دردشة صباحية

يكتبها الياس عشّي

الناس هم الذين يصنعون السعادة أينما كانوا، وبوجوه شتّى، فالبعض يرى السعادة في العطاء، وآخرون في الوفاء، وفريق يراها في الحبّ أو في التضحية أو في عمل يخدم به الإنسانية، ويُرضي طموحه إلى الكمال.

وأنا لم أرها إلّا في التواضع، لأنّ كلّ الصفات النبيلة تنمو وتنتعش في خيمة المتواضعين، ألم تهزّنا حكاية الخليفة «عمر بن عبد العزيز» الذي كان جالساً في بيته ذات مساء مع أصحابه، فضعف نور السراج، فقام وأصلحه بنفسه، فقال أحد الحاضرين: يا أميرَ المؤمنين، كلّ واحد منّا كان يودّ أن تأمره بإصلاح السراج.

فقال عمرُ: ليس من المروءة أن يستخدم الإنسان ضيفه. قمت وأنا عمرُ، ورجَعْتُ وأنا عمرُ.

ثمّ ألم نردّد، مذ أن كنّا على مقاعد الدراسة، هذا البيت المدهش:

ملأى السنابلِ تنحني بتواضعٍ

والفارغاتُ رؤوسُهنٌ شوامخُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى