كفى!
جالستها مرّات عدّة، ولطالما عرفتها قوية لا تنحني. خلتها دوماً شامخة لا تنكسر كشموخ رجل شرقيّ في جلسة أنثوية.
تبكي وتضحك بسرعة، فتنقلك بدمعة إلى عالمها الدرامي حيث هي البطلة دائماً، وبضحكة عينيها تأسرك وتمضي بطيبة قلب محاولة إفراح محيطيها.
وفي جلسة كان حديث الحبّ محورها، انطلقت بالكلام وكأن المستمعين هم: هي ومرآتها.
«أرتبط يوماً بحبّ حياتي، عشنا سوياً أجمل الأيام، إلا أن صحوت من غفوة قلبي لأكتشف أن ما خلته حبّاً ما كان هكذا.
بقصد الصداقة والاهتمام، لا سوء النيّة، وضعني أحدهم على الصراط المستقيم كما يدّعي.
غيّر ما غيّر، حوّل ما حوّل، كسّر وجبر فتقرّب حدّ الوريد. وحين لامس شرايين القلب، فجّر القلب وانسحب!
ليته بصمت ذهب. لا بل على الكعس، كان يتباهى بحبّي له في العلن، يخبر ذاك وتلك أنّني أخبره ما لا أخبره حد.
لا أعلم إن تمادى في التباهي والتفاخر حدود ما أعطيته اياه ولم اعطه حد.
نعم، ما أعطيته أنا، فهو لم يكن ليجرؤ أن يأخذ مني ولا حتي الحروف دون أن أعطيه أنا».
وتكمل حديثها عنه مؤكدة أنها ليست نادمة لأنها مرّت يوماً في حياته، فهو إن لم يعتبرها حبيبة، كان يمضي أياماً يوحي لها بحبّه.
تبتسم وتقول: «ربما كنتُ نزوته أو شهوته أو رغبته، وفي مجتمعي الذكوريّ كل مشاعر التلذذ با نثى متاحة، لا بل هي تعبير عن الرجولة».
تتنهد من صدر ضاق حقداً وتزيد: «سينكرني هو، وأنا سأنتظر أن يطلب منّي السماح يوم يقترب يومه. وحينذاك، سأكسر قواعد التسامح وسأنكر كلّ عرف طالبني به. سأسلخ نفسي عن مجتمع ما اعترف يوماً بي إلا إذا ساندني رجل، وسأرفع إلى الله وجهي وأقول: أتحتَ له التلذّذ والتمجّد والتفرّد بمشاعري، أما اليوم، فلا سماح يا ربي».
زلفا أبو قيس