زمكحل يحاضر في مجلس الشيوخ الفرنسي عن عوامل نجاح الجالية اللبنانية في الخارج

حاضر رئيس تجمُّع رجال الأعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل في مجلس الشيوخ الفرنسي عن «عوامل نجاح الجالية اللبنانية المقيمة في الخارج»، مشدّداً

على أنه «لا توجد صيغ سحرية للنجاح».

ورأى زمكحل «أنّ من المهم إعطاء أهمية كبرى لرجل الأعمال نفسه، لشخصيته وأخلاقه، ومثابرته ومهارته في إيجاد الفرص المخفية في الأزمات، وقوته في مواجهة أي نوع من الصعوبات وقدرته بالوقوف على قدميه ومثابرته التي لا حدود لها والتي لا تزعزع أبداً وقوته على عدم القبول والاعتراف بالهزيمة وقدرته على تقديم التضحيات المالية والأسرية والاجتماعية».

وقال: «لا يجب أبداً على رياديي الأعمال إنشاء مؤسسة إثر ردة فعل أو حدث معيّن»، مشدّداً على أنه «لا يمكن القضاء على مخاطر الفشل، ولكن يمكن تخفيضه بشكل كبير إذا تمّ الإعداد لتأسيس شركة بشكل صحيح».

وأضاف: «يلعب الابتكار والإبداع دوراً هاماً في نجاح الفكرة لكنّ الفكرة البسيطة والسهلة التي تملأ الفراغ وتلبي الطلب تتمتع بفرص النجاح الكبيرة ذاتها. لقد قال جاك ويلش الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك «ريادة الأعمال هي اليوم التقليد بطريقة أفضل».

وتابع: «من المهم تطوير المنتجات والأسواق والبلدان والقارات، وأساليب العمل والإنتاج والمراقبة للبقاء والنمو».

وقال: «لطالما ترعرع رجل الأعمال اللبناني وعاش، للأسف، في بيئة غير مستقرة ومضطربة وغير آمنة. عرف دائماً كيف يتكيّف بسرعة مع جميع أنواع السيناريوات الإيجابية والسلبية منها. وعرف دائماً تحديد الفرص المختبئة في الأزمات. كان دائماً يعتمد على نفسه، من دون دعم الدولة أو أي دعم آخر. لطالما استطاع ولا يزال حتى اليوم ملء فجوات البنية التحتية: تمّ قطع الكهرباء عنه، فقام بتأمين مولدات كهربائية خاصة، تمّ قطع المياه عنه فملأ هذه الفجوة عن طريق صهاريج المياه الخاصة، تمّ قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية، فاستثمر الأقمار الصناعية الخاصة، وقام بتزفيت الطرق حول منزله ومؤسسته. لطالما علم كيف يبدأ من الصفر ويخلق القيمة ويكون مستقلاً تماماً وعصامياً. وبالتالي فإنّ سرعة التكيُّف والإصرار والمثابرة هي ميزات شبه فطرية لدى رجل الأعمال اللبناني وقد تعتبر ميزة تنافسية كبيرة وهذا ما يفسر نجاحه العالمي».

وأشار زمكحل إلى «أنّ أحد معايير النجاح العالمية قائمة على حرف «ت»، «التواصل والترابط» فمن يعرف أفضل من رجل الأعمال اللبناني اللعب على هاتين الميزتين المحببتين إلى قلبه واللتين تشكلان جزءاً من ثقافته وشخصيته؟ يتحدث اللبنانيون اللغات الأكثر استعمالاً في العالم ألا وهي الفرنسية والإنكليزية والعربية. ويمكن أن يعبّروا عمّا يريدون في العديد من البلدان في جميع القارات. بإمكان اللبنانيين العثور على أصدقاء وأقرباء ومعارف في كلّ ركن من أركان الكرة الأرضية من دون استثناء، ما يجعل منهم في كثير من الأحيان أشخاصاً لا يُقهرون، لا يُهزمون ويُحسب لهم الحساب».

ونوّه بقدرة رجل الأعمال اللبناني «على التميّز بفضل ذوقه الرفيع ورؤيته وإبداعه وابتكاره وارتكازه على الاقتصاد المخصّص وليس على الاقتصاد الجماهيري»، لافتاً إلى «أنّ انفتاحه على العالم، وخبرته المتنوعة، وفروع شركته الموجودة في جميع أنحاء العالم، تساهم في تنمية أفكاره الخلاقة ليحتلّ دائماً المركز الأول لمعرفة السوق جيداً وعرض العديد من مزاياه التنافسية».

وشدّد زمكحل على «أنّ التنمية هي ضرورة وليست خياراً تقديرياً بالنسبة إلى رجل الأعمال اللبناني. صحيح أنه يخلق ويختبر ويبدأ عملياته في لبنان، ولكن سرعان ما يدرك أنه لا يمكن بسهولة للناتج المحلي الإجمالي من 50 ملياراً وعدد السكان البالغ 4 ملايين نسمة التطور والنمو. لذا فإنّ تصدير السلع والمنتجات هو غريزة عنده، وسرعان ما يصبح ضرورة على مستوى معين، بعد شعوره أنّ السوق المحلي ضيّق».

وختم رئيس تجمع رجال الأعمال بأنّ «سرّ نجاح الجيل الجديد ومكوناته يكمن في الإرادة والمثابرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى