رياضيات في الكلام

رياضيات في الكلام

من يكثرون الحديث عن الحق والمنطق لتبرير قرارات تلحق الأذى بأنفسهم، خلقوا بعقل بلا قلب، ومن يُكثرون التذرّع بالمنطق والعقل لتبرير مواقف تلحق الأذى بسواهم، هم بلا قلب وبلا ضمير، ومن يكثرونه لمواقف تؤذيهم وتؤذي سواهم، لا عقل لهم ولا قلب ولا ضمير .

إذا وقع المرء في تعداد المعايير في سلوكه الشخصي إزاء ردود فعل على فعل واحد صدر من أشخاص مختلفين، فهو شخص طبيعي لأننا نحاسب الفاعل ونتفاعل معه، وما له وما عليه في الذاكرة لا مع الفعل. هنا القلب يقرّر، أما إذا صدر الأمر نفسه عن حاكم نحو مواطنيه، أو قاض في ميزان العدل، فذلك فساد في النفس وسقوط للشرعية والأخلاق. وإن فعلت الدول مع سياساتها ذلك فهو النفاق بعينه وضياع ميزان العدل وسقوط القيم والمعايير والقانون .

الماء والنار والتراب والهواء مكوّنات الحيلة والإنسان وفقاً لنظريات الإغريق. فالماء والتراب صنعة الجسد، والنار والهواء حرفة الطباع، وهذا مردّه عندهم أن هناك طبع حار أصله النار، وطبع متقلّب أصله الهواء، وأما الجسد فهو تراب وماء، عطش وارتواء، وجبلة طين كانت وجبلة طين تعود. أما الكارثة فتقع عندما يصبح الجسد من نار وهواء، فيصير الجسد شيطانياً، لأن إبليس من نار وهواء، ويصير الطبع تراباً وماء، أي يصير العقل سيلاً متبدلاً متقلباً كنهر لا مستقرّ لمائه وكشكل يتخذ من لون ما يحتويه من إناء وشكله. ويصير القلب تراباً لا حراك ولا روح، أي جماد الجماد لا حياة فيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى