بين الحقيقة والتهويل غليان في الحسكة وقذائف تحصد شهداء
سعد الله الخليل وهيثم العلي ـ « البناء»
تشهد دير الزورعمليات مواجهة بين الأهالي ومقاتلي تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، حيث طرد الأهالي التنظيم من قرى أبوحمام – كشكية – غرانيج وآبار النفط وحقل التنك، عبر مواجهات عنيفة قتل إرهابيي داعش وهروب الباقي من المنطقة، فيما يشهد الريف الغربي والشرقي للمدينة مواجهات عنيفة، وفي الحسكة يواصل الجيش العربي السوري ووحدات الحماية تعزيز قواته على وقع تساقط قذائف الهاون التي أوقعت مدنيين شهداء وجرحى.
حقل التنك أول الغيث
تمكنت مجموعة مما يعرف سرايا الكفن ا بيض، وهي خلايا نائمة تحارب «داعش» على شكل مقاومة شعبية من خطف 9 عناصر من تنظيم «داعش» عند مفرق أحمد العثمان في الشميطية في الريف الغربي في محافظة دير الزور عبر عملية نوعية، رداً على إعدام «داعش» لأربعة أسرى في سجونها بمعدان بعد استيلائهم على أسلحة حراس السجن وقتلهم لستة منهم. وفي الريف الشرقي، توعد «داعش» أهالي قرى الشعيطات ومن والاهم على إثر ذبح ثلاثة من إرهابيي «داعش» على حاجز في غرانيج بذبح من تجاوز عمره الـ15 سنة ، حيث يجهز التنظيم حملة للهجوم على قرى الشعيطات التي سبق لها أن بايعت «داعش»، وفي الكشكية ـ أبوحمام وردت أنباء أولية عن سقوط اربعة قتلى وأصابة آخرين وحرق سيارة نتيجة الاشتباكات بين «داعش» وأهالي القرية عرف من القتلى عقلة البرجس من أهالي القرية، وحرق الأهالي مبنى البلدية والذي تستخدمه «داعش» كمقر لها وقتل من بداخله، كما أحرق الأهالي سيارة على باب المقر، ووردت أنباء لصحيفة البناء عن مقتل القاضي الشرعي
لـ «داعش» المدعو رشيد الخلف على أيدي المقاومة الشعبية الأهالي الذين هبّوا للدفاع عن أرضهم وعرضهم ضد تنظيم داعش في مناطق الشعيطات، كما تم تأكيد مقتل القيادي في التنظيم الملقب أبوعلي الشعيطي عقب ملاحقته.ما أدى الى هروب إرهابيي «داعش» من قرى الشعيطات الى حقل التنك.
وعقب إصدار تنظيم داعش فتوى تجيز بختان كل فتاة لم تقبل بالزواج من مهاجر ، شهدت مدينة الميادين ختان إحدى الفتيات نادت مساجد الشعيطات الأهالي لشحذ همم الأهالي «هبو يازلم الشعيطات هبو يانخوى يانشامى شوفوا كلاب البغدادي يقومون باغتصاب نسائنا وأخواتنا المسلمات».
وتوجه أهالي الشحيل إلى الشعيطات لمؤازرة إخوتهم ضد تنظيم «داعش»، كما هبت أعداد كبيرة من أهالي غرانيج لمساعدة أهلهم في أبو حمام، وعشائر الشعيطات، فيما انتفض أهالي الهجين ضد «داعش» واستطاعو السيطرة على الحواجز لمنع الارهابيين من مساندة الباقين في أبو حمام بينما قدم مختار البحره أبو نوري ثابت المحمد كل مالديه لنصرة الشعيطات، وأكد مصدر محلي أن إرهابيي «داعش» انسحبوا من حقل التنك النفطي باتجاه حقل العمر بعد هجوم عنيف من قبل الأهالي، ما اضطر عناصر التنظيم للاستغاثة وطلب مؤازرة لمحاربة أهالي الشعيطات، إلا أن الأهالي استعادوا السيطرة على قرى أبوحمام – كشكية – غرانيج مع جميع آبار النفط وحقل التنك وقتل إرهابيي «داعش» وهروب الباقي من المنطقة. في الموحسن سرق إرهابيوا داعش أجهزة المستشفى الميداني في منطقة البوليل بعد دخولهم اليها، بحجة انها تعود للصحوات.
إنجلاء حقيقة «داعش»
يرى الدكتور حسن الحسن الخبير والباحث الاستراتيجي أن التحرك الشعبي يعود بالمرتبة الأولى لممارسات «داعش» التي لا يمكن لأي عقل بشري تحمّلها سواء في سورية أو في العراق، وإنجلاء غمامة الدين الإسلامي التي التف بها التنظيم أول دخوله الأراضي والتي زالت مع ممارسات التنظيم، سواء بإجبار الفتيات على جهاد النكاح أو حرق المنازل والكنائس، وهي ممارسات لا يرضى بها المواطن السوري الوطني المتمسك بأرضه وعرضه. ولفت الحسن لبروز الوعي المجتمعي وانتفاض العقل الجمعي السوري على حالات الكي التي تعرض لها خلال الأعوام الماضية. واعتبر الحسن أن «إنجازات الجيش العربي السوري بدأ من استعادة حقل الشاعر والانشقاقات بين قيادات «داعش» على تحميل بعض مسؤلية الهزائم ساهم بنمو المقاومة الشعبية، إضافة إلى تزامن تلك الأحداث مع العدوان على فلسطين دعم بوضوح الصورة لدى العشائر». وأمل الحسن أن «تمتد هذه صورة المقاومة الشعبية إلى باقي العشائر والمناطق السورية».
تعزيزات في الحسكة
فيما تسعى صفحات التواصل الاجتماعي لبث الخوف وإثارة الرعب بين أهالي الحسكة عبر نشر أخبار القتل والدمار والشائعات والأخبار منها القابل للتصديق، والأخرى تكتشف المحاكاة المنطقية زوره، وبعيداً عن صفحات التواصل وعلى الأرض انخفضت وتيرة الاستهداف بشكل ملحوظ، مع وصول تعزيزات لوحدات حماية الشعب الى مدينة الحسكة وتعزيز مناطق وجودها، ونصب وتدعيم بعض المراكز الدفاعية المتقدمة لا سيما في الجهة الشرقية والجهة الجنوبية الشرقية.
وأكد مصدر مسؤول ان الخطوط الدفاعية باتت عالية المستوى.
وفي ما يتعلق بفوج الميلبية لفت المصدر إلى أن «الأمر يحتاج الى وقت وتكتيكات خاصة ولا يمكن الدخول بمعركة غير معروفة النتائج.
وقال: «عمليات الهجوم ستكون على حساب الدفاع عن المدينة. مؤكداً أن الوضع الميداني جيد ولا خوف على مدينة الحسكة». وبعكس ما يشاع في وسائل الإعلام فإن فوج كوكب 123 مدرعات ثابت في مكانه، ولا صحة لعمليات استهدافه والاستيلاء على أجزاء منه .
في هذه الأثناء، وصلت تعزيزات للجيش العربي السوري والدفاع الوطني وتعزيزات لفصائل الـ «ي ب ك» والـ «Bkk» التابعتين لحزب الاتحاد الديمقراطي، كما وصل رتل لوحدات حماية الشعب الى حي الصالحية. فيما أشارت معلومات عن حشود للمسلحين في مدينة الشدادة، وسط أنباء عن بدء نقل العتاد من فوج الميلبية، إضافة إلى نقل أقماح مركز استلام الحبوب.
وبحسب مصادر متابعة، فإن دخول وحدات الحماية الى جانب الجيش العربي السوري والتحصينات قد يغيّر المعطيات ويخلق سيناريوهات جديدة للحسكة. ووضع المصدر نقل العتاد والذخيرة من قبل المسلحين مؤشر بأن هدف الهجوم الحصول على الأسلحة ولا نيّة للمسلحين بالتمركز في الفوج المذكور.
في هذا الوقت، يتواصل سقوط القذائف على الحسكة، حيث أوقعت 5 شهداء مدنيين وإصابة 14 بجروح معظمهم من النساء، جراء سقوط 11 قذيفة مصدرها طريق جبل عبد العزيز بالريف الشرقي للمدينة، فيما أطلق مسلحو «داعش» 8 قذائف على حي النشوة ومناطق أخرى مصدرها قرية قبرعامر غرب حي النشوة، ما أدت لاستشهاد مدني وإصابة زوجته. وفي عين العرب أعلنت وحدات الحماية الشعبية مقتل 120 من مسلحي «داعش» مقابل 14 من مقاتلي ومقاتلات الوحدات ضمن حملة التمشيط التي نفذتها في قرى جب الفرج وكطش والشيوخ وتلة زاغروس .
رواج تجارة الموت
من جهة أخرى، راجت تجارة التوابيت في الحسكة وقد وصل سعر التابوت الى 40 ألف ليرة سورية فيما بلغ سعر العلم قرابة 2000 – 3000 وبوكيه الورد الصناعي 4000 ليرة سورية فيما وصل سعر كيس الجثث من الشادر المتين الى 10 آلاف ليرة و6 آلاف للنوعيات الرديئة فلا يتجاوز وأمام مشهد الموت المتكرر اختصر كثير التكاليف ودفن موتاه من دون تابوت ولا كيس خام ولسان حاله يقول لا حول ولا قوة الا بالله.