقلباتُ السورية الأخيرة… لم يُسعفْه ارتشافُ القهوة صباحاً في التنبّه إلى خلفيات القرار الروسي الأخير، ولا أعانه تناولُ «منقوشة الزعتر» في تنشيط الذاكرة، لمحاولة تفسيرِ كيف أنّ المَهمة الروسية انتهت في سورية تحت شعار ضرب الإرهاب، فيما داعش لا يزال موجوداً في غالب مقرّاته، إلّا إذا بدأ رسمُ خرائطَ جديدة للمنطقة، اعتباراً من الكيان الكردي الجديد، وفيما انهمك العالم اليوم أمس بقراءة التحوّلِ الكبير من الشمال السوري، وما يؤشّر إليه على صعيد الشرق الأوسط ككل، وفي موازاة تضارب المواقف السورية والإقليمية والدولية أو تقاطعِها، حول سُبُل التعامل مع الكيان الفيدرالي الناشئ، ظلَّ معظمُ السياسيين اللبنانيين مشغولين بسجالات الزواريب المحلية التي يلحظ الجميع أنها بدأت من دون أن يدريَ أحدٌ كيف تنتهي، وبغضِّ النظر عن المُحق أو المخطئ… كما في مأساة النفايات التي ستبدأ إزالتُها من الشوارع غداً اليوم ، كذلك في سائر القضايا التي تُطرح على البساطين السياسي والإعلامي، فوزير التربية مثلاً، يُعلن أنّ مجلس الوزراء على شفير الهاوية، ليردَّ عليه وزير الإعلام الذي كان حاضراً على طريقته في الجلسة على الأرجح، بأنّ الوزيرَ نفسه هو على شفير تلك الهاوية، قبل أن يأتيَ الردُّ على الردّ بأنّه لو كان رمزي جريج حاضراً فعلياً في الجلسة، لأدرك عمقَ الأزمة والهاوية. أمّا وزير الصحة، فيتمسّك بالتأكيد أنّ القمح في لبنان مسرطِن، ويستند في موقفه إلى دراسات وأرقام وفحوص، ليردّ عليه وزير الاقتصاد بكلام قاس يستند بدوره إلى دراسات وأرقام وفحوص باتت هي أيضاً في لبنان وجهةَ نظر، ولو كانت تُقامر بمستقبل اللبنانيين، وتتسلّى بعقولهم، وتُثير الرّعبَ في قلوبهم، وتُثير قلقَهم على صحّتهم في خبزهم اليومي. فمن الأكثر مطابقة للمواصفات: اتّهامات وزير الصحة أم ردودُ وزير الاقتصاد؟
«ام تي في»
وأخيراً انتهت أزمة النفايات بعدما حُلّت عقدتا برج حمود والكوستا برافا في خلدة، وبدءاً من الغد اليوم ، ستبدأ عملية إزاحة جبال القذارة التي جثمت على صدور اللبنانيين منذ تموز الماضي، لكن يمكن للّبناني أن يلاحظ أنّ الجنازة الحامية التي تولّدت من الزبالة وحولها، وقضت على سمعة لبنان وصحّة أبنائه وأصابتهم بالأمراض، وربما قتلت العديد منهم. هذه المجزرة انتهت من دون القبض على واحد من القتلة الكثر الذين ارتكبوها.
وما أن انتهت مسخرة النفايات حتى اندلعت حرب القمح، قمح الوزير حكيم نظيف وصالح، قمح الوزير أبو فاعور مسرطن وقاتل. والجواب الحاسم ليس في المختبرات، بل في أروقة السياسة، لكن ننصح المواطنين بقمح الحكيم على سبيل راحة البال.
توازياً، اندلعت معركة أمن الدولة بدفع من الوزيرين فرعون وحكيم، وقد نجحا في فرضها كمادة للتفاوض.
وفيما دولتنا إلى تحلّل، يرسم الأكراد بدمائهم حدود دولتهم شمال سورية، وإن كان دون هذا الحلم الكثير من المطبّات القاتلة.
«ال بي سي»
«قمحة ولّا شعيرة؟» إنّه المثل الشهير بين التفاؤل والتشاؤم، فإذا كان قمحة، فإنّه يدلّ على التفاؤل أو الخير، وإذا كان شعيرة فإنّه يدلّ على العكس. لكن القمحة في لبنان لم تعد شعار الخير، بل وللأسف أصبحت شعار الفساد من الباخرة إلى الأهراءات إلى الأفران إلى المواطن.
القمحة أُثيرت قضيّتها منذ فترة وتكرّرت اليوم أمس ، لكن الطريف أنّه بدلاً من المعالجة، فإنّ القمح الفاسد شكّل مادة سجال بين وزراء الصحة والاقتصاد والزراعة، ما يشغل الناس عن القمح الفاسد ويلهيهم في السجال الوزاري المثلّث.
والقمح الفاسد لم يكن وحده المادّة السجالية بين الوزراء، بل إنّ إشكالية أمن الدولة بين رئيس الجهاز ونائبه شكّلت بدورها سجالاً من العيار الثقيل.
وفي معلومات خاصة بالـ»ال بي سي» أنّ الوزيرين ميشال فرعون وآلان حكيم أثارا القضية مع الرئيس سلام الذي بادر إلى الردّ بأنّ هذا الموضوع من خارج جدول الأعمال، ثم حاول مواصلة جدول الأعمال، لكن الوزير جبران باسيل، ووفق ما نُقل، رأى أنّ هكذا «ما بيمشي الحال». فحين يكون الموضوع يتعلّق بمسألة تخصّ المسيحيين «ممنوع الحكي فيّا»، ومن الآن وصاعداً لن يكون الحديث فقط عن الفئة الأولى في الإدارات الرسمية بل وصولاً إلى الفئة الرابعة، ردّ الرئيس سلام بنبرة مرتفعة ملوّحاً بوقف الجلسة.
وزير المال علي حسن خليل خاطب الوزير باسيل، معتبراً أنّه يتكلّم بمنطق الذميّة السياسية، فردّ عليه باسيل أنه إذا تكلّمنا بالذميّة السياسيّة فأنتم تمارسونها.
السّجال الثالث عنوانه النفايات، وما لفتَ فيه اليوم أمس حديث رئيس لجنة المال والموازنة عن ملائكة سوكلين في الحكومة.
قبل كل هذه التفاصيل، نشير إلى أنّ الأكراد افتتحوا تعديل خرائط المنطقة بإعلان النظام الفدرالي في مناطقهم.
«الجديد»
جلسةُ النفايات فَرَزت الخلافات وما طُمر في السرّ نُبش إلى العلن، تجاوزت الحكومةُ قطوعَ النفايات وكادت تسقطُ من على شفير الهاوية لو لم يتدخّلْ تمام سلام مهدِّداً برفعِها في جلسة اليوم أمس . ارتفعت سنابلُ القمحِ بينَ الصِّحةِ والاقتصاد، فعيّناتُ وائل أبو فاعور الصِّحية تُثبتُ وجودَ موادَّ مُسرطنةٍ في خُبزِنا كَفافِ يومِنا، وعينُ آلان حكيم التجارية ترصُدُ خُلوَّ القمحِ المستوردِ من الموادِّ الفتّاكة، وبين الإعلام والتربية كان سجالٌ من العيار الثقيل: الياس بو صعب وصف مجلسَ الوزراءِ بأنّه يسيرُ إلى الهاوية، ورمزي جريج يردّ: مَن يسيرُ إلى الهاوية هو أنت لا مجلسُ الوزراء. الردُّ على الردّ لم يتأخّر. لو كان جريج حاضراً جلسةَ الحكومةِ لأدرك عُمقَ الهاوية التي تحدّثت عنها، والكلامُ لأبو صعب. أمّا الأزمةُ التي أطلّت برأسِها من أمنِ الدولة فرُحِّلت إلى جلسةٍ مقبلة حِفاظاً على أمانِ السرايا. إذاً أم ُّالأزَماتِ سلَكت طريقَها إلى أبغض ِالحلول طمراً وبقي قليلٌ من الروتوش على الموقفِ الأرمنيّ، وغداً اليوم يبدأُ رفعُ النُفايات من على الطرقات إلى مزابلِ المطامر على أبيضَ «متوسّخ» خاضعٍ لاتفاقيةِ برشلونة الدّولية التي ستلاحقُ لبنانَ إلى آخرِ بِرميلِ نُفايات، وتمعّنوا في هذهِ الاتفاقية على حدِّ قولِ وزيرِ البيئة محمّد المشنوق الذي استفاق أخيراً على دورِ الأصيلِ في معالجةِ المشكلة بعدما سلّم أمرَه إلى الوكيل أكرم شهيّب موزّعٍ الحٍصص وعرّاب قِسمتِها. رَفع المشنوق صوتَه بعد اعتكافٍ وتنحٍّ، مطالباً الدولةَ بمراجعةِ قرار «بالموجود جود»، وذلك لبناءِ حلٍّ مستدامٍ كي لا يصبحَ المؤقّتُ دائماً. صام المشنوق دهراً، لكنّه والحقُّ يُقال نَطَقَ حقاً وسَطَ هذه الأجواءِ المعطوفةِ على فراغٍ قاتل وتمديدٍ غيرِ شرعيّ. خمسةُ أشهرٍ مرّت على عملِ اللَجنةِ النيابيةِ المكلّفةِ إعدادَ قانونِ انتخابٍ، إلّا أنّ تقريرَها اقتَصر على عَرضِ الآراء، وكي لا يُسجّلَ النوابُ أعلى نسبةٍ في البِطالةِ، رمى رئيسُ المجلسِ النيابيِّ ِ»بطابةِ» إلغاءِ الطائفيةِ السياسيةِ إلى المَلعبِ جنباً إلى جنبِ اعتمادِ نظامٍ نسبيٍّ إصلاحيٍّ، إلّا أنَّ المؤشراتِ تَدُلُّ على أنّ العجزَ عن إيجادِ قانون، يعزّزُ فُرَصَ بقاءِ قانونِ الستين الحاليّ، وحيَّ على التمديدِ الثالث.
«المستقبل»
وأخيراً ستخرج النفايات من أزقّة وشوارع بيروت وجبل لبنان، بعد طول انتظار وبعد قبول الأطراف المعنيّة.
الساعة الصفر اقتربت وفق مصادر وزارية معنيّة، غير أنّ قضية مديرية أمن الدولة كادت أن تُطيح بالارتياح الناتج عن الانتهاء من قضية النفايات بفعل السجالات الحادة بين عدد من الوزراء.
وقد وضع الرئيس تمام سلام النقاط على حروف هذه القضية، واعداً بإدراج مشروع المجلس القيادي لمديرية أمن الدولة، على جدول أعمال الجلسة المقبلة.
وفي ثنائية السجالات، واحدة بين الوزيرين رمزي جريج والياس أبو صعب، على خلفية القول بأنّ الحكومة كادت أن تقع في الهاوية.
وثانية بين الوزيرين ألان حكيم ووائل أبو فاعور بفعل الكلام عن قمح مسرطن، وهو ما نفاه حكيم انطلاقاً من تحاليل أجراها معهد البحوث الصناعية.
في سورية تطوّر بارز تمثّل بإعلان الأكراد النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد خلال اجتماع عُقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة. وقد ووجِه الإعلان بالرفض، الأمر الذي سيفتح المجال لمزيد من الصّراعات والمواجهات.