بوتين يدعو شركاءه الغربيين إلى تحريك العملية السياسية السورية

في وقت تنتظر موسكو زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإجراء مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول آفاق تسوية الأزمة السورية. فإنّ هناك، وبحسب قناة «روسيا اليوم»، أنباء تشير إلى أنّ الإدارة الأميركية طلبت لقاء بين كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يعني بشكل أو بآخر أنّ كيري يحمل رسائل مهمّة، سواء لنظيره الروسي أو للرئيس بوتين.

وكشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن بعض نقاط أجندة المباحثات، مشيراً إلى أنّ «موسكو ستؤكد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته إلى موسكو ضرورة تفعيل العمل على تسوية الأزمة السورية».

وحتى اللقاء المرتقب، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الأمل بأن يساعد جميع الشركاء الغربيين في تحريك العملية السياسية في سورية عن طريق استخدامهم لاتصالاتهم مع «المعارضة».

وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي ساؤولي نينيستي في ختام مباحثاتهما في موسكو أمس إنّ الأزمة في سورية، إلى جانب عدد من الأزمات الدولية الأخرى، كانت موضع بحث مفصّل خلال اللقاء.

وأشار الرئيس الفنلندي، بدوره، إلى أهمية موقف الرئيس بوتين حيال الوضع في سورية والشرق الأوسط، لافتاً إلى أنّ الأفكار التي يطرحها الرئيس الروسي في هذا المجال تنطوي على أهمية بالغة.

وأضاف نينيستي: إنّ رغبتنا المشتركة تكمن في استمرار وقف الأعمال القتالية في سورية ومواصلة العملية السياسية، بمساهمة من روسيا والولايات المتحدة اللتين تلعبان دوراً كبيراً في هذه العملية».

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أمس أنّ بوتين سيناقش مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته المزمعة إلى موسكو الوضع في سورية وأوكرانيا وأنّ وزيري الخارجية الروسي والأميركي سيطلعان الرئيس بوتين على ما دار خلال اتصالاتهما ونتائجها.

ومن المقرر أن يزور كيري موسكو اليوم الأربعاء ويبحث مع نظيره الروسي التعاون الثنائي والقضايا الدولية الملحة وبينها حلّ الأزمة في سورية.

وفي السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس، إنّ جولة المفاوضات السورية المقبلة في جنيف سيعلن عنها غداً الخميس.

وكان وفد معارضة الرياض في جنيف أعلن أنه قدم طلباً إلى دي ميستورا لإطلاق سراح المعتقلين وفكّ الحصار عن المدن.

وأوضح رئيس الوفد أسعد الزعبي، بعد لقاء الوفد بالمبعوث الدولي أنه «تم تقديم عدة أوراق لدي ميستورا، للضغط على النظام، بشأن الإفراج عن المعتقلين، وأيضاً فكّ الحصار عن المناطق، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كلّ المناطق المحاصرة»، بحسب تعبيره.

وأضاف: «في نهاية الاجتماع قدمنا ورقة مهمة ومركزية، تتعلق بالمبادئ الأساسية للعملية السياسية في سورية».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت عن تعرض قوافل المساعدات الإنسانية الروسية في سورية لإطلاق النار من قبل مسلحين مجهولين.

ونقلت الوزارة أمس عن بيان مركز حميميم للمصالحة في ريف اللاذقية: «القوافل الإنسانية الروسية تعرضت خلال إيصالها المساعدات الإنسانية إلى بلدتي حرستا في ريف دمشق وكفر نان في ريف حماة لإطلاق النار من قبل المسلحين».

وقال البيان، الذي نشرته وزارة الدفاع على موقعها: «لم يُصب أحد من موظفي المركز وممثلي الجانب السوري المشاركين في النشاط الإنساني».

في غضون ذلك، جرت خلال الـ24 ساعة الأخيرة محادثات مع ممثلي 5 بلدات وإدارات مقاطعات في ريفي دمشق وحمص، ونوقشت مسألة الانضمام إلى نظام وقف الأعمال القتالية وانتقال المشاركين في مجموعات «المعارضة» المسلحة إلى الحياة السلمية.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى استمرار المحادثات مع زعماء مجموعتين مسلحتين تنشطان في مدينة حلب، وذكرت أنّ عدد المجموعات المسلحة التي قبلت بشروط وقف إطلاق النار بلغ 43.

وفي ريف حماة، تمّ التوصل إلى اتفاقيات مبدئية حول المصالحة مع ممثلي بلدتين، فيما تمّ إجراء استشارات مع ممثلي حزبين معارضين سياسيين ينشطان في سورية، ومناقشة مشاكل عملية المصالحة وسبل حلها.

وفيما يخصّ الهدنة، ذكر البيان أنه الالتزام بالهدنة حاصل بشكل عام، وأنه خلال الـ24 ساعة الأخيرة رصدت 6 خروقات، خمسة منها في ريف اللاذقية وواحدة في ريف حماة.

ميدانياً، أعلن مصدر عسكري مساء أمس السيطرة على جبل الهيال المطل على مدينة تدمر في إنجاز جديد لوحدات من الجيش والقوات المسلحة يمهد لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة المدرجة على لائحة «يونيسكو» للتراث العالمي.

وأشار المصدر إلى أنّ وحدات من الجيش، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، نفذت عمليات مكثفة «سيطرت خلالها بشكل كامل على جبل الهيال المطلّ على مدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بريف حمص الشرقي بعد تدمير آخر تحصينات إرهابيي تنظيم داعش عليه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى