الدعايات المشبوهة لبعض الدول تهدف إلى الفتنة

أكّد وزير الخارجية الإيرانية السابق كمال خرازي، أنّ الجمهورية الإسلامية ترمي دوماً إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين، منبّهاًً إلى أنّ «الدّعايات المغرضة والمشبوهة التي تصدر من قِبَل بعض دول الأطراف تهدف إلى إيقاع الفتنة».

زار خرازي يرافقه سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي ووفد مرافق، «تجمّع العلماء المسلمين»، وكان في استقبالهم رئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ أحمد الزين، ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله، وأعضاء مجلس الأمناء والهيئة الإدارية.

بدايةً تحدّث الزين شاكراً «للجمهورية الإسلامية الإيرانية أفضالها التي ابتدأت منذ عدّة عقود من الزمن بقرار من السيد الإمام الخميني بإقامة وتأسيس تجمّع العلماء المسلمين في لبنان، واستمر هذا التأييد وهذه المؤازرة من قِبَل السيد علي الخامنائي، ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكريمة».

أضاف: «أنّنا في هذا اللقاء الطيب نعبَّر عن وفائنا وولائنا وحبّنا وتقديرنا للجمهورية الإسلامية بقيادة السيد الخامنائي».

بدوره قال عبد الله: «نحن ننظر إلى مسيرة الجمهورية الإسلامية باعتبارها مسيرة تكامليّة يكون لكل مرحلة فيها أثر في المحصلة النهائية».

أضاف: «لقد كان للتجمّع إبّان ممارستكم لمهامّكم في وزارة الخارجية علاقة مميّزة معكم ساهمت في تطوير عمل التجمّع من خلال دعمكم على كافة المستويات».

وأشار إلى أنّ التجمّع «حافظ على خطّه الوحدوي ووقوفه في وجه الفتنة»، لافتاً إلى «دوره المشهود في عملية تحرير لبنان في العام 2000 من رجس العدو الصهيوني وفي انتصار العام 2006».

وتابع: «كنا وما زلنا ندعم المقاومة من خلال تحريض الشباب المسلم المجاهد على الجهاد والقتال ضدّ العدو الصهيوني وصنيعته العدو التكفيري اليوم»، وقال «لقد وفِّق «التجمّع» في أن يكون له خلال السنوات الماضية إسهامات واضحة في تأسيس اتحاد علماء بلاد الشام برئاسة الشيخ محمد توفيق رمضان البوطي والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الذي يرأسه العضو المؤسّس في التجمّع الشيخ ماهر حمود.

كما وكان لنا الأثر البارز في تأسيس هيئة دعم المقاومة في فلسطين، ونشاطات وجمعيات أخرى».

أضاف: «لم يقتصر عملنا على الصعيد الإسلامي، بل انطلقنا للحوار الإسلامي – المسيحي، وكان لنا لقاءات في الفاتيكان مع لجنة الحوار الإسلامي المسيحي، وهنا في لبنان لدينا هيئة حوارية إسلامية مسيحية اسمها «اللقاء التشاوري الإسلامي المسيحي»، الذي يضمّ ممّثلين عن الطوائف الروحية الإسلامية والمسيحية في لبنان كافة».

ثمّ تحدّث خرازي، الذي اعتبر «هذا التجمّع ثمرة من القرارات الصائبة التي اتّخذها الإمام الخميني»، موضحاً أنّه «منذ انطلاق الثورة الإسلامية اتّخذ الإمام الخميني قراراً بتأسيس وإنشاء العديد من المؤسسات والمنظمات التي لعبت لاحقاً دوراً كبيراً في إيران، نعتزّ ونفتخر بالإمام الخميني الذي اتّخذ هذا القرار في تلك السنوات من إنشاء تجمّع العلماء المسلمين الذي يضمّ نخبة من علماء المسلمين سنّة وشيعة، الذين يعملون جنباً إلى جنب في مجال تعزيز وترسيخ الوحدة الإسلامية، وهذا الأمر هو أكبر دليل على أنّ الجمهورية الإسلامية ترمي دوماً إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين»، لافتاً إلى «الدعايات المُغرضة والمشبوهة التي تصدر للأسف الشديد من قِبَل بعض دول الأطراف في هذه المرحلة، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى إيقاع الفتنة وإلى التباعد في ما بين المسلمين».

ولفتَ إلى أنّ «هناك مسؤولية جسيمة مُلقاة على عاتق هذا التجمّع، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار الفتنة في ظل السنوات القليلة الماضية، وفي ظل هذه التطورات السريعة المتلاحقة التي شهدنا من خلالها وجود شعارات التطرّف والتكفير والإرهاب الذي يعمل على العبث بمقدرات الإسلام والمسلمين في شتّى أنحاء العالم الإسلامي. هذه المسؤولية هي عملية التنوير، وعملية توعية الرأي العام على مستوى الجمهور المسلم السنّي والشيعي. هذا الأمر من أهم الواجبات المُلقاة على عاتق علماء الإسلام، ولا شكّ بأنّ هذا التجمّع بإمكانه أن ينهض بمثل هذه المسؤولية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى