حوار سعودي مع «أنصار الله»
حميدي العبدالله
قلت وكالة «بلوم بورغ» عن ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان قوله إنّ الحرب اليمنية تقترب من نهايتها، وإنّ وفداً من حركة أنصار الله موجود في الرياض.
ولكن مسؤولاً في حركة أنصار الله نفى وجود وفد من الحركة في الرياض. وبمعزل عن صحة أو عدم صحة وجود وفد من حركة أنصار الله في الرياض، إلا أنه لا يمكن تجاهل الإعلان الصادر عن قيادات رفيعة في حكومة المملكة العربية السعودية، بوزن محمد بن سلمان الذي يعتبر المهندس الرئيسي للحرب اليمنية، فهذا الإعلان يأتي بعد أسابيع قليلة على اتفاق مبرم بين حركة أنصار الله والمملكة العربية السعودية تمّ بموجبه تبادل للأسرى ووقف الأعمال العسكرية على الحدود بين اليمن والسعودية، وقد صمد وقف إطلاق النار حتى وإنْ كانت هناك بعض الخروقات، ومن أبرزها هجوم الجيش السعودي لاستعادة مدينة الربوعة.
في هذا السياق يمكن أخذ تصريحات بن سلمان عل محمل الجدّ، حتى وإنْ كانت ثمة اعتبارات وحسابات سياسية تدفع حركة أنصار الله لإصدار نفي لما جاء لجهة الحفاظ على التحالف القائم بين أنصار الله وبين أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
لكن الأمر الهامّ في تصريحات بن سلمان ليس كشف النقاب عن وجود وفد من حركة أنصار الله في الرياض مع ما ينطوي عليه هذا الخبر من دلالات، بل إعلانه أنّ الحرب اليمنية تدخل نهايتها، فهل هذا التقدير مجرّد حملة علاقات عامة، أم أنه يعبّر عن وجهة الأحداث في الفترة المقبلة؟
من الواضح أنه يعبّر عن وجهة الأحداث في الفترة المقبلة، وذلك في ظلّ استقرار العمليات العسكرية وعدم القدرة على تحقيق نصر حاسم من قبل كلا الطرفين المتحاربين، وعندما يتعذّر على أيّ طرف حسم الصراع لمصلحته يجنح إلى البحث عن حلول وتسويات، واليوم الطرفان المتحاربان عاجزان عن الحسم، إضافةً إلى ذلك، إنّ خطر تنظيم «القاعدة» بات يهدّد المناطق التي تمّت السيطرة عليها من قبل قوات «التحالف العربي» بقيادة السعودية، وواضح أنّ التطورات في هذه المناطق لا تبشر بالخير بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تقود الحرب على اليمن، ناهيك عن الصراعات الدائمة والمتجدّدة داخل فريق الرئيس عبد ربه منصور هادي، وكان آخرها قرار عزل نائبه ورئيس وزرائه واستبداله بمسؤوليْن آخريْن.
ما تقدّم يؤكد أنّ الحرب اليمنية، فعلاً هي في نهايتها لجهة المعارك الدائرة بين حركة أنصار الله وأنصار الرئيس علي عبدالله صالح من جهة، وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة أخرى، ولكن الأزمة اليمنية قائمة ومستمرّة بعد تصاعد دور القاعدة الذي بات يمثل تحدياً جديداً للجميع.