التقسيم ليس حلّاً للشرق الأوسط

مجدّداً، تطرح الصحافة الأجنبية تحليلات عن خطورة تقسيم الشرق الأوسط لا سيما العراق وسورية، بعد موجة الأحاديث التي تناولت موضوع الفدرلة.

وفي هذا السياق، نشرت مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية مقالاً للكاتب آدم آلِكساندر أشار فيه إلى أن عدداً من صناع القرار الأميركيين الحاليين والسابقين يرون أن الطريقة الأنسب لتعايش الدول النامية تتمثل في تقسيم تلك الدول على أسس عرقية.

وأضاف آلِكساندر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سبق أن صرح في شباط الماضي أن تقسيم سورية من الممكن أن يكون «الخطة ب» في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار.

واستدرك الكاتب بالقول إن تقسيم الدول قد يحل بعض مشكلاتها ولكنه قد يتسبب بظهور عدد من الصراعات الجديدة، وذلك لأن عملية التقسيم نادراً ما تنجح، وأنها عادة ما تتجاهل بعض الأعراق المتنافسة داخل حدود الدولة الجديدة، وهذا يؤدي إلى التطهير العرقي وإلى مزيد من العنف. وأضاف الكاتب أن إحلال السلام في سورية والعراق لا يكون بالتقسيم، إنّما في استعادة سيطرة الدولة، ولكن يصعب على الحكومة بالعراق أو سورية استعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها، الأمر الذي يتطلب نشر قوات حفظ سلام دولية.

على صعيد آخر، نشرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية آراء خبراء في مجال الاستخبارات، أكد جميعهم على ان تقاعس الأجهزة الأمنية الأوروبية، وعدم تعاونها وتبادل المعلومات بينها، والهجرة سبب رئيس لأحداث بروكسل. ونقلت عن المدير العام لمركز التوقعات والتنبؤات الاستراتيجية سيرغي غرينيايف، قوله إن سبب ذلك عدم دقة حسابات الأجهزة الأمنية. لأن أوروبا اعتادت العيش تحت المظلة الأمنية الأميركية. لذلك، فإن امكانياتها الذاتية في مواجهة الإرهاب محدودة ولا تتميز بفعاليتها. وخلصت الصحيفة إلى القول إنّ التنصت على كافة وسائل الاتصالات التي يستخدمها الإرهابيون أمر واجب، وأيضاً اتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان الأمن، مثل زيادة عدد أفراد قوات حفظ النظام والأجهزة الأمنية، ودسّ العملاء بينهم لمعرفة خططهم وزعمائهم. ومع كل هذا، فلا بدّ من تعاون دولي في هذا المجال، خصوصاً في أوروبا، حيث يتنقل الإرهابيون بين دول الإتحاد الأوروبي بحرّية ومن دون أي عراقيل.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مقالاً للكاتب دانيال بيمان أشار فيه إلى أنه يجب أن يُنظر إلى هجمات بروكسل على أنها تأتي بسبب استهداف الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين مواقع تنظيم «داعش» في الشرق الأوسط.

«إيزفستيا»: آراء الخبراء في أحداث بروكسل

نشرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية آراء خبراء في مجال الاستخبارات، أكد جميعهم على ان تقاعس الأجهزة الأمنية الأوروبية، وعدم تعاونها وتبادل المعلومات بينها، والهجرة سبب رئيس لأحداث بروكسل.

يقول تروبنيكوف: من دون العمل الاستخباري وتبادل المعلومات على مستوى العالم لن يكون بالإمكان الانتصار على الإرهاب.

ويضيف: بحسب تصوري، فإن العمليات الإرهابية التي نفذت في بروكسل تم التخطيط لها منذ فترة طويلة. وخطر الإرهاب يكمن في أنه يسبق دائما الأجهزة الأمنية وقوات حفظ النظام بخطوة.

من السهل على الإرهابيين الحصول على مخبأ في المناطق التي تسكنها طائفة دينية أو عرقية واحدة. لذلك على الأجهزة الأمنية في بلجيكا وفرنسا وألمانيا الانتباه لهذه المسألة والعمل بين الإرهابيين لمعرفة نواياهم بذكاء.

المنظمات الجهادية السرية في أوروبا، خلايا نائمة بانتظار الأوامر للتحرك، وهذا ما تؤكده العمليات الإرهابية في بروكسل.

وأضاف: لا أريد ان أقلل من مهنية الأجهزة الأمنية البلجيكية، حيث تمكنت من إلقاء القبض على أحد منفذي العمليات الإرهابية في باريس ولكن بعد فترة طويلة وجهود مكثفة.

بدأت مرحلة تشكيل الخلايا النائمة في أوروبا مع بداية القرن الحالي. وقد أثبتت العمليات الإرهابية التي وقعت في 11 أيلول 2001 في مدينة نيويورك وجود هذه الخلايا حينذاك.

أما في أوروبا حيث عدد المهاجرين من الشرق الأوسط أكبر بكثير مما في الولايات المتحدة، فإن تشكيل هذه الخلايا بدأ بنشاط مع بداية التدخل العسكري في شؤون المنطقة و«الربيع العربي».

إن أحداث بروكسل تذكير بطبيعة الإرهاب العالمية. لذلك، فإن مكافحته يجب أن تكون على مستوى العالم. وهنا تجدر الإشارة إلى دعوة الرئيس بوتين إلى تشكيل ائتلاف دولي لمكافحة هذا الشر. فمهما كانت الدولة قوية، فإنها لن تتمكن من مواجهة الإرهاب الدولي وحدها. أي لا بد من خطوات نحو توحيد الجهود وقبل كل شيء جهود الأجهزة الأمنية، حيث على الأجهزة الأمنية أن تلعب الدور الرئيس في هذا المجال.

كما أنه من دون التغلغل في صفوف الإرهابيين، لن يكون بالإمكان معرفة خططهم ونواياهم. كما يجب على الأجهزة الأمنية لكافة البلدان التعاون في ما بينها وتبادل المعلومات بصورة مكثفة وسريعة، وعدم التهرب من ذلك بحجة حماية مصدر المعلومات.

أصبح معلوماً أن الأجهزة الأمنية الروسية أبلغت السلطات البلجيكية معلومات عن التحضير لهذه العمليات الإرهابية من قبل ثلاثة أشخاص ينتمون إلى «داعش» من بيلاروسيا، عادوا إلى بروكسل في نهاية شباط الماضي، بعد تدريبات عسكرية تلقوها في سورية. وأكدت الاستخبارات البلجيكية استلامها هذه المعلومات، ولكنهم لم يتمكنوا من تحديد مواقع وتفاصيل هذه الجريمة.

يقول المدير العام لمركز التوقعات والتنبؤات الاستراتيجية، سيرغي غرينيايف، إن سبب ذلك عدم دقة حسابات الأجهزة الأمنية. لأن أوروبا اعتادت العيش تحت المظلة الأمنية الأميركية. لذلك، فإن امكانياتها الذاتية في مواجهة الإرهاب محدودة ولا تتميز بفعاليتها.

وبحسب قوله، يجب توقع هجمات إرهابية، خصوصاً في ظروف سياسة الهجرة التي تتبعها بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي. فلقد وصل إلى أوروبا ضمن المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عدد كبير الإرهابيين يمثلون مختلف المنظمات والمجموعات الإرهابية، التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلدان الأوروبية. لذلك لم يكن اختيار بروكسل اعتباطاً. فقد جاء رداً على اعتقال صلاح عبد السلام أحد منفّذي الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس يوم 13 أيلول 2015.

هل يمكن تقليل خطر الإرهاب في أوروبا؟

يقول ياكوف كيدمي الرئيس السابق لوكالة «ناتيف الإسرائيلية»، إن هجمات بروكسل تطوّر طبيعي للعمليات الإرهابية في أوروبا، التي هي نتيجة لما جرى ويجري في الشرق الأوسط ولما يجري في أوروبا خلال السنوات العشر أو العشرين الأخيرة.

فازدياد عدد العمليات الإرهابية التي نفّذها الإرهابيون يشير إلى أن أوروبا غير جاهزة لمواجهة خطر الإرهاب.

من الصعوبة مراقبة أعداد كبيرة تعيش في أوروبا من أنصار وممثلي المنظمات الإرهابية، لعدم وجود برنامج واضح في هذا المجال. كما تفتقر أوروبا إلى منظومة إنذار ضد العمليات الإرهابية، وإن كانت موجودة فهي تعمل بصورة سيئة أو لا تعمل نهائياً.

لقد نشرت وسائل الإعلام ما يفيد باحتمال وقوع هذه العمليات الإرهابية في بروكسل. ولكن الأجهزة الأمنية الأوروبية لم تتفاعل معها بالصورة الصحيحة وفي الوقت المناسب، لذلك لم تتمكن من منع وقوعها.

لم يدرك الأوروبيون دور ملايين المهاجرين، واعتقدوا أن نشاط المنظمات الإرهابية سينحصر في الشرق الأوسط. لذلك، لم يولوا هذه المسألة الاهتمام اللازم. كما لم ينتبهوا إلى آلاف الأوروبيين الذين انخرطوا في صفوف هذه المنظمات. والآن، بدأوا يدفعون ثمن إهمالهم، الذي يمكن اعتباره جريمة.

استناداً إلى هذا، يمكن القول إن أوروبا على عتبة عمليات إرهابية جديدة بهدف زعزعة الاستقرار ونشر الرعب بين السكان ومن ثم بلوغ أهدافهم المنشودة.

لذلك، فعلى كافة البلدان الأوروبية وأجهزتها الأمنية التي لم تتعرض لعمليات إرهابية أن تفرض رقابة شاملة على المجموعات التي يشتبه بوجود إرهابيين بينها، خصوصا المناطق التي سكانها من طائفة أو قومية واحدة.

كما يجب التنصت على كافة وسائل الاتصالات التي يستخدمونها، واتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان الأمن، مثل زيادة عدد أفراد قوات حفظ النظام والأجهزة الأمنية، ودسّ العملاء بينهم لمعرفة خططهم وزعمائهم.

ومع كل هذا، فلا بدّ من تعاون دولي في هذا المجال، خصوصاً في أوروبا، حيث يتنقل الإرهابيون بين دول الإتحاد الأوروبي بحرّية ومن دون أي عراقيل.

«ناشونال إنترست»: تقسيم الشرق الأوسط لا يحلّ مشاكله

يشهد الشرق الأوسط اضطرابات ومشاكل تنذر بتقسيم بعض دوله، الأمر الذي يؤيده بعض الساسة والقادة الأميركيين، لكن محللين أميركيين لا يرون في التقسيم حلاً، مشيرين إلى حلول لمعالجة التطرف في المجتمعات الإسلامية المنتشرة في الغرب.

في هذا الإطار، نشرت مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية مقالاً للكاتب آدم آلِكساندر أشار فيه إلى أن عدداً من صناع القرار الأميركيين الحاليين والسابقين يرون أن الطريقة الأنسب لتعايش الدول النامية تتمثل في تقسيم تلك الدول على أسس عرقية.

وأضاف آلِكساندر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سبق أن صرح في شباط الماضي أن تقسيم سورية من الممكن أن يكون «الخطة ب» في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار.

كما أن رئيس أركان الجيش الأميركي السابق ريموند أوديرنو سبق أن صرح السنة الماضية أن تقسيم العراق على أسس عرقية قد يكون الحلّ للأزمة التي تعصف بالبلاد.

واستدرك الكاتب بالقول إن تقسيم الدول قد يحل بعض مشكلاتها ولكنه قد يتسبب بظهور عدد من الصراعات الجديدة، وذلك لأن عملية التقسيم نادراً ما تنجح، وأنها عادة ما تتجاهل بعض الأعراق المتنافسة داخل حدود الدولة الجديدة، وهذا يؤدي إلى التطهير العرقي وإلى مزيد من العنف.

وأضاف الكاتب أن إحلال السلام في سورية والعراق لا يكون بالتقسيم، إنّما في استعادة سيطرة الدولة، ولكن يصعب على الحكومة بالعراق أو سورية استعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها، الأمر الذي يتطلب نشر قوات حفظ سلام دولية.

وفي سياق متصل، نشرت مجلة «نيوزويك» الأميركية مقالاً للكاتب آدم ووكر قال فيه إن الإرهاب صار يمثّل أحد تحدّيات العصر الحالي. وأشار إلى انتشار كبير لـ«هاشتاغ» بعنوان «أوقفوا الإسلام» في أعقاب هجمات بروكسل، وذلك عبر وسائل التواصل مثل «تويتر» والمواقع الإخبارية الأخرى.

وأضاف أن بعض اليمينيين استخدموه وسيلة لربط الهجمات باللاجئين وبسياسة الهجرة واللجوء إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك في شأن الأزمة السورية.

وقال الكاتب إنه بدلاً من إلقاء لوم الإرهاب على الملايين من المسلمين الملتزمين بالقانون، فإنه يجدر بالحكومات التصرف حيال هذه الآفة وإيجاد الحلول المناسبة لها.

وأوضح أن من بين هذه الحلول ما يتمثل بالتصدي للأمية الدينية المتنامية في بعض المجتمعات الإسلامية الغربية، والتي تجعل الشبان المسلمين أكثر عرضة للتطرّف. وكذلك التصرّف حيال السياسة الخارجية الغربية السامة تجاه ليبيا وسورية والعراق.

«تايمز»: يجب استئصال الإسلاموية من جذورها

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لمجيد فواز قال فيه إنّ لدى الشرطة والقوات الأمنية أدوارها، إلا أنه يتوجب علينا العمل للحدّ من التطرّف. وأضاف أن المناخ السياسي الذي يسيطر على الجو العام يعكس أيدويولوجية تنظيم «القاعدة». وأنّ أبو مصعب السوري الذي كان يعيش في لندن فنّد في كتاب له يدعى «دعوة لإقامة داعش العالمية» فوائد الحرب بين المسلمين وغير المسلمين. وقال كاتب المقال إنّ المسلمين أقلية في الغرب، لذا فإن الجهاديين يريدون أن يغضب العالم منهم بدرجة كبيرة، سواء أردنا ذلك أم لا، وذلك كي يرانا الناس كمسلمين فقط.

وأشار إلى أنه من المحتمل أن تتعرض أورويا لمزيد من الاعتداءات كما أن وكالات الاستخبارات في أوروبا تعمل بشكل متواصل لتامين الحماية لمواطنيها.

وأردف أن الخدمات الأمنية في بريطانيا تتخوف من حصول عدة عمليات بصورة متزامنة، لذا فهي تعمل بشكل متواصل لمنع حدوثها.

ورأى كاتب المقال أنه في حال حدوث أي هجمات إرهابية على الاراضي البريطانية فإن ذلك سيؤثر بلا شك على القرارات السياسية وعلى «عضويتنا» في الاتحاد الأوروبي وبالتالي ضد استقبال اللاجئين.

وقال إن العالم غير منقسم بين المسلمين وغير المسلمين، بل بين أولئك الذين يعتقدون بأنهم يستطيعون العيش في مجتمعات منفتحة أو منغلقة.

«نيويورك تايمز»: «داعش» يهدّد أوروبا انتقاماً من الغرب

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مقالاً للكاتب دانيال بيمان أشار فيه إلى الدوافع وراء الهجمات التي يشنّها تنظيم «داعش».

وأوضح الكاتب أنه يجب أن يُنظر إلى هجمات بروكسل على أنها تأتي بسبب استهداف الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين مواقع تنظيم «داعش» في الشرق الأوسط، ولإلحاقهم به خسائر كبيرة، ما جعله يتخذ موقف دفاع ويجعل من أوروبا ساحة رئيسة لهذا القتال.

وأضاف أن تنظيم «داعش» يبني صورته عن طريق تحقيقه للنجاحات، وأن فشله عسكرياً في كل من العراق وسورية يجعله بحاجة إلى تحقيق انتصارات في أماكن أخرى.

وأشار إلى أن إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» في الشرق الأوسط يعتبر أمراً ضرورياً ونجاحاً للغرب على المدى الطويل، ولكن الغرب يتوقع ردوداً من التنظيم في اللحظة نفسها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى