مقدمات نشرات الأخبار ليوم الاثنين 21/03/2016
مقدمات نشرات الأخبار ليوم الاثنين 21/03/2016
المنار
اخترقوا الدولةَ وتخَطّوا أجهزتَها، ولم يَجِدوا من يضعُ الحدَّ حتى في الزعرور. إنّها شبكاتُ الإنترنت اللاشرعية بغضِّ طرفِ الشرعية، والتجسُّسية بعلمِ أو بغيرِ عِلمِ أصحابِها. في كلِ حلْقَةٍ من مسلسلها جديد، وأبطالٌ يَظهَرونَ، وآخرونَ يسقُطون.
جمعت لَجنةُ الإعلامِ والاتصالاتِ اليومَ أمس المعنيينَ، ناقَشَتِ الفضيحةَ الوطنية، وطلبَت من الحكومةِ جلسةً تخصّصية كشفَ رئيسُها النائب حسن فضل الله الجديدَ عن أليافٍ ضوئيةٍ مُدَّت لصالحِ الشركاتِ بحراً وبرّاً وجواً عبرَ أعمدةِ الدولة، وعلى أعينِ أجهزتِها المعنيّة، وربما بعلمِ بعضِ الجهاتِ البلدية.
اختراقٌ طُوِّقَ أمنياً بحَسَبِ وزيرِ الاتصالات بطرس حرب، والأملُ بألّا يُطوى قضائياً بإيعازاتٍ سياسية، فما علِمَتهُ المنارُ عن حادثةِ تفكيكِ أجهزةِ البثِّ غيرِ الشرعيِ في الزعرور لا يَشي بالخير.
مسلّحونَ معروفونَ طوّقوا فرقةَ أوجيرو المحميةَ بفرقةٍ من الدرك، صادروا الأسلحةَ الأميريةَ والأجهزةَ التي فَكَّكوها، واحتجزوهُم لساعاتٍ قبلَ أن تُفرِجَ عنهُمُ الاتصالاتُ بينَ الدولةِ الشرعيةِ ورُعاةِ الشبكاتِ غيرِ الشرعية.
فأينَ وِزارَتا الداخليةِ والاتصالات؟ وأينَ النيابتانِ العامّةُ والمالية؟ وأينَ أوجيرو الجهةُ المعنية؟ ولماذا الصمتُ عن هذهِ الفضيحةِ الإضافية؟
في الإقليمِ لا صمتَ بعدَ اليوم قالَ الروسُ حمايةً للهدنة، فالردُّ على الخروقاتِ سيكونُ ابتداءً من الغدِ طالما رفضَ الأميركي بحثَ آلياتٍ للمراقبة.
ورغمَ كلِ الأحداثِ التي ترصدُها أعينُ الرقابةِ في لبنانَ والمِنطَقَة، نافذةٌ ترقَبُها القلوبُ والأيام، وتلجأُ إليها العقولُ والآذان، إنَّها الامُّ.. في عيدِها كلُ الخيرِ وأجملُ التحايا، وكلَّ عامٍ وأنتنَ بالفِ خير.
أن بي أن
الأمن هاجس دولي في ظل تدرّج الإرهاب بالتمدّد في دول المتوسط وأوروبا، ومن هنا سُجّل حراك باتجاه لبنان من الممثّلة الأوروبية التي سألت عن مستجدات الرئاسة اللبنانية إلى الداخلية الألمانية وصولاً إلى الزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
دعم دولي للبنان لا يعفي اللبنانيين من السؤال عن مسار انتخابات رئاسة الجمهورية، فالساحات الإقليمية مجهولة بأحداثها، وتركيا دخلت في نفق أوله «داعش» وآخره الأكراد، وما بينهما هواجس تركية مفتوحة من الداخل إلى الحدود، فإلى أين تمضي تركيا؟ سؤال لم تحدّد أنقرة الإجابة عنه بعد لانشغالها بملاحقة انتحاريين أو بمواجهة متمرّدين، وعلى حدودها تطوّرات سورية متسارعة شهدت زخماً روسياً متجدّداً بإعلان موسكو الاستعداد ولو منفردة لصدّ المسلحين الذين يخرقون الهدنة في سورية.
في جنيف انتظار المحادثات، وفي الميدان تكثيف المواجهات مع تنظيم «داعش»، ما يعني أنَّ لا تراجع لا في سورية ولا في روسيا عن المعادلات المرسومة.
