ريفي يتغاضى عن الإساءة للبنان ويطالب بتوقيف منتقدي السعودية
تغاضت «قوى 14 آذار» ولا سيّما تيار «المستقبل» عن إساءة صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية للبنان وعلمه، مُدرجةً هذا الأمر في إطار حرية التعبير التي يكفلها الدستور، وفي المقابل صدر عن وزير العدل المستقيل أشرف ريفي البيان الآتي: «تتعرّض المملكة العربية السعودية لحملة منظّمة من الإساءات المبرمجة، التي كان آخرها قيام عدد من الأشخاص بتعليق لافتة تضمّنت عبارات مسيئة للمملكة، هي بحدّ ذاتها إساءة للبنان وللعلاقات التاريخية التي تربطه بهذه الدولة التي كانت دوماً إلى جانبه على كل الصعد. إنّ هذا السلوك المتكرّر الذي استهدف مصالح المملكة العربية السعودية، والذي وصل إلى حدّ الإساءة، فضلاً عن أنّه يقع تحت طائلة القانون، يهدّد مصالح لبنان واللبنانيين ويدمِّر علاقاته مع الدول العربية والصديقة».
أضاف ريفي: «وبناءً عليه، اتّصلتُ بالنائب العام التمييزي القاضي سمير حمّود، وطلبتُ منه التحرّك الفوري للقضاء، لاستقصاء هويّة هؤلاء الأشخاص وتوقيفهم والتحقيق معهم لاستجلاء الجهات التي تقف وراءهم، وإنزال أشدّ العقوبات بهم. كما طلبت من القاضي حمّود أن تبقى الأجهزة القضائية المختصّة في حال استعداد دائم لوضع اليد فوراً على أي إساءة قد ترتكب بحق المملكة، كما بحقّ أي دولة شقيقة أو صديقة، وستتمّ متابعة هذه القضية إلى النهاية حتى ينال هؤلاء العقاب اللازم».
وكانت القوى الأمنية أزالت لافتات عُلِّقت على الأوتوستراد الساحلي في محلّة أنطلياس تنتقد السعودية، وباشرت التحقيقات لمعرفة الجهة التي وضعتها.
وفي الإطار نفسه، أصدر التيار الوطني الحر بياناً أشار فيه إلى أنّه «انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وشعارات مسيئة إلى المملكة العربية السعودية، أوحى من نشرَها أنّ التيار الوطني الحر وراءها. يهمّ التيّار أن يؤكّد أن لا علاقة له بما صدر، لا بل يُدين هذه الإساءة ويشدّد على احترامه للمملكة الشقيقة وحرصه على علاقات لبنان معها ومع جميع الدول الشقيقة والصديقة. وقد عمد التيار إلى إزالة هذه الصور، ويُدين هذه التصرّفات كونها تُسيء إلى دولة شقيقة وإلى علاقات لبنان معها».
من جهةٍ أخرى، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة، في بلاغ أنّه «بعد حادثة اقتحام مكاتب صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت بتاريخ 1/4/2016 من قِبَل مجموعة من الشبّان، وتخريب محتوياتها احتجاجاً على نشر رسم كاريكاتوري بتاريخ 2/4/2016، أوقفت دوريّة من شعبة المعلومات أحد الفاعلين ويُدعى: ب.ح. مواليد عام 1971، لبناني ، وذلك لقيامه باقتحام مكاتب الجريدة المذكورة وتحريض غيره من الشبّان على مشاركته في ذلك. كما سلّم ستة أشخاص أنفسهم لمشاركتهم بأعمال الاقتحام والتخريب، وهم كلّ من: ج.ض. مواليد عام 1986 ، ح.ق. مواليد عام 1993 ، ب.ع. مواليد عام 1996 ، م.ح. مواليد عام 1990 ، ع.ح. مواليد عام 1992 ، ح.ن. مواليد عام 1993 ، لبنانيون، أوقفوا جميعاً بناءً على إشارة القضاء المختص، إضافةً إلى تعميم بلاغ بحث وتحرٍّ بحق المدعو ع.ز. والتحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختص».
من جهته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن ثقته «بقدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية على كشف ملابسات هذا الاعتداء الإجرامي، والقبض على الجُناة وتقديمهم للعدالة»، مشدّداً على أنّه «اعتداء جبان لا يُعبّر عن مواقف الشعب اللبناني الشقيق الذي يُدرك تماماً الدور الفاعل والمتميّز الذي تقوم به صحيفة «الشرق الأوسط» في دعم لبنان إعلامياً، ومساندة حكومته في جهودها للحفاظ على أمن واستقرار لبنان وتحقيق تطلّعات أبنائه في الحرية والكرامة والتنمية».
واعتبر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، أنّ «ردود الفعل التي لاحظناها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام، على الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»، حمّلت الموضوع أكثر من حجمه الطبيعي»، متمنّياً على «الأشقّاء اللبنانيين إبقاءه في إطاره الإعلامي البحت، حسبما أوضحته صحيفة «الشرق الأوسط»، لئلّا يصبح مادة للاستغلال من بعض الجهات التي تسعى إلى تخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب».
وأكّد أن «العلاقات الأخوية القائمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان أعمق من أن تُختصر برسم كاريكاتوري، كما أنّ احترام المملكة للدولة اللبنانية ومؤسّساتها وشعبها ليس بحاجة إلى برهان».
وحذّر الرئيس نجيب ميقاتي، عبر «تويتر»، من «محاولات خبيثة للنيل من متانة علاقات الأخوّة والصداقة بين لبنان وأشقائه العرب، ما يستدعي تضافر كل الجهود لإفشالها».