هدوء بعض الجبهات السورية سيمكّن المقاومة من رفع الجهوزية للتصدّي لحرب «إسرائيلية» محتملة
محمد حمية
تدرّج حزب الله في دخوله إلى سورية بدءاً من الدفاع عن المقامات الدينية وتطوّر الأمر مع الوقت بسبب تنامي التنظيمات الإرهابية وانتشارها على امتداد الجغرافيا السورية، فتوسّع وجوده لقتال الإرهاب في عدة جبهات وللدفاع عن النظام لأنّ سقوطه يشكل خطراً استراتيجياً على لبنان.
قد ينسحب حزب الله بعد التوصل الى الحلّ السياسي في سورية ويبقى ضمن حدود حماية لبنان ووجود مستشارين عسكريين، وعندها يصبح النظام قادراً على المواجهة ضمن توافق دولي من ضمنه المعارضة التي ستدخل الى السلطة والتي ستقاتل الإرهاب إذا حصل الحلّ السياسي.
انسحاب تنظيم «داعش» الى لبنان احتمال وارد إذا لم يستطع التنظيم الانتقال الى الرقة بسبب الغارات الجوية للتحالف الدولي والطيران الروسي والسوري، لذلك سيبقى حزب الله حتى ولو تمّ التوصل الى حلّ سياسي في سورية في ظلّ وجود التنظيمات الإرهابية في عدد من المناطق.
الإنسحاب الروسي الجزئي من سورية كان رسالة سياسية أكثر منها عسكرية لأكثر من طرف منها أميركا وأطراف المعارضة خصوصاً أنّ هذه الخطوة الروسية جاءت مع بداية مفاوضات جنيف.
من الحرب السورية الى التهديدات «الإسرائيلية» بشنّ عدوان على لبنان، فقد توفرت معلومات لدى قيادة المقاومة عن نيات واستعداد «إسرائيلي» للاستفادة من بعض المعطيات الاقليمية لشنّ عدوان خاطف واستباقي ومفاجئ على لبنان، ولذلك كان كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بهذا السقف المرتفع لمنع أيّ مغامرة «إسرائيلية» مستفيدة بحسب قراءتها من التغطية العربية لأيّ حرب ضدّ حزب الله المنشغل بالحرب السورية لا سيما بعد تقليص الوجود الروسي.
الحرب «الاسرائيلية» المقبلة على لبنان ستبدأ من نقطة انتهاء حرب تموز عام 2006، فـ«إسرائيل» ستبدأ بعقيدة الضاحية، ايّ التدمير الشامل، أما المقاومة فستبدأ بالردّ من دون خطوط حمر.
من المؤكد أنّ «اسرائيل» لا تخوض حرباً بلا ضوء أخضر اميركي وحماية دولية ومدّ بالذخيرة والسلاح وتمويل دول الخليج، لا سيما السعودية المنشغلة بتمويل حروبها، بينما الولايات المتحدة الاميركية دخلت الكوما الانتخابية، بينما الإنجازات الميدانية في سورية والهدوء على عدة جبهات في سورية سيجعل حزب الله في وضع مريح أكثر ويصبح أكثر جهوزية للتصدّي لحرب «إسرائيلية» محتملة.
فما هي حقيقة سحب حزب الله قواته من سورية، وهل وجوده على جبهاتها مرتبط بالقضاء على التنظيمات الإرهابية أم بالتوصل الى حل سياسي أم ضمن إطار حماية الحدود اللبنانية؟ وما هي أسباب الانسحاب الروسي الجزئي في ظلّ استمرار سيطرة تنظيمي «داعش» و«النصرة» وغيرهما على أكثر من منطقة؟ وهل ستستغلّ «اسرائيل» فرصة انشغال حزب الله في سورية وتشنّ عدواناً على لبنان؟ وكيف ستقرأ القيادة السياسية والعسكرية «الإسرائيلية» معادلات السيد نصرالله المرتفعة السقف في حواره الأخير؟ وكيف سيتلقّفها الشارع في كيان الاحتلال؟
.
