أنصار الله: الحوار بلا شروط مسبقة وبعد وقف العدوان
أكد الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام، أن الحوار بلا شروط مسبقة أو بمحددات متفق عليها، وبعد تثبيت وقف إطلاق النار في الموعد المتفق عليه، أمر مقبول من الجميع.
واعتبر عبد السلام في تصريح خاص لـ «المسيرة نت»، أن الحوار في ظل اشتعال الحرب ليس سوى إسهام في إشعالها وتأجيجها.
وتلقى محمد عبدالسلام رئيس وفد أنصار الله التفاوضي اتصالاً هاتفياً مساء أول أمس من المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أوضح له فيه ملابسات النقاط التي سبق وذكرها في تصريحات سابقة.
وأوضح ولد الشيخ أن الحوار سيكون من أجل المرحلة المقبلة لبناء الدولة وإنهاء الحرب، باعتبار أن الجميع اليوم باتوا أطرافا في النزاع، ومطلوب من الجميع التقدم نحو الشراكة الحقيقية لضمان عدم اشتعال الأزمة في أي وقت.
كما سلم محمد عبدالسلام للمبعوث الأممي أسماء أعضاء فريق التهدئة العسكرية الذي أنشئ في حوار سويسرا، وأبدى كذلك جهوزية الفريق لورشة العمل، وبدء مسارات التهدئة بناء على الخطوات المتفق عليها قبيل انعقاد جولة الحوار القادمة.
وكان الناطق باسم أنصار الله قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن «أي حوار سياسي، في ظل استمرار الحرب، ستكون فرص نجاحه ضئيلة جداً، وأن الجيش واللجان سيوقفان إطلاق النار إذا توقف العدوان ومرتزقته».
ميدانياً، استعاد انصار الله الحوثيون، أجزاءً واسعةً من مديرية «الوازعية»، التابعة لمحافظة تعز غرب اليمن، بعد معارك عنيفة مع قوات الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، في تصعيد عسكري يسبق الهدنة المرتقبة المقررة في العاشر من نيسان الجاري.
وقال مصدر في قوات هادي للأناضول، إن «معارك دامية شهدتها مديرية الوازعية، القريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي، والمحاذية للحدود الجنوبية الممتدة إلى محافظتي لحج وعدن جنوب البلاد، أسفرت عن تقدم انصار الله إلى الشقيرا، مركز المديرية، وعدد من القرى والسلاسل الجبلية، وذلك بعد انسحابهم منها في تشرين الثاني الماضي»، حسب قوله.
ووفقًا للمصدر، فقد تعرضت مواقع المرتزقة خلال الساعات الماضية لهجوم غير مسبوق، من قبل انصار الله الحوثيين الذين يتفوقون بالعتاد الثقيل، وأن مناشدات أطلقتها قوات هادي، لقيادة قوات العدوان السعودي الاميركي في المنطقة الرابعة التي تتخذ من عدن مقرًا لها، من أجل إمدادها بالسلاح الثقيل، لم تجد أي تجاوب.
وأشار المصدر إلى أن انسحاب مرتزقة الرياض من بعض مناطق المديرية، جاء بسبب نقص الذخيرة لديها، والغطاء الناري المكثف لانصار الله والجيش اليمني الذين استخدموا فيه صواريخ كاتيوشا ودبابات.
وأعلنت قناة المسيرة التابعة لانصار الله، السيطرة على مركز الوازعية والملعب وقرى حنة والشيخ وعدد من التلال التي كانت تتمركز فيها القوات الحكومية.
وبتمكن انصار الله من بسط سيطرتهم الكاملة على مديرية «الوازعية» القريبة من سواحل البحر الأحمر، ستعود القوات المعتدية ومرتزقتها في المحافظات الجنوبية من جديد، تحت مرمى نيرانهم، كما سيقطع أنصار الله إمداد قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقتهم في تعز من اتجاه مديرية الشمايتين، وفقًا لمصادر محلية.
وذكرت المصادر، أن السيطرة على الوازعية، تشكل اقترابا مهما من مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يسعى انصار الله والجيش اليمني لاستعادته مع مديرية «ذوباب» من ايدي القوات المعتدية ومرتزقتها المحليين والاجانب.
تقع مديرية الوازعية في الجزء الجنوبي الغربي لمحافظة تعز، يحدها من الشمال مديريتا المعافر وموزع، ومن الجنوب محافظة لحج، ومن الشرق مديرية الشمايتين، ومن الغرب مديرية ذوباب.
كما أن السيطرة على مديرية الوازعية، تقطع الطريق أمام مخطط تقسيم تعز والسيطرة على جنوبها الغربي طمعاً في احتلال مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية عالمياً، من قبل قوات العدوان، وبالتالي تعزيز مديرية موزع.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن الجيش واللجان الشعبية أطلقا صاروخاً بالستياً من نوع قاهر 1 على تجمعات للموالين للرئيس هادي والتحالف السعودي في معسكر غرق ناو شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف شرق البلاد.
وفي تعز أكد مصدر بأن المواجهات العنيفة تجددت بين قوات الرئيس هادي المسنودة بالتحالف من جهة، وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى، في محيط السجن المركزي، في حين شنّت طائرات التحالف السعودي سلسلة غارات جوية على حدائق الصالح، ومنطقة المقهاية في مديرية الضباب عند المدخل الجنوبي لمدينة تعز.
غارات التحالف امتدت أيضاً إلى منطقة الشُقيراء مركز مديرية الوازعية ومفرق الأحيوق الرابط بين مديريتي الوازعية وذُباب.
أما في مأرب، فقال مصدر عسكري يمني إن قوات الجيش واللجان الشعبية أحبطت هجوماً جديداً لقوات الرئيس هادي تحت غطاء جوي للتحالف السعودي باتجاه جبل هيلان.
في المقابل، شنّت مقاتلات التحالف السعودي سلسلة غارات جوية على جبلي هيلان والمشجح، ووادي حباب بمديرية صرواح غرب مدينة مأرب شمال شرق البلاد.
وفي الجوف، شنّت طائرات التحالف السعودي غارتين جويتين على مديرية الغَيْل، بالتزامن مع مواجهات متقطعة بين قوات الرئيس هادي وقوات الجيش واللجان شمال محافظة الجوف الصحراوية المتاخمة للسعودية شرق اليمن.
أما على الحدود اليمنية السعودية، فقد أفاد مصدر محلي للميادين بأن القصف الجوي والبري للتحالف السعودي تجدد على مدينة ميدي الحدودية بمحافظة حجة غرب اليمن.
وفي سياق آخر، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، وفي تقرير تحت عنوان قنابل أميركية على اليمن، اتهمت السعودية بانتهاك القانون الدولي بعدوانها على اليمن دون وجود أهداف عسكرية بقتل 3200 مدني بينهم 60 بالمئة قضوا بقصف المدارس والمستشفيات والمنازل وفقاً للأمم المتحدة.
مرة جديدة، تفرض المجازرُ التي يرتكبها تحالفُ العدوان السعودي بحق الشعب اليمني واقعَها بقوة على تقرير المنظمات الدولية، كما أنها تحرج المجتمع الدولي لها الذي ما زال يتجاهلها غالبا.
ودفع هول الدمار والخراب اللذيت حلا باليمن منظمة هيومن رايتس ووتش إلى اتهام السعودية بانتهاك القانون الدولي بعدوانها على اليمن.
وأكدت المنظمة في تقرير لها تحت عنوان: «قنابل أميركية على اليمن» أن العدوان السعودي الذي يحظى بدعم أميركي بريطاني يفتقر إلى أي أهداف عسكرية، باعتراف الأمم المتحدة التي أكدت مقتل 3200 مدني بينهم 60 في المئة قضوا بغارات سعودية على المستشفيات والمدارس والمنازل والأسواق الشعبية.
وقال المسوؤل في منظمة هيومن رايتس ووتش أحمد بن شمسي: إن الغارات التي وثقناها كانت غير متناسبةٍ وعشوائيةً وقد ترتقي إلى جرائم حرب.. وأداة هذه الحرب هي الأسلحة الأجنبية، ووقودها هم المدنيون.
ورأت المنظمة أن الواقع المرير في سقوط القنابل العنقودية المحظورة دولياً على النساء والأطفال الأبرياء في اليمن، هو الذي دفع منظمات إنسانية وحقوقية، فضلا عن البرلمان الأوروبي، إلى المطالبة بفرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى السعودية.
وأضاف بن شمسي: ندعو اليوم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها من البلدان التي تبيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية بصفتها قائداً للتحالف الذي يقصف اليمن لفرض حظر أسلحة شامل.
واتهمت المنظمةُ السعوديةً وأميركا وبريطانيا بإجهاض مطالبة مجلس حقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي حول المجازر السعودية في اليمن.