لبنانياً، تفاصيل بالجملة من قضية قمح لم يعرف المواطن إذا كان سليماً أم مُسرطناً، اجتماع وزارة الزراعة اليوم أمس أوحى بالتوافق، وحضن وزيرا التقدمي الاشتراكي وزير الكتائب الاقتصادي «وطلع الحق عالطليان وعالمخازن» التي تحتاج لتأهيل.
في مجلس النوّاب كانت لجنة الاتصالات والإعلام تضع يدها على شبكة الإنترنت غير الشرعي تراقب لتحاسب. جهود الوزارة الوصيّة أقنعت النوّاب بتفكيك أخطر شبكة إنترنت توصل المناطق والمؤسسات وتخرق الخصوصيات، تأخّر اكتشاف الشبكة لكن المعالجة أتتْ، فمتى تنكشف كل الخبايا وتحلّ باقي المعالجات؟
أو تي في
في بيت ما من بيوتنا يرنّ هاتف الوالدة. هو ابنها من الخارج يتّصل معايداً عبر تقنية تطبيقات الهواتف الذكية. تحاول بلهفة الإجابة، فتجد أنّ الاتصال انقطع. بين إنترنت شرعي وآخر غير شرعي تضيع المسؤولية قبل أن يعاود الابن الاتصال… أمنيات ومعايدات، سلام وكلام، والأم تحاول بشوق إقناع ابنها بالعودة إلى بلد الأرز. تجترح الفكرة تلو الأخرى لحثّه على الرجوع! تخبره أنّ نفايات الأشهر الماضية بدأت تُزال علّه يتشجّع، فيسألها: وماذا عن أمراضها وجراثيمها، ومن يضمن طرق معالجتها اليوم؟ تخبره أنّ المثل يقول إنّ زؤان بلاده ولا قمح الغريب، فيسأل عن اللجنة الوزارية التي بحثت، من دون إجابات واضحة، في ملف القمح المُسرطن… تخبره أنّ الاستقرار السياسي يشجّع على الاستثمار، فيسألها بأي نظام تتفاءل، فيما مسيرة التهميش والإقصاء ماضية في نحر الشراكة، وكمُّ أصوات الشعب، مصدر السلطات، مستمر؟ تدمع الأم ولوعتها مفهومة ومبرَّرة. ما كانت هذه البلاد التي تمنّت أن تورثها لأبنائها. تصمت للحظات… ترفض أن تستلسم، فتسأل الابن هل سيمضي العمر كاللّاجئ بلا هوية وجذور، من دون أن يقاوم ليسترجع حقه؟ وتختم مؤكّدة بحدس الأم الذي لا يُخطئ: صحيح أنّ الوضع صعب، لكن التغيير وارد، وخلف كل عاصفة لا بدّ من ربيع. لا كربيع السنوات الخمس في عالمنا، بل ربيع الحق والمساواة والعدل… تماماً كالعدل الذي تنتظره أمهاتٌ ضحايا في يوم عيدهنّ!
الجديد
قرّرت محطةُ الزعرور أن تَزرَعَ أدمغةً على شبَكةٍ عُلويةٍ تالفة فشغّلت أليافَها الفكريةَ نحوَ الجديد، في انزلاقةٍ ستُمسكُ بها مِن أعلى جبلِ الباروك إلى مرتفعاتِ صِنّين، الـ»أم تي في» مرُّكُم لن نُحَلِّيَهُ في مقدّمةٍ اعتدناها رفيعةَ المَقام والمَقال، لكنّكم أردتُم اعتذاراً فلْيكن! نعتذِرُ أولاً إلى الناس على إضاعةِ وقتِهم في قضيةٍ لا تَمُتُّ إلى أوجاعِهم بصِلة، ونعتذِرُ ثانياً إلى السيد ميشال غبريال المر لأنّنا سنفتحُ مِلفاً سيُدخِلُه شبكةً مغلقة تلتّفُّ حولَه أو ما يُعرفُ بالسِّجن سايرتْك الدولةُ أم هادنَك قضاء أو صمَتتْ قُوى أمنٍ عن تجاوزاتِك. هذا أمرٌ لن يوقِفَنا عن كشفِ أليافِك في الأعالي وتهديدُكم برفعِ دعاوى ليس له سوقٌ رائجة عندَنا ونحن الذين قاومنا محاكمَ دَوليةً في عُقرِ ديارِها وخرَجنا بعلامةِ نصر. سوف نعتذِرُ لأنّ الجديد كانت في صفوفِ المدافعينَ عن حريةِ الـ»أم تي في» في وجهِ السوريِّ واللبنانيِّ معاً يومَ قرّر المُرّيّونَ مهادنةَ غازي كَنعان والرّقصَ معَ نجومِ الوصاية. حينذاك وقفت الجديد حيثُ انحنى الآخرون. كانت قد بدأتْ أليافُهم تدخُلُ سوقَ «المدينة» من بواباتِ ما بينَ النهرين. تلك المعركة خُضناها حِفاظاً على سلامةِ وكرامةِ بلدٍ كانَ مخطوفاً، ولن يُسمَحَ اليومَ لأيِّ متسلّقِ شبكةٍ بأن يُلغيَ هذا التاريخ. وحتّى الأمسِ القريب كُنّا نتطرّقُ إلى مِلفِّ الإنترنتِ غيرِ الشرعيِّ وربطِه بـ«إسرائيل» مِن بابٍ صحافيٍّ مِهْنيٍّ ووطنيٍّ صِرْف، ولم نَخُضْ حروباً لتحقيقِ منافعَ خاصة، وليس لدينا مطالبُ «مزفتة» ولا مكاسبُ خاصة، وما عرَضناه أولَ أمس السبت جاء من زاويةٍ مِهْنية مُستعرضاً أسماءَ شرِكاتٍ ومالكيها قد يَرِدُ فيها صحّ وخطأ، وقد تتلطّى الأسماءُ الكبرى خلفَ المستثمرين الصغار، فأيُّ دواعٍ دَفعت آلَ المرّ إلى الثورة؟ لماذا كلُّ هذا الاحتدامِ إن كنتُم الأوائل نعم سنعترفُ لكم بأنكم الأعلى في قِمّةِ أرزِ الباروك وعلى جبالْ «ما بتنطال» وشبَكاتٍ عَجَزتِ الدولةُ عن تفكيكِها. أنتُم الأعلى وقد تصدّرتُم صفَحاتِ القرارِ الظنيِّ للمحكمةِ العسكريةِ الصادرِ عن القاضي نبيل وهبة عامَ ألفينِ وتسعة وفيه يَبرُزُ اسمُ الـ»أم تي في» مرصّعاً بقرارٍ اتّهاميٍّ معلّقٍ على شبكةِ الباروك الموصولةِ بـ«إسرائيل». نعم أنتم ما بعد َبعدَ حيفا لكم دويلةٌ مِن زعررو تُجيزُ لمسلّحيها التعرّضَ لقُوى الأمنِ واحتجازَهم أربعَ ساعات، ولم يَخرجوا إلّا بعمليةِ تفاوضٍ عَبرَ أليافِ النقّاش. هذا ليسَ نَسْخاً لخيال، إنّما لخيّالةٍ قرّروا أن يتعالَوا على الدولةِ وأمنِها، وأن يتمدَّدوا إلى الحكومةِ بوساطةٍ ترفعُ عنهم الدعاوى المرفوعة، وأن يأمُروا القضاءَ المر. لم نَنسُجْ روايات، ولْتسألْ لَجنةُ الاتصالاتِ اليومَ أمس عن محاضرِها وعن آراء نوّاب طالبوا بلجنة تحقيق لمعرفة ماذا حدث في الزعرور، وليسأل لماذا لم يَحضُرِ المديرُ العامُّ لقُوى الأمنِ جلسةَ هذا النهار، وقبل أن يُجيبوا فلْيطّلعوا على محاضرِ أوجيرو المتاحةِ لأيِّ صِحافيّ، وكيف دخلت قُوى الدهمِ نَهاراً فاحتُجزت إلى حين سحبِ المُعَدّاتِ ثُم تصويرِها ليلاً بكلِّ براءةٍ ليتبيّنَ حصولُ القُوى على مُعَدَّاتٍ ناقصة. كلُّ هذا برسمِ الدولة إذا كانت متوافرة، برسمِ لَجنةِ الاتصالاتِ الأسبوعَ المقبل التي لا تألو جهداً في كشفِ الحقائقِ واللَعِبِ على خطِّ الوسَط، وهي التي توغّلت اليومَ أمس في شبكة ٍأعمقَ وأخطرَ اسمُها شبكةُ الضنيّة العاملة على الطاقةِ الشمسيةِ والطاقةِ البديلة. لم نَختلق. لم نزوّر. ولم يُنعِمْ علينا الله بعبدٍ مُنعمٍ، ولا نستحصُلُ على معلوماتِنا بموجِبِ شبَكات، أمّا المديرُ العامُّ لأوجيرو فقد حاربناهُ حدَّ سَجنِه ودامت السجونُ في ديارِنا مفتوحةً وبمرارة.
أم تي في
شبكة الإنترنت غير الشرعية حلّت اليوم أمس على اللجنة النيابية للإعلام والاتصالات. إنّها المرة الأولى التي يلتقي فيها المجرم المفترَض مع الساكت عن الجرم عبد المنعم يوسف، واللّافت في الأمر أنّ الاسترسال في توصيف الجّرم وتداعياته كسر كل السقوف.
لكنّ أحداً من بين الحضور لم يجرؤ على مسائلة عبد المنعم كيف لم يعلمْ بالشبكة وهو الذي يُقصي أنفاس اللبناني؟ ولماذا علم الآن، أي بعد سنوات وكيف وممّن، وإن لا يستوجب الحدث الخطير محاكمته وتنحيته عن منصبه؟
تزامناً، الصلح على القمح أفتتْ بأنّ العيّنات المفحوصة نصفها سليم ونصفها مسرطن.
توازياً، جالت مبعوثة الاتحاد الأوروبي على المسوؤلين مجدّدة التزام الاتحاد دعم لبنان في مواجهة كارثة اللجوء، فيما يتولّى بان كي مون الخميس الدفع لإنهاء الشغور الرئاسي، وللصدفة فإنّ الزيارة تصادف غداة الإجهاض السابع والثلاثين لانتخاب الرئيس الأربعاء.
في السياق، تمّت الدعوة إلى انتخابات نيابيّة فرعية في جزين في 22 أيار لملء مقعد النائب الراحل ميشال حلو.
أل بي سي
عيد الأمهات لم يعدْ عيدهنّ عيداً، فأولادهنّ في المجهول منذ أكثر من سنيتن ولا حياة لمن تنادي. تسعة عسكريين مخطوفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي، ولا من خبر يجفف دموع أمهاتهم. الدولة غائبة كما غابت طوال سنين الحرب وحتى اليوم، فهي لم تجرؤ يوم ذاك على كشف مصير الآلاف من أبنائها، كما لا تجرؤ اليوم على كشف مصير العسكريين المخطوفين.
الدولة نفسها عاجزة عن حل أمور أبسط بكثير، فكيف تمدّ كابلات بحرية للإنترنت غير الشرعي؟ وكيف وأين يُخزّن القمح المُسرطن؟ كيف سيمدّد عمل بواخر الطاقة سنتين جديدتين؟ ولماذا لم يبدأ العمل بمعامل الطاقة؟ فهل هناك من يعلم؟ الأكيد أنّ لا شيء يخفى إذا أُغلقت أبواب السمسرات، وإذا أصدر القضاء أحكاماً سريعة طالت من هم وراء هذه الفضائح مهما كبر شأنهم.
وفيما الفساد مُمسك بأكثر من قطّاع وملف، يحاول وزير المال، الذي بدأ مباحثات رسمية في واشنطن اليوم أمس ، تجديد التزام لبنان بالنظام المالي العالمي والعمل على بحث كيفية تطبيق إجراءات قانون منع تمويل حزب الله كي لا يتأثّر الاقتصاد اللبناني والقطاع المصرفي بهذه الإجراءات.
المستقبل
بعد إقفال ملف النفايات الذي شغل اللبنانيين بفعل روائحه التي حملت الأوبئة والأمراض، هبّت رياح فضيحة الإنترنت غير الشرعي التي شغلت مجلس النوّاب ولجنة الاتصالات النيابية تحديداً، وسط تأكيد ضرورة تفكيك الشبكة غير الشرعية، وقد تمنّت اللجنة على الرئيس تمام سلام الدعوة إلى اجتماع أمني وسياسي طارئ لمواكبة القضية، فيما وصف وزير الاتصالات الخرق للشبكة الرسمية بأنّه خطير.
ومجلس النوّاب سيبقى الحدث هذا الأسبوع بفعل الجلسة السابعة والثلاثين للانتخابات الرئاسية، والتي ستجري الأربعاء وسط توقّعات بأن لا يكتمل النّصاب.
واليوم أمس ، تلقّى لبنان جرعة من الدّعم الأوروبي عبر الزيارة التي قامت بها مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، والتي أشارت خلالها إلى أنّ هذا الدعم يتطلّب انتخاب الرئيس، وتفعيل دور مجلس النوّاب والحكومة، وإجراء انتخابات محلية قريباً.
حياتياً، فإنّ الجدل الذي دار بشأن القمح المسرطن هدأت حدّته بعد اجتماع بين وزراء الصحة والزراعة والاقتصاد، تمّ خلاله الاتفاق على تشكيل فريق عملٍ بهدف وضع خطة لمعالجة الملف.