صحافة عبريّة

نشرت صحيفة «هاآرتس» العبرية تقريراً أشارت فيه إلى أن وثائق بانما المسرّبة تضمّ أسماء مئات الشركات والمساهمين «الإسرائيليين»، الذين تورطوا في عمليات إخفاء ثروات وغسيل أموال.

وقالت الصحيفة في تقريرها أن الوثائق المسرّبة من شركة «موساك فونسيكا» للخدمات القانونية التي تتخذ من بانما مقرّاً لها، والتي تعدّ إحدى أكثر الشركات سرّية، كشفت عن تورط 600 شركة و850 مساهماً «إسرائيلياً» في عمليات غسيل أموال وإنشاء شركات وهمية.

وذكرت الصحيفة أن الوثائق المسرّبة كشفت معطيات حول عمليات تبييض الأموال والتهرب الضريبي لمئات رجال الأعمال «الإسرائيليين»، ضمن أكثر من 11.5 مليون وثيقة سرّية، كشفت عن ملامح الجانب المظلم في الاقتصاد «الإسرائيلي».

وأضافت الصحيفة أن مدير مكتب «موساك فونسيكا» في «إسرائيل»، أمير مور، أكد أن الفرع الرئيس للشركة في بانما، اتصل بهم قبل أسبوع ليخبرهم أن المعطيات المسرّبة تعرّضت للسرقة بعد اختراق نظامهم الإلكتروني ولذلك فإن «أي معطيات يتم تداولها، بمثابة استعمال لمعطيات شخصية تعرّضت للسرقة».

وأشارت الصحيفة إلى أن مؤسسة «سابير القابضة» كانت من بين الشركات التي ورد ذكرها في الوثائق المسرّبة.

وأُسّست شركة «سابير القابضة»، ومقرّها في جزر الكاريبي، عام 2002 من طرف المحامي «الإسرائيلي» جاكوب وينروث، الذي وجهت إليه تهم تتعلق بغسيل الأموال خلال عام 2009، وذلك بعد أن تلقى مبلغاً قدره 7.95 مليون يورو من رجلَي الأعمال «الإسرائيليين» من أصول أوزبكية ميشال شرني والروسي أركادي غايدماك.

وذكرت الصحيفة أن الوثائق المسرّبة كشفت أيضاً معطيات مهمة حول صفقة القدس العقارية المزوّرة مع الكنيسة الأرثذوكسية عام 2002. وتضمن هذا الاتفاق بنوداً يتم بموجبها التخلي عن أراضٍ في مدينة القدس لصالح «إسرائيل» ضمن عقد إيجار مدته 999 سنة. وقد رعت شركة «الأراضي المسيحية في إسرائيل» المملوكة من طرف «موساك فونسيكا» هذا الاتفاق، الذي فشل في النهاية بسبب خلافات عدّة.

وأضافت الصحيفة أن المحامي «الإسرائيلي» دوف فايسغلاس، الذي شغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق آرييل شارون، كان من بين أبرز الشخصيات الذين وردت أسماؤهم في الوثائق المسرّبة. ومن بين الشركات الأربع التي قام محامي مجموعة شركات «فايسغلاس»، عاصف هالكين بتسجيلها، يستأثر «فايسغلاس» بملكية شركة واحدة، تدعى «تيلر فيل العالمية».

ووقع تسجيل هذه الشركة في الجزر العذراء عام 2012، وتهدف إلى استغلال الصفقات العقارية في أوروبا الشرقية، لكن بعد سبعة أشهر فقط من تأسيسها تعرضت الشركة وكل ممتلكاتها للرهن من طرف «بنك رفاينسن» النمسوي مقابل قرض مالي ضخم. لكن «فايسغلاس» وهالكين نفيا للصحيفة «الإسرائيلية» وجود عملية تهرب ضريبي، وأكّدا أن كل العمليات المالية للشركة تتمّ بعلم السلطات «الإسرائيلية».

وذكرت الصحيفة أنّ الوثائق المسرّبة كشفت عن علاقة رجل الأعمال «الإسرائيلي»، إيدن أفر، بعدد من الشركات المتورطة في عمليات غسيل الأموال وإخفاء الثروات. ففي عام 2008، عُيّن أفر مديراً لشركة «غولدن غلايدبروبرتيز» التي أُسّست في الجزر العذراء البريطانية، قبل أن تتم إقالته منها وتعيين فبرانك ماغينسون، ثم دافيد توغمان، ثم تغيير اسم الشركة إلى «غولدن أفييشن». وتكشف الوثائق عن تحويل أفر لأسهمه نحو شركات «بيماس» عام 2013، التي حصلت بدورها على قرض عقاري من بنك «جي بي مورغان».

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن الملياردير «الإسرائيلي» تيدي ساغي، هو أحد أبرز رجال الأعمال «الإسرائيليين» المتعاملين مع شركة «موساك فونسيكا»، إذ يملك 16 شركة خارجية متخصّصة في الصفقات العقارية، بعدما اقتصر نشاطه لسنوات على نشاط شركات الرهان على الإنترنت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى