زمكحل: منفتحون بقوة على الشراكة المثمرة الجديدة
استقبل رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل، في مقر التجمّع سفير البرازيل في لبنان خورخي جيرالدو قادري، يرافقه رئيس القسم التجاري والاقتصادي في السفارة فيليبي غولار، حيث تمّ البحث في التبادل الاقتصادي والتجاري بين لبنان والبرازيل وأيضاً انضمام لبنان إلى السوق المشتركة «ميركوسور».
بداية، تحدث زمكحل، لافتاً إلى «أنّ منطقة ميركوسور غنية جداً بالموارد الطبيعية والمالية، لذا يمكن اعتبارها واحدة من التجمعات الاقتصادية الأكثر أهمية في العالم». وقال: «لدى أميركا اللاتينية والبرازيل العديد من فرص الاستثمار الجذابة في حين يتزايد باستمرار الاستهلاك والطلب، السوق تتوسع بانتظام لذلك هي الشريك المثالي بالنسبة لرجال الأعمال اللبنانيين الذين يسعون دائماً إلى إيجاد آفاق وفرص جديدة.»
وأضاف زمكحل: «نحن نعيش في عصر عولمة متقدمة حيث تختفي الحدود ولم تعد المسافات تشكل عائقاً، ومن المهم بالنسبة لنا بناء وتطوير علاقات مميزة مع البرازيل وأن نصبح جزءاً من السوق المشتركة ميركوسور في أقرب وقت ممكن. بالفعل يشكّل البرازيل بالنسبة لنا الباب الذهبي نحو قارة وجزء من العالم لديه سوق ضخمة حيث يمكننا أن نجد مكاناً لنا، مستندين إلى ميزاتنا التنافسية ومنتجاتنا المتخصِّصة، والنوعية، والأفكار المبتكرة لدينا التي تجول العالم».
وتابع: «سبقنا عدد كبير من إخوتنا اللبنانيين منذ عقود إلى منطقتكم حيث مرت أجيال عديدة، نجحوا بكل فخر وشاركوا في نمو بلدكم. وها هم الآن جزء من ثقافتكم، واقتصادكم، وحتى من الحياة السياسية في بلدكم. إنّ الجالية اللبنانية في أميركا اللاتينية، وتحديداً في البرازيل هي الأكبر في العالم. لذا يجب علينا العمل معاً والارتكاز على هذا الرصيد الهائل لتعزيز تبادلنا التجاري والشراكة الاقتصادية بيننا والانضمام إلى ميركوسور».
وتوجه رئيس تجمع رجال الأعمال إلى السفير البرازيلي قائلاً: «ينبغي أيضاً أن تنظروا الى بلدنا الصغير على أنه باب من الذهب أو حتى من الماس بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها. صحيح أننا اقتصاد صغير، لكنّ سوقنا الحقيقية تتجاوز حدودنا وتغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها. كونوا على ثقة بأنّ لبنان سيكون دائماً محور هذه المنطقة وبالتالي شريكاً متميّزاً بالنسبة لكم».
ورأى أنّ «من المهم والجذري» بناء جسور صلبة مع سوق «ميركوسور» الضخمة التي تضم أكثر من 242 مليون شخصاً، لافتاً إلى «أنّ تعزيز تبادلنا الاقتصادي والتجاري لا ينبغي أن يكون خياراً فحسب بل هدفاً واضحاً ومحدّداً لخلق التآزر البناء ومساعدة رجال الأعمال في مناطقنا على النمو والتطور».
وختم زمكحل: «نحن منفتحون ونعتمد بقوة على هذه الفرصة الجديدة، وعلى هذه السوق الجديدة، وهذه الشراكة المثمرة الجديدة مع السوق المشتركة ميركوسور للنمو رغم كلّ شيء. نعتمد على دعمكم لمساعدتنا على بدء إجراءات وشروط العضوية ومن جهتنا سنقوم بواجبنا لحثّ قادتنا على متابعة هذه المسألة البالغة الأهمية بالنسبة لأعمالنا لغاية التوقيع والانضمام إلى منطقة التجارة الحرة لديكم».
ثم تحدّث قادري، فأكّد على الروابط الخاصة التي تربط البرازيل ولبنان، «مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أضخم جزء من الجالية اللبنانية القائمة في الأراضي البرازيلية»، مشدّداً على «أنّ من الممكن تفعيل هذه الميزة الخاصة كأداة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والتي لا تزال متواضعة، رغم بعض التقدم».
وأشار السفير البرازيلي إلى وجود مبادرتين كانت لهما القدرة على دفع التجارة والاستثمارات الثنائية إلى الأمام. المبادرة الأولى كانت تأسيس مجلس الأعمال اللبناني ـ البرازيلي LBBC عام 2014، الذي يستعد وفد منه لزيارة ساو باولو وبرازيليا في الفصل المقبل من هذا العام. وشكره قادري زمكحل «لدعمه الكبير لهذه المبادرة وأهدافها».
أما المبادرة الثانية فهي المفاوضات الجارية بين لبنان والسوق المشتركة ميرسكور التي تتألف من البرازيل والأرجنتين والباراغواي والأوروغواي وفنزويلا لتنظيم اتفاقية التجارة الحرة، والتي من شأنها توسيع وصول السلع اللبنانية إلى إحدى أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم. كما تحدث سفير البرازيل عن الدور الهام الذي يلعبه الدكتور زمكحل «من خلال اللوبي الكبير، والذي يمارسه مع جميع الأطراف لإنجاح هذا المشروع ذي الأهمية البالغة».
وأشار قادري إلى «وجود أفكار أخرى لتعزيز التعاون مع لبنان في المجال الاقتصادي، والاستفادة من القدرات المتميزة التي يتمتع بها رجال الأعمال اللبنانيين في التواصل مع أسواق ثالثة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وغرب أفريقيا».