بقاؤنا في سورية مرتبط بهدف
أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى أنّ «القوة الروسية دخلت لتحقيق معادلة معينة، ووضعت مهلة 6 أشهر، واعتبرت انها خلال هذه الفترة يمكنها ضرب أهداف كثيرة، وهذه المهام انجزت بأكثرها»، وقال: «موضوع دخول روسيا حصل بعد نقاش على مدى أشهر، حيث كانت هناك نقاشات رفيعة جداً وصلت الى مستوى الرئيس بوتين والرئيس الأسد والامام الخامنئي والرئيس روحاني والدولة العراقية أوصلت الى هذا القرار»، موضحاً أنّ حزب الله «لا يدخل مع روسيا في نقاشات عسكرية وأمنية ودورنا في سورية مساعد».
ولفت الى أنّ «الانسحاب الروسي جزئي، وما يحتاجه الميدان في سورية من قوة جوية روسية وإمكانات روسية لا يزال موجوداً، ونحن أخذنا علماً بإنسحاب القوات الروسية وعندما بدأ الانسحاب كنّا على علم في ذلك»، وتابع: «الآن الجو بين تركيا وسورية لا يزال سلبياً لكن لم يعد يشكل تهديداً، والاتراك ملتزمون بعدم خرق السيادة حالياً وقد تمّت معالجة الوضع، وبالتالي فإنه لم تعد هناك حاجة للقوات الاضافية التي دخلت والقوات الروسية قبل الانسحاب كانت أكبر من الحاجة».
وأعلن السيد نصرالله أنّ كل ما «يُقال عن انسحابنا من سورية غير صحيح»، وقال: «بقاؤنا في سورية مرتبط بهدف، ونحن نساهم في منع سقوط سورية في أيدي «داعش» و«النصرة»، وإذا سقطت سورية في يد «داعش» و«النصرة» ستذهب سورية ويذهب لبنان»، وأضاف: «نحن ذهبنا لهذا الهدف وطالما هذا الهدف يحتاجنا سنكون حيث يجب أن نكون، نحن حزب الله قدرنا ووظيفتنا ومصيرنا ومصير إخواننا في سورية واحد».
حزب الله مرتاح للوضع الميداني
ونفت مصادر مطلعة أن يكون حزب الله قد سحب جزءاًَ من قواته من سورية، ومشدّدة على أنها مجرد إشاعات تردّدت مع الانسحاب الروسي الجزئي من سورية.
وتشير المصادر إلى أنّ «حزب الله مرتاح للوضع الميداني في سورية اليوم مقارنة مع مرحلة ما قبل التدخل الروسي العسكري، حيث تحققت إنجازات كبيرة وانكفأ تنظيما داعش والنصرة، وباتا في موقع الدفاع، وسقط لهما العديد من المواقع ومراكز القيادة والتحكم ومصادر التمويل والتسليح».
وشددت المصادر على قول السيد نصرالله بأنّ «حزب الله لن ينسحب قبل أيّ حلّ سياسي، رغم أنّ السيد استبعد أيّ حلّ سياسي في المدى المنظور، ما يعني أنّ المعارك العسكرية مستمرّة، وبالتالي الحزب باق في مختلف الجبهات الى وقت طويل».
… لن يخرج قبل انتهاء الأزمة
وتحدث الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور هشام جابر لـ«البناء»، مشدّداً على أنّ «روسيا لم تسحب جميع قواتها من سورية، بل سحبت قسماً محدّداً منها لشعورها بأنّ هناك فائض قوة روسية، فصواريخ «أس 400» لا تزال موجودة في قاعدة حميميم فضلاً عن آلاف من الخبراء والضباط والجنود الروس».
وقال العميد جابر: «حتى لو سحب حزب الله جزءاً من قواته من سورية إلا أنّ السيد نصرالله ليس مضطراً أن يعلن ذلك في الإعلام، كما أنه ليس مضطراً أن يقدّم للعدو لوائح السلاح التي يمتلكها لكي لا يطمئن العدو، لكن المعطيات الميدانية هي التي تفرض العديد الواجب إبقاءه في سورية ووفقاً للضرورة، لكن حزب الله لن يخرج قبل انتهاء الأزمة في سورية وهذا قد يمتدّ الى عدة سنوات».
وشدّد جابر على أنّ «السيد نصرالله وجه رسالة للجميع بأنّ الوضع لم ينته في سورية لكي نخرج قواتنا، فهو دخل بهدف قتال الإرهاب في سورية والدفاع عن النظام لأنّ سقوطه يشكل خطراً استراتيجياً على لبنان وهو دخل أولاً للدفاع عن المقامات الدينية، لكن تطوّر الأمر مع الوقت بسبب تنامي التنظيمات الإرهابية وانتشارها فذهب لقتال الإرهاب الذي يستهدف سورية قبل وصوله الى لبنان».
«داعش» سينتقل الى لبنان
ويضيف جابر: «لم يتمّ القضاء بعد على كلّ الإرهاب في سورية لكي يخرج حزب الله من سورية، بل سيبقى طالما هناك حاجة لوجوده وهو لا يقاتل لوحده بل مع النظام في سورية، فخطر الإرهاب على سورية وعلى لبنان ما زال موجوداً ومستمراً، فحتى اليوم لا يزال طيران التحالف الدولي والطيران الروسي يقصفان مواقع داعش الذي قد يجد صعوبة في الانتقال من مناطق تواجده الى الرقة وربما سينتقل الى لبنان في جرود عرسال تحديداً ليكون بمأمن عن القصف الجوي الروسي والتحالف الدولي والطيران السوري».
ويتابع: «داعش موجود في القلمون الشرقي وله قواعد في اليرموك وفي القلمون وموجود في الأراضي اللبنانية في جرود عرسال وبالتالي احتمال ان ينسحب داعش الى لبنان اذا لم يستطع الانسحاب الى الرقة بسبب الغارات الجوية، لذلك سيبقى حزب الله حتى ولو تمّ التوصل الى حلّ سياسي في سورية في ظلّ وجود التنظيمات الإرهابية في عدد من المناطق».
ويشرح جابر الخريطة الميدانية في سورية، معتبراً أنّ الحرب العسكرية شبه انتهت، بعد سيطرة الجيش السوري وحلفائه على العديد من المناطق والمدن سوى بعض المناطق في حمص التي تسيطر عليها النصرة وداعش الذي انكشفت مواقعه فيما انقلب الموقف التركي ضدّه».
تركيا باتت في مأزق
ويشير جابر الى توقف عمليات الجيش السوري العسكرية في أعزاز شمال حلب ضمن تفاهم دولي منذ ثلاث أسابيع وتركيا طرف فيه والتي اتهمت داعش بتفجير اسطنبول الأخير، وبالتالي لن تستطيع بعد الآن التغاضي عن مرور المسلحين عبر حدودها الى سورية».
ويرى جابر أنّ «تركيا باتت في مأزق لا سيما بعد اتفاق اميركا وروسيا وقف إطلاق النار في سورية وبعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2254 المتعلق بمكافحة الإرهاب، وبالتالي سقط مشروع المنطقة العازلة في تركيا وانتهى أيّ هجوم بري محتمل على سورية من تركيا أو من السعودية أو من أي دولة أخرى، وقد قالت السعودية ذلك بأنها لن تدخل الى سورية الا ضمن التحالف الدولي واذا طلب منها».
ويشيرد جابر الى الجهود الدولية لتسريع عجلة المفاوضات السياسية في جنيف «لأنها مصلحة لجميع الاطراف لا سيما للمعارضة التي تستعجل الحلّ ولذلك دفعت جماعة الرياض للمرة الاولى الى الموافقة على المفاوضات من دون شروط مسبقة».
حرب بلا خطوط حمراء
أعلن السيد نصرالله أنّ «أيّ حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء وأنّ تهديدنا باستهداف خزانات الأمونيا وضع الإسرائيليين في إرباك». وأكد على وجود قائمة كاملة من الأهداف في فلسطين المحتلة بما فيها المفاعلات النووية ومراكز الابحاث البيولوجية. وقال: «من حق المقاومة والجيش والشعب في لبنان امتلاك أيّ سلاح يمكّن البلاد من الدفاع عن نفسها، هناك معركة جهوزية وامنية مستمرة مع العدو ومن حقنا مواجهتها».
بيريتس: يجب أخذ ما قاله نصرالله بالحسبان
وزير الحرب الصهيوني السابق عمير بيريتس رأى أنّ «القدرة على الوصول إلى حيفا موجودة لدى السيد نصرالله، فعندما نتحدّث عن المنشآت البتروكيميائية فإنه أمر بالتأكيد نأخذه بالحسبان»، مشيراً في السياق إلى القلق الذي انتاب الإسرائيليين في حرب تموز الثانية فيما يتعلق بخزان الأمونيا ما دفعه كوزير لجودة البيئة إلى تحضير خطة لنقل الخزان ووقف عمله كمكان للتخزين».
عيلام: حزب الله سيضرب مفاعل ديمونا
أما العميد في الاحتياط «عوزي عيلام» المدير العام السابق للجنة الطاقة النووية فأعلن أنّ «حزب الله يمتلك صاروخ «فاتح 110» من الطراز الرابع من الصواريخ، وقد أضاف اليه جهاز توجيه وهو أكثر دقة ويصل مداه اليوم الى 300 كلم تقريباً ما يخوّله الوصول إلى ديمونا».
نصر الله مرتاح وهادئ ورسالته وصلت
«هو مرتاح وهادئ وهو بوضعية مريحة»، هكذا وصف محلل الشؤون السياسية في الاذاعة الاسرائيلية غال بيرغر السيد حسن نصرالله قائلاً: «هدّد أنّه في الحرب المقبلة مع إسرائيل لن تكون لدى حزب الله خطوط حمراء، وقال إنّ لدينا أهدافاً كاملة وتتضمّن معامل، مفاعلات، مخازن ومراكز ولم يقل بشكل جلي إنه سيضربها لكن دون شك كان هذا مضمون الكلام، الرسالة التي ظهرت بوضوح بين السطور، رسالة أراد نصر الله نقلها إلى الجمهور الإسرائيلي وقيادته».
«إسرائيل» تخشى هزيمة جديدة
ويؤكد محرّر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي أنّ «السيد نصرالله يقرأ جيداً الخريطة السياسية والعسكرية داخل الاحتلال باعتراف المسؤولين الاسرائيليين، ويتابع جيداً ما يرد في وسائل إعلام الاحتلال وبأنه قادر بشكل جيد على قراءة الفعل وردود الفعل في كيان العدو، وبات يتوقع الخطوات التي سيقدم عليها وبناء على ذلك وعلى تراكم التجربة في المواجهة مع الاحتلال منذ عشرات السنين خرج السيد نصرالله في هذا الوقت بتحليل شبه قاطع بأنّ الكيان ليس قادراً على شنّ حرب على لبنان، وكلامه يستند الى قراءة واقعية لما يجري داخل كيان الإحتلال».
ويشير حجازي إلى أنّ «تجربة حرب تموز 2006 شكلت فشلاً للعدو وتخبّطاً في القيادة الأمنية والعسكرية والسياسية في إسرائيل، فضلاً عن ثلاثة حروب اسرائيلية على غزة لم تؤدّ الى نتيجة ولم تستطع إسرائيل تحقيق أيّ أهداف استراتيجية ولم تستطع حسم المعركة ضدّ المقاومة».
ويلفت إلى أنّ «إسرائيل تخشى تكرار ايّ هزيمة في ظلّ توفر معطيات لها تفيد بأنّ المقاومة باتت تمتلك قدرات هائلة يحسب لها الكيان ألف حساب وتفوق بأضعاف مضاعفة ما امتلكته في حرب تموز 2006، وكما يقول المعلقون في كيان الاحتلال بأنها الحدّ الأدنى هو 100 ألف صاروخ من مختلف المديات والأحجام وتطال كامل الأراضي الفلسطينية وتحمل رؤوساً متفجّرة من العيار الثقيل وتحقق إصاباتها بدقة».
ويضيف: «كيان الإحتلال يعي بأنّ السيد نصرالله واثق في كلامه بأنه قادر على ضرب أيّ هدف، ولديه بنك أهداف عديدة واستراتيجية داخل الكيان من بينها المصانع البتروكيميائية والبيولوجية، وتستطيع أن تطال المدن الفلسطينية المحتلة من اللحظات الأولى للحرب، لذلك معادلات السيد نصرالله الجديدة رسمت سقفاً جديداً غير معهود وموجود وسقطت الخطوط الحمراء وبات حزب الله قادراً على استهداف كلّ هذه الأهداف».
ويتابع: «جاء كلام السيد في هذا الوقت بالذات في ظلّ الكلام «الإسرائيلي» المرتفع السقف الذي يتحدّث عن تدمير القرى والمدن اللبنانية وحديث رئيس أركان الاحتلال عن عقيدة الضاحية وعن التدمير الممنهج للبنى السكنية من جديد في الضاحية، لذلك تطلب من السيد نصرالله هذا الردّ وهذا السقف المرتفع الذي حوّل التهديدات الاسرائلية الى مأزق جديد للاحتلال إذا ما دخل في حرب أي حرب مع المقاومة، فعندها كلّ المنشآت الحيوية في إسرائيل ستكون عرضة لصواريخ المقاومة، وبناء على هذه المعطيات كان تحليل السيد نصرالله بأنّ خيار الحرب ضئيلاً ومتدنياً ولأنّ إسرائيل تدرك بناء على هذه المعطيات الواقعية بأنّ السيد نصرالله قادر على تنفيذ تهديداته».
