ثورة على الفساد والمفسدين بقالب دراميّ وإسقاطات جريئة

أمين حمادة ولمى نوّام

عقدت أسرة مسلسل «كواليس المدينة» مؤتمراً صحافياً في فندق «لانكاستر بلازا» ـ بيروت، قبيل إطلاق المسلسل الاجتماعي المعاصر، الأربعاء الماضي على شاشة تلفزيون «الجديد».

حضر المؤتمر الصحافي المنتج عماد جمعة، والمخرج أسامة الحمد، والكاتبة غادة عيد، ونخبة من أبطال العمل اللبناني على رأسهم النجوم: كارمن لبّس، عمّار شلق، سارة أبي كنعان، ميرفا القاضي، يوسف حدّاد، مجدي مشموشي، طوني مهنّا، إلسا زغيب، خالد السيّد، آلان الزغبي، ليلى جريج، وفيصل اسطواني ونخبة من الفنّانين.

وأجمع الممثلون على أهمية خيار الشركة المنتجة «الصدى للإنتاج الفنّي» إحدى شركات مجموعة «JGROUP»، الدراما اللبنانية لمعالجة القضايا العامة وأوجاع الناس الحقيقية عبر أحداث مستمدة من الواقع، من دون الاكتفاء بالتركيز على قصص الحبّ وإبقاء الهموم التي تلامس كل فرد منّا في الخلفية.

وكشف رئيس مجلس إدارة مجموعة «JGROUP» عماد جمعة أن شركته دخلت الدراما اللبنانية لتصل بها إلى أماكن لم تصل إليها من قبل بإنتاجاتها، سواء عبر الترجمة أو الدبلجة أو التوزيع، مؤكداً أن الخطة المستقبلية تشمل أعمالاً عربية إلى جانب اللبنانية منها أربعة في المدى القصير.

وردّاً على سؤال أحد الزملاء الصحافيين حول احتمال مقاضاة أسرة العمل بسبب بعض خطوطه وشخصياته التي قد تفضح شخصيات عامة، أجاب جمعة أن الشركة أخذت ذلط بالاعتبار، وهي مستعدة له.

وقال المخرج السوري أسامة الحمد أن التداخل بين العناصر الدرامية السورية واللبنانية ليس طارئاً، بل يعود إلى عقود من الزمن، موضحاً أنه من أمّ لبنانية، ما يعطيه فهماً أعمق للواقع المحلي. وكشف في هذا السياق إلى ذهاب عدسته إلى جغرافيا غير مركّز عليها بشكل جدّي حتى الآن في الدراما اللبنانية. لافتاً إلى أن الواقع اللبناني غنيّ لإطلاق دراما حقيقية تحمل التفاصيل الحياتية المؤثرة.

وأعربت الإعلامية الكاتبة غادة عيد عن سعادتها بتجربتها الأولى في الكتابة الدرامية، التي ذهبت إليها لأنها وجدت أن بعض الملفات لا يمكن مقاربتها فقط عبر الصحافة. وكشفت أن الأحداث الأساسية مستمدة من قصص حقيقية تنطوي على الكثير من الإسقاطات التي سيشعر المشاهد اللبناني بوجودها. وشكرت في هذا السياق جهاز الرقابة في الأمن العام اللبناني الذي تمتع بمرونة كبيرة وبحسّ عال من المسؤولية والتجاوب مع الشرط الفنّي.

وتحدّث نجوم العمل عن أدورهم ردّاً على أسئلة الصحافيين والإعلاميين بعد مشاهدة الإعلان الترويجي لـ«كواليس المدينة»، فأشارت لبّس إلى تقديمها شخصية «رنا» المرأة الحديدية التي شكّلت شبكة واسعة من العلاقات برجالات السلطة بفضل صفقات وأموال مشبوهة، ما يدفعها إلى الذهاب بعيداً في جميع تصرّفاتها من دون خوف من حسيب أو رقيب.

ولفت شلق إلى تجسيده شخصية الضابط التحرّي «أنور» الذي سيكون على الضفة الأخرى من «رنا»، الأمر الذي سيضعه في تحدّيات خطيرة، بعضها يتشكل داخل منزله الخاص وعمله الأمني. ورأى شلق أن «كواليس المدينة» سيثبت أن الدراما اللبنانية الصرفة قادرة على اختراق الشاشات العربية.

وأكّدت أبي كنعان على الجانب العاطفي لشخصية الصحافية «علا» التي سيتقاطع خطّها بحكم تحقيقاتها الاستقصائية، عبر مواجهة قضايا ظلم ضد من حولها ومجتمعها، والغوص في ملفات حسّاسة، بخط «أنور» فيشكّلان تحالفاً عملياً يشهد تطوّرات كثيرة.

وأوضحت القاضي أن تجسيدها دور «يسرا» زوجة «أنور» لا يضعها داخل قالب الجمال، إذ تتعدّى ملامح الشخصية الدرامية إلى تركيبة الأنثى الداخلية التي تتصارع أحياناً بين الولاء لعائلتها أو زوجها، إضافة إلى خصوصيتها في التعامل مع ما تريد وما يفرض عليها، ومع ما تحصل عليه وما تحرم منه. مضيفةً أن «يسرا» يمكنها الذهاب إلى أبعد مما يُتصوّر!

ورفض حدّاد الكشف عن الكثير من تفاصيل شخصية القاضي «فارس»، مكتفياً بالتعبير عن فساده ومعتبراً أن هذا الدور يمكن توجيهه كرسالة إلى جميع القضاة الفاسدين والظالمين الذين مهما تجبروا سيسقطون، إلّا أن حدّاد أوضح أن دور «فارس» ربّما يثير جدلاً بسبب إحدى المفاجآت المتعلقة بملامح الشخصية الداخلية.

وقال حدّاد لـ«البناء»: «أنا أجسّد شخصية القاضي فارس، وأتمنى أن يشكل الدور درساً لكثيرين من القضاة الذين يشبهونه في الفساد». مضيفاً: «في بلدنا قضاة صالحون، لكن في المقابل هناك قضاة فاسدون يغطّون فساد السياسيين».

وتابع: «لعبت هذا الدور وأنا مقتنع بأن الرسالة في العمل إنسانية جداً،؟ ووجدت أن الإنتاج والإخراج والممثلين لديهم هدف وطني، وأنا مشارك فيه».

ولفت حدّاد من جهة أخرى إلى مرونة جهاز الرقابة على الأعمال الفنية في لبنان قائلاً: «أشكر الأمن العام اللبناني على تمريره أموراً كثيرة في العمل، والكاتبة على جرأتها وصراحتها ونضالها في سبيل الحدّ من الفاسدين والفساد في البلد».

وختم حدّاد: «كان لديّ تحدّ كبير في هذا الدور، وأعتقد أنني قدّمت جديداً على الصعيد الشخصي، أما من ناحية الناس، فالجمهور هو الذي سيحكم بعد مشاهدة العمل. الأصداء رائعة، ودوري بشكل عام هامّ و مؤثّر جداً. أجسّد في المسلسل أبشع من يمكنه أن يكون فاسداً في أيّ بلد، وهو القاضي. كل شيء نتخيّل إفساده إلّا القضاء، لأن القضاء هو الذي يحكم على الفاسدسن، فكيف لنا أن نأخذ حقّنا من قاضٍ حكم علينا ظلماً، كيف لنا أن نلجأ إلى قاضٍ ينتظر اتصالاً من جهة ما كي يُلغي ضميره ويحكم باللاعدل؟ أنا صاحب نقمة وصرخة، وما عشته في هذا الدور جعلني أكثر نقمة على الفساد و الفاسدين».

وقالت بطلة العمل الممثلة كارمن لبّس: «مسلسل كواليس المدينة ينقل الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا بكل صراحة وجرأة. وهو عمل نصّه جيّد، ولدى مخرجه نظرة جديدة ومختلفة في عالم الدراما، والإنتاج ضخم، والممثلون فيه من أهمّ نجوم الدراما اللبنانية. لذا، هو عمل توافرت به كلّ عناصر النجاح. وأنا أتوقع أن هذا العمل سيلقى صدى كبيراً لدى الجمهور».

وعن دورها في «كواليس المدينة» قالت الممثلة إلسا زغيب: «أجسّد شخصية ابتسام، وهي امرأة زوجها مظلوم مرميّ وراء القضبان، ومحكوم عليه زوراً. وتتعرّض ابتسام لجميع أنواع التحرّش والاضطهاد خارج السجن كي تثبت براءة زوجها. إذ تحاول أن تحظى بوساطة لدى رجال النفوذ كي تجد مخرجاً لزوجها، تنجح أحياناً وتفشل أحياناً».

وعن انتقالها من عالم الإعلام إلى عالم كتابة الدراما، قالت مقدّمة برنامج «الفساد» الإعلامية غادة عيد: «الكتابة ليست بعيدة عنّي كوني صحافية، والصحافة التي عملت بها تتعلّق بقضايا الناس، وهذا الأمر قريب جداً من الدراما لأننا نكتب واقعاً. أنا أحبّ القلم والكتابة، وكتابة عمل دراميّ لم تكن بالأمر الصعب بالنسبة إليّ».

وعن الجوّ العام لفكرة المسلسل قالت عيد: «هناك حبكة درامية تتمحور حول ثلاث شخصيات في المسلسل: صحافية وضابط تجمعهما قصة حبّ، وقاض. المسلسل يضمّ الخير كما يضمّ الشرّ، وفي المقلابل هناك أناس ضدّ الفساد والظلم تجسّدوا في ضابط نزيه وصحافية وقاض نزيه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى