شهيق زفير يا صنّاع الإرهاب!
شهيق زفير، فالقادم أعظم. وما عليكم إلا الترقّب خلف دخان الديمقراطية الصاعدة العابقة برائحة الدماء. نوحي يا بلاد الغرب واجهشي بالبكاء. ولكن على مهل دندني أغنية الحزن والفقدان، ولا تصدحي ولا ترفعي سقف العويل والنواح. فبوح ألمك مبحوح باهت لن نسمع صداه .
على مهل راقصي وجعك. وامشي الهوينا، ففي كل خطوة ستنفجر في أحضانك قنبلة إرهاب. ووراء كل دمعة سيل كبير من الدموع يتدفق من قلوب المقهورين المفجوعين ظلماً.
خبئي وجعك في حجرة ضيقة معتمة، فشعاع النور هارب، وكرات «داعش» الملتهبة ستجتاحك عابثة في أنحائك. ستشوّه جمال شوارعك وتغتال أمانك وتسلب منك نبض السلام.
ضجيج يدوي في الساحات، وكأنني أرى عرساً تاريخياً لم يشهده زمن. وكأن الإرهاب خرج إلى الوجود من العدم، وما كان معروفاً من قبل. فالحجج دائماً حاضرة للتبرير، والتمييز والتفرقة بين الدوافع ضرورة تتطلب قليلاً من الحكمة وكثيراً من التنظير. الوجع لن يغيّر المواقف والحداد لن يمنع إعلان تصريحات تطالب الأسد بالرحيل.
هو المال السعودي الماكينة التي تخشع وتركع لها القلوب وترضخ لها العقول طمعاً وظلماً واستبداداً. تفرّقت البشرية وتشرّدت عبر المحيطات. في مهب الرياح، ووسط الاعاصير.
اصطفت الأرواح ساخطة حزينة تتنتظر الموت على ضفاف الحياة. أرواح منهكة متعبة من مشقة الرحيل. ولكنها في حالة تأهب واستعداد، كما أنها في حالة هلع وهروب.
ففي كل روح حكاية موت حصيلة تقسيم وأرباح، استوحش العالم كلّه وتحوّلت الحياة إلى حلبة صراع أحمق مجنون. فلماذا التعجب والصدمة من جرّاء تفجير؟
هل الحياة لهم استحقاق أمان وبهاء وكمال؟ وهل الحياة لنا استحقاق إرهاب وموت مقطع الأوصال؟
ما تعوّدنا الغدر، وما تعوّدنا الشماتة يوماً، ولكن بئس تحالفهم الواهم لمحاربة الإرهاب، وبئس تلك الدموع المتجمدة الكاذبة، فلا الدموع ولا تلك الدماء ستغسل رجس اجرامهم الذي تجاوز كل الحدود.
نحن بالصبر أدركنا مدى أوجاعنا، وصارت مواعيد العمر مع الحياة مجرد وهم لا تلتقي بنا ولا نحن لها منتظرون. ولكن أنتم هل ستدركون يوم تتوجعون، وهل باستطاعتكم المواجهة والصبر عندما تستشري آفة الإرهاب في أضلاعكم ترشّ الموت بزخم على كل زاوية وتفصيل؟
سناء أسعد