تقسيم الجبهات
ويوضح حجازي «بحسب القراءة الإسرائيلية قبل التحوّلات الأخيرة في سورية وقبل الانسحاب الروسي الجزئي من سورية وقبل الانتصارات الميدانية للجيش السوري وحلفائه الأخيرة هناك تقدير بأنّ حزب الله لم يهمل الجبهة الجنوبية مع إسرائيل بل قسم إمكاناته وقدراته العسكرية والبشرية على جبهات ثلاثة: الأولى قوات مخصّصة للداخل اللبناني لمواجهة أي طارئ والثاني قوات مخصصة لمواجهة أيّ عدوان إسرائيلي أما الثانية فهي مخصصة للجبهة السورية، أما الثالثة لجبهة الجنوب ضدّ اسرائيل».
ويضيف: «هذه المعطيات والتطورات في سورية جعلت من حزب الله ومحور المقاومة أكثر راحة في وبات الإسرائيلي يدرك بأن حزب الله مرتاح وأكثر قوة في المواجهة من العام الماضي، وقد اعترف المسؤولين في إسرائيل في وقت سابق بأنّ حزب الله أكثر جهوزية لخوض حرب إسرائيلية وفي العام 2015 وذلك بعد ردّ فعل المقاومة على عدوان القنيطرة وحديث السيد نصرالله عن تغيّر المعادلات وسقوط الخطوط الحمر وفتح الجبهات والحدود الجغرافية وبأنّ حزب الله سيردّ على العدوان وأنّ المقاومة باتت جاهزة على مستوى واسع لحرب مع الاحتلال».
ويرى أنّ «إسرائيل تحدّثت عن الإشارات العربية لتغطية أيّ حرب على لبنان وذلك بعد وصف حزب الله بالإرهاب في مجلس التعاون الخليجي ما قد يدفع إسرائيل إلى استغلال مناخ الأنظمة العربية المناهضة لحزب الله لضرب لبنان».
ويلفت حجازي الى كلام السيد نصرالله الذي تحدّث بأنّ «إسرائيل لا تنتظر الفرصة لشنّ عدوان على لبنان بل تقتنص أيّ فرصة لشنّ الحرب لكنها لا تخوض حرباً خدمة لأيّ مشروع سعودي أو غيره، بل تتحرك وفقاً لاعتبارات خاصة وحسابات معقدة ما قد يجعل الحرب مع حزب الله بالغة الخطورة وبالغة الكلفة ولا يستطيع كيان الاحتلال تحملها».
«إسرائيل» عاجزة عن اتخاذ القرار
ويعتبر أنه «لا توجد قيادة سياسية في إسرائيل تستطيع اتخاذ قرار الحرب إضافة إلى أنّ الشارع الاسرائيلي غير مستعدّ ومجهّز لخوض حرب ستكون مدمّرة وستؤدّي الى تدمير العديد من المدن والمنشآت الحيوية فضلاً عن الأضرار الاقتصادية والمالية والبشرية».
ويستبعد حجازي أن تشنّ «إسرائيل» حرباً استباقية ضدّ حزب الله أو ضدّ سورية بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفائه في جبهات عدة، مضيفاً: «الإنجازات الميدانية في سورية والهدوء على عدة جبهات في سورية سيجعل حزب الله في وضع مريح أكثر ويصبح أكثر جهوزية للتصدي لحرب إسرائيلية محتملة»، مشدداً على أنه «لو أرادت إسرائيل توجيه ضربة استباقية على حزب الله لكانت اغتنمت الفرصة في الخمس سنوات الماضية وخصوصاً في بداية الازمة السورية حيث لم يكن حزب الله قد استوعب الصدمة بعد».
وفي هذا الإطار يعتبر الدكتور جابر أنّ «حزب الله مرتاح للوضع الميداني في سورية ويتفرّغ اليوم لرفع جهوزيته لمواجهة أيّ حرب اسرائيلية يهدّد بها كيان الاحتلال»، لكنه استبعد هذه الحرب جازماً بأنه في حال حصولها سيقصف حزب الله حيفا ومواقع استراتيجية وخطيرة على وجود اسرائيل كضرب مفاعل ديمونا».