نصرالله يضع معادلة ردع «مصيرية» للعدو «الإسرائيلي»: المفاعلات النووية داخل المدن في مرمى صواريخ المقاومة باقون في سورية لمنع سقوطها بأيدي «داعش» و«النصرة» والسعودية تعطّل الحل السياسي وتشنّ حرباً على إيران
وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معادلة ردع جديدة للعدو «الإسرائيلي» من شأنها وضع مصيره ووجوده برمّته بين صواريخ المقاومة وأسلحتها المتطورة في حال شنّ العدو أيّ عدوان على لبنان. فقد أكّد السيد نصرالله أنّ المصانع البيولوجية والمفاعلات النووية ومستودعات الرؤوس النووية الموجودة داخل المدن أو الملاصقة لها ستكون أهدفاً مُحقّة للمقاومة، وأشار إلى أنّ «لدينا لائحة كاملة بالمصانع والمخازن والمراكز وإحداثيّاتها الدقيقة» مؤكّداً أنّ كلفة الحرب ستكون باهظة على «إسرائيل» و«سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء، فالمقاومة مستهدفة «إسرائيلياً» وعربياً».
وفي الشأن السوري، شدّّد السيد نصرالله على أنّ «الذي يعطّل أي تقدّم في الحل السياسي هو السعودية وهي ترفع سقف الشروط، لأنّها لا تريد «أن تنطلق العملية السياسية في سورية». وأعلن أنّ كل ما «يُقال عن انسحابنا من سورية غير صحيح»، لافتاً إلى أنّ «بقاءنا في سورية مرتبط بهدف، ونحن نُساهم في منع سقوط سورية في أيدي «داعش» و«النصرة»، مؤكّداً أنّه إذا سقطت سورية بأيدي هؤلاء «ستذهب سورية ويذهب لبنان».
كلام السيد نصرالله جاء في مقابلة مطوّلة مع قناة «الميادين» مع الزميل غسّان بن جدو مساء أمس، استبعد في مستهلّها قيام عدوان «إسرائيلي» أو حصول حرب في المدى المنظور، مُعرباً عن اعتقاده أنّ «إسرائيل» لن تُقدم على حرب من دون موافقة أميركيّة، مشيراً إلى أنّ «التجارب السابقة تؤكّد ذلك، وحرب تموز كانت بطلب أميركي من إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بهدف تغيير الشرق الأوسط».
وإذ أوضح أنّ «إسرائيل لا تشنّ حرباً إلّا بإذن أميركي»، استبعد أن تُعطي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إذناً بالحرب لأنّها إدارة راحلة، وأي حرب «إسرائيلية» على لبنان هي مغامرة ونتائجها مجهولة».
وأشار إلى أنّ «بعض العرب يعملون عند «إسرائيل» ومنها أنظمة وجواسيس، هذه الأنظمة واضحة ومعروفة، و«الإسرائيلي» عنده حسابات ويعمل لمصلحة كيانه، وبالتالي الحرب يجب أن يكون لها أهداف وتحقّق نتائج، والكلفة بالنسبة لـ«إسرائيل» مهمّة جدا،ً سواء البشرية أو المعنوية أو الاقتصادية».
ولفتَ السيد نصرالله إلى أنّ «المقاومة من خلال جهوزيّتها وعقلها وميدانها وموقفها أوصلت «الإسرائيلي» للتأكّد أنّ أي حرب على لبنان كلفتها باهظة، وعليه أن يوازي بين الجدوى والكلفة»، موضحاً أنّ «إسرائيل حريصة على أرواح المستوطنين وهذه نقطة ضغط يمكن استخدامها، فـ»الإسرائيليون» يعرفون أنّ المقاومة تملك صواريخ فعّالة يمكن أن تصل إلى أي نقطة في فلسطين المحتلة، ونحن نتكلّم عن حرب ندافع فيها عن بلدنا وشعبنا وأهلنا، أي نحن في حالة مُعتدى عليها. إذاً، عندما نكون في هذا الموقع ونريد أن ندافع عن بلدنا و«الإسرائيلي» يقول إنّه يريد ضرب البنية التحتيّة وإعادة لبنان 300 سنة الى الوراء، فنحن نؤكّد أنّنا لسنا ضعفاء».
وأشار إلى أنّ «المشكلة ليست في خزانات الأمونيا في حيفا فقط، فهناك أيضاً مصانع، و«الإسرائيلي» يبدو أنّه إمّا يملك ضمانات دولية وعربية أو حسن ظنّ بالأنظمة العربية، وأنّ هذا الكيان لا يتم استهدافه بصواريخ حقيقية فبنى مصانع بتروكيميائية ومصانع ذات طابع بيولوجي، مفاعلات نووية، مستودعات لما يبقى من النووي، ومستودعات لرؤوس نووية، وهذه المصانع والمفاعلات موجودة داخل المدن أو بجوارها، وبعضها ملاصق للمدن، وهذه أهداف فإذا قام «الإسرائيلي» بتدمير بنيتنا التحتية فحقّنا ضرب أي هدف يمكن أن يردع العدو».
أضاف: «لنتفرض أنّنا ضربنا هذه الأهداف، الكيان الصهيوني إلى أين سيعود؟ وعندما تكون هذه المراكز داخل المدن ومن حقّنا أن نقصف المدن، «الإسرائيلي» هنا سيقوم بالحسابات، ونحن لدينا لائحة كاملة بالمصانع والمخازن والمراكز وإحداثياتها الدقيقة، مع الإمكانات المتوافرة للمقاومة لا شيء سينفع، و«الإسرائيلي» يعرف أن كلفة الحرب باهظة».
وأعلن أنّ أي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء، فالمقاومة مستهدَفة «إسرائيلياً» وعربياً، ونحن بعد التوكّل على الله، نعمل بجديّة ونستبعد حصول حرب»، مؤكّدا أنّه «لنا قدرة على أن نضرب أي هدف داخل فلسطين المحتلة».
وأشار إلى أنّ «هناك معاهد بيولوجية تصنع ما تحتاجه أو تصدّره. وعندما أنظر إلى الكيان أقول هم يعرفون أنّ الحكومات العربية لديها صواريخ دقيقة، كيف بنوا المفاعل والمصانع داخل المدن؟ كيف قاموا ببنائها في المدن؟ لا أفسّر ذلك سوى بالضمانات المقدّمة من بعض الأنظمة العربية».
وأعاد الأمين العام لحزب الله التذكير بأنّ «الإسرائيليين في حروب تموز وغزة قالوا إنّ بعض المسؤولين في الحكومات العربية طلبوا أن لا تقف الحرب، و«الإسرائيلي» يعرف رغبات بعض الأنظمة العربية»، وأكّد أنّ «من حق المقاومة أن تمتلك سلاح ردع لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية».
ودعا السيد حسن نصر الله إلى تأمين سلاح إسقاط طائرات الاستطلاع للجيش اللبناني، «لكن هذا الموضوع ممنوع»، وأشار إلى أنّ استمرار الطائرات «الإسرائيلية» بالاستطلاع هو من جملة التحضير لأي عدوان.
أخطر من الإنترنت
وقال السيد نصر الله، إنّ «الاختراق الإسرائيلي للإنترنت في لبنان خطير جداً»ً، وإنّ هناك «استباحة إسرائيلية لسماء لبنان ليلاً نهاراً، واختراق طائرات الاستطلاع للأجواء اللبنانية أخطر من اختراق الإنترنت».
وشدّد على أنّ «الردّ على أي اعتداء «إسرائيلي» سيكون بما يخدم أي هدف لحماية البلد، وعلى «الإسرائيلي» أن يتوقع أي شيء منّا»، وقال إنّ «الإنجاز الكبير للجيش والشعب والمقاومة لن نفرّط به، ولن نقبل أن يأتي «الإسرائيلي» ويقوم بمعادلة جديدة، وأي خطوة هي مغامرة غير محسوبة»، وأضاف: «الآن في كيان العدو هناك من يفكّر بهذه الطريقة، ولكن أنا أقول لهم أنتم مخطئون ونحن لا نقبل بمعركة بهذا النوع، ولا نقبل بالحلول الوسط».
وردّ السيد نصرالله على من يقول إنّ حزب الله مشغول في سورية، فأكد أنّ «لدينا فريق يعمل فقط على الموضوع «الإسرائيلي»، وكل ما يقوله الإسرائيلي»، وأضاف أنّ «رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» غادي آيزنكوت الآن يستكمل الخطط، ونحن نواكبه معلوماتياً»، وأشار السيد حسن نصر الله إلى أنّه ليس معنيّ بأن يكشف عن سلاح المقاومة، و«لكن من حق المقاومة والجيش اللبناني والشعب وجيوش المنطقة أن تملك أي سلاح يمكّنها من الدفاع عن وجودها وسيادتها»، وقال إنّ معادلتنا واضحة «أيّ اعتداء على لبنان سيُقابل بالردع المناسب»، وإنّ «لا أحد منّا يقدّم ضمانات، ولسنا في موقع تبادل رسائل مع العدو «الإسرائيلي»، ولسنا معنيين بتقديم أي جواب، ونحن لا نقدّم ضمانات أمنية للعدو بل نقول له لا تعتدي».
محور المقاومة
وفي الموضوع السوري، شدّد السيد نصر الله على أنّ محور المقاومة «موجود فيه المقاومة اللبنانية والفلسطينية، سورية، العراق، إيران ومعنا جزء من الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، وهو قناعتهم وثقافتهم ووجدانهم»، وأضاف أنّ «توصيف المحور بالكامل غير دقيق، مثلاً بعض المحلّلين السياسيين كانوا يعتبرون أنّهم لقطوا شيئا على المقاومة بأنّ روسيا تتواصل مع «إسرئيل»، روسيا دولة كبيرة وإحدى القوى العظمى ولها علاقاتها ومصالح تتقاطع مع قوى إقليمية، ولكن لا نصنّف روسيا بأنّها جزء من محور المقاومة وهي لا تصنّف نفسها بذلك».
وأشار إلى أنّ في سوريا «نحن وإيران وروسيا في موقع واحد في مجمل المعركة، وهناك تواصل على مختلف الجبهات».
وعن قرار موسكو سحب جزء من قواتها من سورية، قال السيد نصر الله إنّ «البعض في العالم تعاطى بأنّ القرار الروسي في المجيء إلى سورية كان قراراً مفاجئاً، ولكن هذا الأمر كان يُناقش مع القيادة السورية والإيرانية، ونحن كنّا على اطّلاع بهذه النقاشات، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أخذ قراره بدخول المعركة لم يكن قراراً مفاجئاً لإيران أو لسورية، بل نوقش على أعلى مستوى».
وأعلن السيد نصرالله أنّ الانسحاب الروسي من سورية هو انسحاب جزئي شبه كبير، وقال «حجم الموضوع أنّ قوة روسيّة جاءت ضمن تصور عسكري معيّن لاستعادة مناطق وتغيير المعادلة وتواكب عمليات الجيش السوري وحلفائه، ولكن عندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية حصل تهديد روسي بمنع خرق أي طائرة تركية للأجواء السورية وكان يمكن أن يحصل صِدام تركي روسي، وهذا الأمر دفع بروسيا أن ترسل قوة عسكرية لم يكن مقرّر لها أن تأتي، الأتراك التزموا ضوابطهم وتمّت معالجة الموضوع وتهدئته، والآن لم يعد هناك حاجة لبقاء هذه القوة».
ولفتَ السيد حسن نصر الله إلى أنّ «النقاش بين العراق وروسيا وإيران كان على مستوى القيادات العليا ووزارات الخارجية ورئاسات الأركان، وتمّ تشكيل غرفة عمليات وطوارئ في بغداد فيها ممثّلون عن العراق وروسيا وإيران وسورية نتيجة النقاشات»، وقال إنّ «هناك اتّصالاً مباشراً مع روسيا، ولكن لا ندخل معها في نقاشات عسكرية سياسية استراتيجة، نحن دورنا مساعد ولا ندّعي أكثر من ذلك».
وذكر السيد حسن نصر الله، أنّ «الأميركي يُريد حلّاً سياسياً يخدم أهدافه وأهداف حلفائه، وهذا الهدف هو تغيير النظام والسيطرة على سورية حتى تصبح سورية دولة تابعة»، وقال إنّ «إيران تريد حلاً سياسياً في سورية وكذلك القيادة السورية، ولكن الطرف الآخر كان يرفض بشدّة»، ولفتَ إلى أنّ «الأميركي أيقن أنّه بالوسائل العسكرية لا يمكن الوصول إلى حل في سورية، والبديل على الأرض هو «داعش» و«النصرة».
وأكّد السيد نصر الله أنّه «لا يصحّ أن يُمليَ الخارج على سورية الحل السياسي، بل يجب تركه للسوريين أنفسهم»، ولفتَ إلى أنّ «الأتراك يمكن أن يكونوا أكثر واقعية من السعوديين حيال شرط رحيل الرئيس بشار الأسد، وشدّد على أنّ «الذي يعطّل أي تقدّم في الحل السياسي هو السعودية، والذي يعقّد الأمور ويرفع سقف الشروط هو السعوديّ الذي لا يريد أن تنطلق العملية السياسية في سورية».
وأعلن السيد حسن نصر الله أنّ «الذي يعتبرنا إرهاباً هو آل سعود وليس السعودية. وأضاف: «القرار اتُّخذ بسبب التراكم، المشروع السعودي في لبنان أُنفق عليه الكثير من المال، منذ عام 2005 من أجل إنهاء حالة المقاومة وحرب 2006، السعودي كان يعمل على أن تستمر الحرب وتحقّق هدفها ونحن لدينا معطيات».
السعودية تهدّد من يعارضها
وقال إنّ «العراق لم يستطع المجاملة في قرار مجلس التعاون الخليجي لأنّه كان مستهدَفاً، قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله إرهابياً هو قرار سعودي أولاً، والباقون يرضونها. السعودية تملك سطوة المال والإعلام والفتوى، أي التكفير الديني والتكفيريين، وتهدِّد بها من يعارضها».
وقال السيد نصرالله «مشروعهم في سورية فشل وفي العراق فشل، وأيضاً في اليمن فشل، السعودية عملت على مسح النظام الإيراني بإنفاق 200 مليار دولار في الحرب الصدّامية على إيران»، وقال «هناك حرب سعودية على إيران لا علاقة لها بالتشيّع». وأضاف: «الفشل الأخير، كل الدنيا تعرف أنّ النظام السعودي عمل كي لا يحصل الاتفاق النووي وعندما حصل عمل على عدم توقيعه، والنظام السعودي سيعمل حتى لا ينفذ هذا الاتفاق».
وأكّد السيد نصر الله، أنّ «حزب الله له مكانة في العالم العربي والإسلامي، نحن لنا صدى في كل العالم، والنظام السعودي لا يتحمّل أن ينتقده أحد»، وقال: «جريمة الشيخ نمر النمر هي أنّه كان ينتقدهم فقط، النظام السعودي لا يتحمّل الرفض والمعارضة، يخاف من كلمة الحق، وبالتالي كيف سيُسكت حزب الله؟ لجأ النظام السعودي إلى مجموعة خطوات ومنها الضغط على اللبنانيين ووضعنا على لائحة الإرهاب».
لم نُرسل سلاحاً إلى البحرين
وأعلن السيد نصرالله، أنّ «كل ما قيل في موضوع البحرين عن أنّ حزب الله سلّح أحداً في البحرين هو اتّهام كاذب، نحن لم نرسل سلاحاً إلى البحرين، لم ندرّب ولم نشكّل أي خلايا إرهابية في البحرين، فلو قمنا بذلك لكان الوضع مختلفاً». وقال: «نحن كنّا ندعو الشعب البحريني إلى السِّلميّة واتّباع القيادة العلمائية، نحن لم نشارك ولم نساعد ولن نتدخّل، وأيّ تهمة تُوجّه لحزب الله بهذا الموضع تهمة كاذبة وظالمة، وإذا بُني القرار العربي على هذا الأمر فهو قرار باطل، وأقول لوزراء خارجية العرب وداخلية العرب أن يدققوا بالأمور».
ولفتَ السيد نصرالله إلى أنّ الحزب لا يريد صِداماً مع أحد، وقال: «نحن نقاتل «إسرائيل» في المنطقة الحدودية، جاء من يستهدف محور هذه المقاومة فاضطررنا أن نذهب إلى سورية للمواجهة».
وأكّد السيد نصر الله، أنّ «السعودية لا تريد الحوار، الإيرانيون دائماً يريدون حواراً مع السعوديين، وفي أول مؤتمر صحافي له أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّنا نريد حواراً مع السعودية وطلب زيارة السعودية ولكن لم تحدّد له الزيارة، السعودي لا يريد حواراً مع إيران ولا ومع سورية ولا مع حزب الله. عندما رأى الخسارات الفادحة في المنطقة هل يذهب من موقع الضعيف؟ نحن ندعو إلى كل أشكال الحوار، ولكن المشكلة هو أنّه يوجد نظام على درجة عالية من الغضب يقوم بمعركة مع حزب».
وتمنّى السيد نصر الله على الجميع عدم تحميل الناس مسؤولية، وقال: «منذ بضعة أيام قيل أنّ مجموعة اعتُقلت في الكويت تهرّب مخدرات ولكن هذا «حكي فاضي»، سيتمّ تركيب اتهامات لأناس مظلومين لأنّ هذا جزء من سياق المعركة. العرب في الجاهلية الجهلاء لم يكونوا يعملون بهذه الطريقة».
وأوضح أنّ علاقة الحزب مع كل الفصائل الفلسطينية ممتازة، وقال إنّ «منشأ العلاقة أنّ هذه الفصائل لها موقف واضح ومحسوم من «إسرائيل»، نحن تحالفاتنا على أساس سياسي، ولم تقم على أساسي ديني أو فكري. وهذا تكوين 8 آذار، هناك قوى سياسية وطنية عروبيّة كانت أقرب إلينا من بعض الإسلاميين المفترضين».
علاقة قديمة مع روحاني
وشدّد السيد نصر الله على أنّه «منذ اليوم الأول لعودة سعد الحريري شنّ هجوماً على حزب الله، الحوار موجود بين حزب الله و«المستقبل»، لكن لم نرَ إيجابية. هم يحاولون جمع الوضع اللبناني والطّلبات السعودية».
وعن العلاقة مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، قال السيد نصر الله إنّ «علاقتنا مع روحاني قديمة، والجمهورية الإسلامية، نظاماً وقائداً وحكومة ما تكنّه لحركات المقاومة وخصوصاً حزب الله لا شكّ فيه، وأنا التقيت روحاني في إيران بعد انتخابه، وكان لقاءً موسّعاً وتمّ التأكيد فيه على العلاقة القديمة في ما بيننا».
وتابع أنّه «منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وكان الإمام الخميني موجوداً، كان هناك تيارات سياسية متفاوتة في وجهات النظر، من بينها الموضوع الاقتصادي والسياسات الخارجية، ولكن في موضوع القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال «الإسرائيلي»، لا خلاف بين هذه التيارات بل إجماع على المستوى السياسي والرؤية العقائدية، وهناك علاقة وطيدة قديمة ومودّة بين حزب الله والقيادات المختلفة في هذه التيارات، يهمّنا إيران الداعمة للقضية الفسلطينية».
وأعلن السيد نصر الله أنّ كل ما «يُقال عن انسحابنا من سورية غير صحيح، بقاؤنا في سورية مرتبط هدف، ونحن نساهم في منع سقوط سورية في أيدي «داعش» و«النصرة»، وكان واضحاً أنّ هذه الجماعات لا تتحمّل انتخابات ولا ديمقراطية، ويكفِّرون من يقف على صناديق الانتخابات، وإذا سقطت سورية في يد «داعش» و«النصرة» ستذهب سورية ويذهب لبنان».
وقال «نحن ذهبنا لهذا الهدف، وطالما هذا الهدف يحتاجنا سنكون حيث يجب أن نكون، نحن حزب الله قدرنا ووظيفتنا ومصيرنا ومصير أخواننا في سوريا واحد»، وأضاف: «نحن نريد حقن الدماء وأن تُحقّق بعض مطالب المعارضة المحقّة».
وأشار إلى أنّ زيارة وفد حزب الله إلى القاهرة كانت فقط للتعزية برحيل الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، وقال: «إنّ الراحل طلب لقائي بعد استشهاد ابني هادي وكان لقاءً مؤثّراً أعقبته سلسلة لقاءات».
ولفتَ السيد نصر الله إلى أنّ «العلاقة استمرت مع الراحل الكبير هيكل حتى بعد ذهاب حزب الله إلى سورية، ودافع عنّا في أصعب الظروف»، وأكّد أنّ «برحيل هيكل يخسر العالم العربي البقية الباقية ممّن صمد في وجه المال والترهيب والتكفير».