البيان الختامي لمؤتمر ذكرى البوطي: لمواجهة داعمي التكفير وتجفيف منابعه المالية
أكّد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الذي نظّمته «جبهة العمل الإسلامي» لمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد العلّامة محمد سعيد رمضان البوطي، بعنوان «شهيد المحراب … شهادة أمة» في قرية الساحة التراثية «أنّ الإسلام هو دين الرحمة والمحبة والتعاون لما فيه خير البشرية»، مشيراً إلى أنّ «الوحدة الإسلامية والاعتصام بحبل الله المتين هو واجب شرعي ينبغي تحصيله والعمل بمقتضاه وتحقيقه، ولا يجوز الإهمال أو التقاعس عنه بأيّ حال من الأحوال، وأنّ كل من يعمل على شقّ صف المسلمين ومنع قيام وحدتهم، بل ويسعى إلى ضربهم وشرذمتهم، هو إنسان خائن لدين الله ولسنّة رسول الله، بل إنّ عمله هذا يصبّ في خانة العداء للإسلام وفي مصلحة العدو الصهيوني الغاصب الذي يعمل على تحقيق هذه الأهداف الشيطانيّة الماكرة منذ احتلاله لفلسطين الحبيبة».
ولفتَ البيان إلى أنّ «جرائم التفجيرات الانتحارية الآثمة، وجرائم قتل المدنيّين الأبرياء والإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس، حرام ولا تجوز في شرع الله».
وأشار إلى أنّ «مسؤولية العلماء والفقهاء والدُّعاة في مواجهة هذا الفكر الإرهابي التكفيري المتحجِّر، هي مسؤولية كبرى، ولعلّ هذا ما اضطلع به شهيدنا العلّامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي انبرى لهؤلاء المضلّلين والمُفترين والسّفهاء المأجورين وفضح أمرهم وكشف زيفهم وادّعاءاتهم، وحين عجزوا عن مجاراته علمياً وإنسانياً ومنطقياً فجّروه وسفكوا دمه الزكيّة فقتلوه وهو يتلو آيات الله ويشرحها في المسجد لعباد الله، وهم يظنّون أنّهم يُحسنون صنعاً».
أضاف البيان: «أنّ شهيدنا العلّامة الإمام البوطي ودعوته وكتاباته ومواقفه وكتبه ونصائحه وخطبه كلّها تشهد له، مع الذين أفتوا بقتله، والذين قتلوه كانوا يتغنّون ويتباهون بعلمه وورعه وتقواه وحكمته ومسؤوليته كعالم في إرشاد الناس وتوجيههم وتعليمهم وتربيتهم كي يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تنشئة وتربية الجيل الصاعد تربية صالحة تبعده عن الموبقات والمعاصي والفساد والفاحشة».
وأكّد «أنّ العلماء والدُّعاة وأصحاب الرسالة والفكر النيِّر المعتدل هم المعوَّل والمعتمد عليهم لبيان الصورة الحقيقية الصافية النقيّة لدين الله الإسلام من دون تحريف أو تشويه أو تمييع أو تزييف وتضليل للحقيقة، والأمّة الإسلاميّة بحاجة اليوم إلى رجال ذوي مواقف صلبة وإرادة وعزيمة قوية لا تتزحزح ولا تحيد عن الحق مهما بلغت التضحيات، وذلك للوقوف بقوة وحزم وبأس بوجه الأفكار الهدّامة التي تفتك بالعلماء والمدنيّين الأبرياء من دون وجه حق».
ورأى أنّ «من أولويّات محاربة هذه الظاهرة الخطيرة والغريبة عن مجتمعاتنا هي محاربة أسباب نشوئها ونشأتها ومحاربة ومواجهة داعميها، والعمل على تجفيف منابعها الفكرية الهدّامة ومنابعها الماليّة والماديّة والإمداديّة، والوقوف في وجه الدّول التي أطلقت العنان لهذا الوحش الذي يفتك اليوم بالجميع من دون استثناء».